الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
تسهيل سبل الزواج، وسدِّ أبواب الشرّ
فاتقوا الله عباد الله الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا سورة النساء1. خلقكم من نفس واحدة وبث منها زوجها، خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً سورة الروم21.
كلما كثرت طرق الحرام يا عباد الله: وجب فتح أبواب الحلال بأشد وأكثر، وكلما تيسرت السبل إلى المحرمات وجب تيسير السبل إلى الحلال المقاوم والمضاد لها أكثر فأكثر، وأنت إذا نظرت يا عبد الله لحال الشهوات في هذا الزمن لوجدته أمراً عجيباً في طرق إثارتها والتفنن فيها، فتقع عيون العباد على مجلات وأفلام وأسواق وأماكن مختلطة تثور فيها الشهوات، ومصافحات، ومكالمات، وخلوة، وخادمة متبرجة، وتبرج أقارب، ومجالس مختلطة، وكذا في مستشفيات، ومكاتب، وأسفار، وسياحات، تعج بأمور تثير الشهوات، فيعاني هؤلاء المساكين ممن يرزحون تحت نيرها وشدتها ووطأتها ويقولون في أنفسهم: إلى أين نذهب، وما هو العلاج، وقد ثارت الشهوات واليهود ومن والاهم يسعون في تأجيجها وإيقاد نيرانها، وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا سورة النساء27-28. ضعيف أمام الشهوة، تغلبه شهوته، تشتد عليه فتورده المهالك.
أيها الإخوة: إن الشريعة متكاملة ولله الحمد في علاجها للأمور، فهناك أشياء استباقية تأتي قبل حدوث المحرم والمحذور، وأشياء معه وأشياء بعده، فتجد الأمر بغض البصر، قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْسورة النور30. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّسورة النور31. لأن المرأة تفتن كذلك بصورة الرجل، ولو كانت فتنة الرجل بصورة المرأة أشد، وأشياء من قبل ومن بعد، من الأمر بغض البصر وتحريم الخلوة، والأمر بالنكاح، سواءً لرفع الأمر المحرم أو دفعه، علاجات متكاملة في الشريعة.
أيها الإخوة: ألا ترون أنه قد كثر الحديث وانفتاح الأسباب في الأمور المحرمة في شهوة النساء التي حذرنا النبي ﷺ، وخشيها على هذه الأمة، وأنها من أضر الفتن عليها، شهوة النساء، ألا ترون أنه في حال انتشار هذه الأمور المحرمة وانفتاح أبواب الشهوات أنه ينبغي علينا أن نعيد النظر في قضية الزواج، وتيسير أسبابه، وتسهيلها ،عندما نرى هذا الكم الهائل من الفساد الذي يأتينا من السماء، وليس فقط يوجد على الأرض مما أفسد البشر به الأجواء ونشروا به الفتنة في هذه الموجات، بحيث لا تكاد تقول اليوم إن هناك طبقاً فوق بيت إلا ويمكن أن يرى فيه الولد من ذكر وأنثى أموراً محرمة ربما تصل إلى مشهد الفاحشة، وهذا معلوم مجرب بهذه الأجهزة الموجودة في البيوت، فإذا كانوا يرون مناظر من الفاحشة أو شبه الفاحشة، أو النساء العاريات أو شبه العاريات، فما هو الحل؟
لا بد من عمل إجراءات نقوم بها لتذليل العقبات لفتح الأبواب للحلال في هذا المجال الذي حدثت فيه الفتن وثارت فيه الشهوات، فتأتي إلى قضية السن المناسب للزواج مثلاً لتجد بأن عدد من المفهومات والتصورات الخاطئة استقر عند الناس بفعل إيحاءات من أفلام أو مقالات في مجلات أو كلام في مجالس يستقر في عقولهم، وأما بالنسبة للشريعة فإن الشريعة لا تمنع بل ولا تكره مثلاً أن تكون البنت أو الفتاة أكبر سناً من الرجل الذي يريد الزواج بها، هل هو مكروه؟ لا، هل هو محرم؟ لا، ماذا تريد الشريعة؟ من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه[رواه ابن ماجة1967]. هذا بالنسبة للزوج، فاظفر بذات الدين تربت يداك[رواه البخاري5090، ومسلم1466]. هذا بالنسبة للزوجة، هذا هو الأساس، ليس هناك تعقيدات في الشريعة في قضايا السن مثلاً، والنبي ﷺ تزوج خديجة تكبره بخمس عشرة سنة، وتزوج عائشة وهي أصغر منه بكثير.
أيها الإخوة: إذاً لا يشترط في الزواج الموفق فرق معين في السن، هناك أحسن وأفضل، نعم، على المدى البعيد أن تقول: أن يكون الرجل أكبر من المرأة، نعم، لكن فارق السن أن يجعل عائقاً في الزواج؟ لا، من الناحية الشرعية، لا.
الزواج من الأقارب، والكشف الطبي قبل الزواج
قضية الزواج من الأقارب، ينتشر بين الناس أهمية البعد عن الأقارب، وفرق بين أن تقول: يجب عليكم أن تتباعدوا وأن تقول: من المستحسن أن تتباعد في النكاح لفوائد قد ترجى من زيادة نجابة الولد، أو انخفاض نسبة الأمراض الوراثية، أو البعد عن المشكلات حتى إذا وقعت بين الزوجين، لا يتأثر الأرحام، وتصير هناك قطيعة، فوائد، لكن أن يقال: زواج الأقارب ضار وخطأ. فهذا كلام خاطئ، والنبي ﷺ قد تزوج بنت عمته، وتزوج الصحابة من أقاربهم، وكانت الأمور طيبة ولله الحمد، والمقصود أن لا نضع عوائق، وكون الإنسان يراعي مصلحة لا بأس بها في أن يتباعد في النكاح، فهذا لا بأس به، أما التشديد على الناس وتقرير مفهومات خاطئة في هذا فلا.
قضية الكشف الطبي قبل الزواج، يريد بعض الناس أن يوجب الكشف الطبي على النساء والرجال قبل الزواج، فرق بين أن تقول: الكشف له فوائد، الكشف يفيد في علاج حالات استباقاً لوقوعها. وبين أن تقول: يجب على الناس الكشف الطبي، ويلزمهم، وإيجاب هذا عليهم فيه حرج شديد، ففي الناس في المدن، وفيهم من هو في القرى والبوادي، فإلزامهم بأمر لم تلزمهم الشريعة به فيه حرج عظيم، بل لا يجوز إلزامهم بذلك، والمقصود مرة أخرى إزالة العوائق التي تعيق النكاح. وفرق بين أن تقول: الكشف أحسن، الكشف فيه فوائد، وبين أن تقول: يجب الكشف، ولا زواج إلا بكشف.
الكفاءة في الدين بين الزوجين
مرة أخرى إزالة العوائق، الكفاءة في الدين بين الزوجين، هذه مسألة أيها الإخوة من المسائل المهمة، فالفاسق ليس بكفء للصالحة؛ لأن الله قال: أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَسورة السجدة18. فقد قال الله: لَّا يَسْتَوُونَ، وبناءً عليه فليس من الأمانة يا أيها الولي من أبٍ أو أخٍ أن تزوج ابنتك أو أختك الصالحة المستقيمة من رجل فاسق؛ لأنه ليس بكفءٍ لها، والشريعة أوجبت الولي في النكاح لأجل حماية المرأة وصيانتها وأن يختار لها الكفء، فيها نقص قد لا تستطيع إدراك مصلحتها بسببه، فيوجد الرجل الأكمل عقلاً لكي يختار لها الأكفأ وينظر من خلال الحالة والصفات إلى ما يقدر أن هذه المرأة ستسعد مع الرجل وتستقيم حياتهما بسبب وجود هذه الصفات، وبناء عليه فإن تزويج المرتد عن الدين كالذي يسب الله ورسوله أو دينه ويعيب شرعه أو ينكر بعض الأحكام المجمع عليها عند المسلمين والمعلومة بالضرورة، ينكرها كالحدود الشرعية فيقول: إن الرجم وحشية، والقطع على السرقة كذلك، وهكذا، أو يكون تاركاً للصلاة بالكلية لا يركع لله ولا ركعة، ولا يسجد له ولا سجدة فهذا مبشر بجهنم؛ لأن الله قال: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَسورة المدثر43. ففرق بين أن ترفضه لأجل أنه لا يصلي أو لأنه إنسان درس في الخارج مثلاً، ويكثر مشاهدة الأفلام الأجنبية، فصار رجلاً غربي النزعة أجنبي الفكر، لا يرى للشريعة وزناً بل ينتقد أحكام الشريعة في المجالس، مرتد، زنديق، ملحد لا يزوج امرأة مسلمة، فرق بين أن ترده لسبب الدين أو ترده لسبب دنيوي يمكن للمرأة أن تتحمله، يمكن للمرأة أن تتحمله، كشيء من انخفاض الدخل مثلاً، ولذلك نعيد التأكيد على الحديث: من جاءكم ترضون دينه وخلقه، ولماذا لم يقل مثلاً: ماله، وسيارته، وبيته، وأثاثه، دينه وخلقه فزوجوه، وهنا توضع المسؤولية على عاتق الولي في البحث عن حال الرجل المتقدم؛ لأننا نجد أيها الإخوة في كثير من الحالات طلاقاً بسبب عدم البحث والتحري عن الزوج المتقدم، فربما يسأل صديقه في العمل الذي سيقول كلاماً في مصلحة الخاطب طبعاً، ويسأل قريباً للخاطب الذي سيقول كلاماً في مصلحة الخاطب غالباً، إلا أن يرزق الإنسان بصاحب دين في العائلة ليسأله فيجيب بتجرد ونزاهة وإنصاف وأمانة، وهناك مسألة مفيدة في هذا مأخوذة من علم مصطلح الحديث، وهي الخبر المتواتر، إذا كثرت طرق الخبر واجتمعت على شيء من أناس لا يتواطؤون على الكذب يبعد أن يتواطؤوا ويتفقوا، تعدد المصادر والطرق المختلفة للخبر إذا اتفق الخبر فهذا معنى قوي ويدل على أن الخبر الذي جاء عن هذا الخاطب قوي، سواء في دينه وأمانته أو في فسقه وفجوره، فإذاً فليراعي الولي مسألة تعدد الطرق واختلاف المصادر وتباينها التي يأخذ منها الخبر عن الخاطب.
مسألة إكمال الدراسة، ونتحدث مرة أخرى لتذليل العقبات في هذه القضية قضية النكاح، يشترط كثير من الناس اليوم لتزويج ابنتهم أن تتم دراستها الجامعية، وهي تقول: لا أتزوج حتى أنهي الكلية، وهم يقولون: لا نزوجها حتى تنهي الدراسة، وإنهاء الدراسة ربما يجعل البنت في حال من السن غير مرغوبة كثيراً، ويبحث الشباب عمن هي أصغر، ولذلك مرة أخرى إذا خطب الرجل، إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، مباشرة، فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير[رواه ابن ماجة1967].
عباد الله: هذه العادة السيئة المنتشرة بفعل الأفلام والأشياء المادية، والطمع، ووجود قواعد في المجتمع ما أنزل الله بها من سلطان، المثقفة، الجامعية، هذه هي ولا غير، من قال ذلك وفي أي شرع كان، وربما يتزوج امرأة معها شهادة عادية جداً، ويسعد معها، ويتزوج امرأة جامعية ولا يسعد معها، فإذاً قضية الاشتراطات لا نزوج إلا بعد انتهاء كذا، ودخول بعض الأشياء في عقول البنات يسبب استمرار وتأخر الزواج واستمرار العزوبية مما يكون له أثر سيء جداً على مسيرة الشاب والفتاة.
بل إن بعض العلماء يرى بأن المرأة إذا أجادت القراءة والكتابة فإن ذلك كافٍ جداً في قضية تزويجها.
أسباب تأخير الزواج
أيها الإخوة: مما يرون في الواقع من السيئات وانتشار الفواحش، الوضع الآن لا يتحمل أي سبب لتأخير الزواج، لا يتحمل أي اشتراطات وتعقيدات إضافية، الوضع منفجر الآن، وملتهب، فلا مصلحة في تعقيد القضية إطلاقاً لا مصلحة في أي شروط تملى أو إضافات على ما جاءت به الشريعة، وانظر إلى رحمة الرب في قضية الزواج، زوجتك ابنتي فلانة، قبلت، شهد الشاهدان، انتهت القضية، إن هذه العملية الميسرة جداً شرعاً يعقدها الناس بهذه الإملاءات والشروط والقواعد التي ترسخت لديهم بفعل توالي الكلام في المجالس، والأحاديث الشخصية، وكثير من المنكرات والمصائب والأخطاء إذا تتبعت أصلها وجذورها وجدتها تنبع من شيء اسمه كلام الناس، ليس كلام الله، ولا كلام رسوله، كلام الناس، لماذا تفعل يا فلان كذا؟ كلام الناس، يا فلان لماذا تشترط كذا؟ كلام الناس، يا فلان لماذا؟ كلام الناس، وهكذا، كلام الناس، كلام الناس، سئمنا كلام الناس، نريد كلام الله، نريد كلام رسوله ﷺ، نريد أن نتحرر من الضغوط الاجتماعية من الضغوط لإنقاذ الشباب والفتيات.
وعندما تسلم الشريعة عقدة النكاح للولي فليس معنى ذلك أن يستغل هذا الأمر لزيادة دخله من بنات موظفات، ويبقي البنات بغير زواج، ويقول رئيس المحكمة: نعاني من قضية عضل الأولياء للبنات، لا يجوز العضل والعضل ظلم، العضل حبس المرأة عن الكفء المتقدم إليها، هذا هو العضل،أن تحبس البنت عن الكفء المتقدم إليها بلا سبب شرعي، هذا الحبس ظلم وحرام بل يؤدي أيها الإخوة إلى أن يصبح الولي فاسقاً عند بعض علماء المسلمين لا تجوز إمامته، لا يجوز أن يؤم بالناس، العاضل هذا ظالم فاسق، لا تقبل شهادته ولا يكون إماماً بالناس؛ لأن الظلم هذا عظيم، هذا ليس ظلم عامل أكلت أجرته يوماً أو أسبوعاً أو شهراً، هذا ظلم امرأة سنوات تحبس عن الحلال ويودى بها إلى الحرام، وكذلك الذي رد، الخاطب الأول والثاني والثالث والرابع بلا سبب شرعي كذلك ظالمون أيضاً، وهذا الظلم ظلمات يوم القيامة، وسيتعلق هؤلاء جميعاً في رقبة الولي الظالم الذي ردهم بلا سبب شرعي.
قضية الانجاب
أيها الإخوة: وكثيراً ما تكون قضية الإنجاب وعدم الإنجاب من العوائق التي يفكر بها بعض الناس، ولا يريدون أولاداً في أول الزواج، من أين؟ كلام الناس، ليش؟ موضة، من أين أتت، أفلام مسلسلات وهكذا.
العزل في الشريعة جائز عن المرأة الحرة بإذنها، أن ينزع وينزل في خارج، وأما تعاطي الموانع فإنه يجوز بشروط: أن لا يكون المانع ضاراً، أن يكون بإذن الزوجين ورضاهما جميعاً؛ لأن الولد حق مشترك لهما، وأن لا يزيد تعاطيه عن مدة الحاجة، كأن ترضع، تتم رضاع الولد الذي قبله، حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ سورة البقرة233. أما نشر حبوب منع الحمل على المستوى الواسع وتطوير وسائل منع الحمل ونشرها والترويج لها، والدعايات التجارية وغير ذلك فاعلموا أنه خطة من أعداء الإسلام الذين لا يريدون الخير للبشرية عموماً ولا للمسلمين خصوصاً، ولذلك تجد الصيدلي النصراني في بعض بلاد المسلمين يعطي مانع الحمل بسعر رخيص متعمد، يبذله للمسلمات، بينما إذا جاء نصراني من أبناء دينه ليأخذ مانعاً حذره وحاول بشتى الوسائل أن يمنعه من ذلك، لماذا لم يفكروا في غزو الصين، لكثرة عددهم، فالأمة الكثيرة العدد مرهوبة الجانب ولكن عندما يقوم بعض الذين صار عندهم فكر أجنبي يقولون عن تناسل المسلمين سباق الأرانب، فما معنى ذلك أيها الإخوة، يقولون: نحن في سباق أرانب، ماذا يقصدون من وراء هذه العبارة، وينبغي أن ننتبه للملحدين والزنادقة والمرتدين شلت أيمانهم، وكبت الله شرهم، وأذاقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أيها الإخوة: لا ينبغي مرة أخرى أن تكون قضية أن يأتي الولد أو لا يأتي الولد أولاً عائقاً في طريق الزواج أبداً.
الزواج عن طريق النت، والشات
ثم الشيء الشرعي له باب شرعي، الأمر الشرعي له مدخل شرعي، والمدخل الشرعي وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا سورة البقرة189. والذين يريدون التسور على بنات البيوت، عن طريق التحادث في الإنترنت أو الهاتف، وإقامة العلاقات التي تبدأ من رمي ورقة في سوق أو قذفها في شباك سيارة مفتوحة، ونحو ذلك من الأمور، وحتى استخدام الأشعة، حزمة الأشعة التي يطلقها الهاتف الجوال لنقل المعلومات، أو غير ذلك من وسائل إقامة العلاقات القديمة والحديثة، إنه ليس أبداً طريقاً مشروعاً للتعرف على البنت أو خطبتها أو انتقاء الزوجة، وأي شاب يظن أن هذا طريق شرعي صحيح لاختيار زوجة أن يتم عبر تعارف هاتفي أو اتصال إنترنتي أو غير ذلك من المقابلات التي تتم في الشارع والسوق إنه آثم مخطئ؛ لأن الله لا يجعل وسائل الأمر الحلال تكون وسائل محرمة، لا يمكن، لا يمكن الله يحرم علينا الخلوة ويقول: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌسورة الأحزاب32. لا يمكن أن الله يحرم اتخاذ الأخدان وإقامة العلاقة إذا كانت تفيد في اختيار الزوجة؛ لأن الشرع لا يحرم المفيد ولا يحرم الشيء الذي نفعه أكبر، لكن يحرم الحرام والشيء الذي ضرره أكبر.
أيها الإخوة: فليعلم هؤلاء الذين يريدون التوصل إلى زوجات بزعمهم عبر هذه التسالي وهذه الطرق المحرمة أنهم يودون بأنفسهم إلى الحرام، وأن هذه الطرق يجب أن تسد، وأنها باب فتنة عظيمة، فكم زنت من فتاة بفعل ما يسمونه بالشاتينق والتخاطب، وهذه الجوالات التي كانت سبباً عظيماً للوقوع في الفواحش والمحرمات، وكلما تقدم البشر في وسائل الاتصال والتكنولوجيا زاد الحرام في استخدامها، وهذا شيء طبيعي لبشرية تائهة لا تريد منهج الله، وتنساق لما يريده أعداء الله في هذه القضية.
العلاقات من الرضاع، وولي أمر المرأة
أيها الإخوة: العلاقات من الرضاع وما أدراك ما العلاقات من الرضاع وأثرها في الزواج، فليعلم المسلم باختصار أن الرضاع مؤثر إذا كان خمس رضعات معلومات فأكثر في مجلس أو مجالس متفرقة، في الحولين السنتين الأوليين من عمر المولود، هذا هو الرضاع المؤثر، وغير ذلك لا يؤثر ولا ينشر الحرمة، وبناءً عليه يجوز الزواج من الفتاة إذا لم يثبت الرضاع ثبوتاً شرعياً، وكذلك فإن نقل الدم لا يوجب التحريم؛ لأن نقل الدم لا تنتشر به الحرمة.
عباد الله: إن الأب المسلم هو الذي يكون ولياً للبنت المسلمة، ومع انتشار حالات الردة والخروج عن الدين بأسباب متعددة، تقف بعض البنات في حيرة ودهشة مما سيفعل في المحكمة وهي تعلم أن وليها خارج عن الدين بأمور جاء كلام أهل العلم في تبيينها، وحل مثل هذا: أن يؤخذ الولي الذي بعده في الترتيب الشرعي مسلم، ويعاد عقد النكاح بشاهدين، وهكذا كل عقد باطل جرت عليه مدة من الزمن، وكثير في المسلمين يحدث هذا، وخصوصاً في الخارج بسبب الجهل، فإذا وجد عقد باطل لأي سبب ككفر أحد الزوجين وإسلام الآخر عند العقد، وهذا عقد باطل؛ لأن الله قال: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ سورة الممتحنة10. لا المسلمة تحل للكافر ولا الكافر يحل للمسلمة، وكذلك الكافرة لا تحل للمسلم، أو وجد نكاح بغير ولي، والنكاح بغير ولي باطل، كما قال النبي ﷺ: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل[رواه أحمد25326]. أو لم يوجد شاهدان لأي سبب من الأسباب، أو كفر الولي فإعادة العقد بصيغته الشرعية التي سبق بيانها هو الحل، ولا يشترط أن يكون ذلك رسمياً، وإنما قد مضت الأوراق وختمت، وبقي تصحيح شيء، الشرعي، ولا يضر أن يعقد النكاح على حائض،
اللهم إنا نسألك أن تيسر لنا الحلال، أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك، اللهم اجعل بيننا وبين الحرام برزخاً وحجراً محجوراً، اللهم أسعدنا بتقواك، واجعل عيشنا على هداك، يا سميع الدعاء، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وأوسعوا لإخوانكم يوسع الله لكم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: أنتم ترون من واقع الشريعة كيف سهلت سبيل الزواج، وكيف سدت الطرق المؤدية إلى تصعيبه وذللت السبل لأجل تحقيقه، يجب علينا أن نوافق مقصد الشارع، ننظر ماذا يريد الشارع، ماذا قصد الشارع فنحقق مقصود الشارع، ونسير مع مقصود الشارع بما يوائم ويوافق هذا، ولا نعاكس مقصود الشارع، فإذا كان مقصود الشارع الذي شرع هذا الدين – الله – إذا كان مقصود الشارع تيسير سبل النكاح، فالذي يعقد الأمور يعاكس مقصود الشارع، ومعاكسة مقصود الشارع أمر خطير جداً أيها الإخوة، إن مسألة التوكيل جائزة في النكاح، سواءً وكَّل الولي وهو في بلد بعيد رجلاً آخر يقوم مقامه، أو وكَّل الخاطب من يقوم مقامه في القبول، جاز ذلك إذا ثبتت الوكالة شرعاً، وهذا تسهيل آخر في إبرام عقد النكاح، الوكالة الشرعية للولي، من الولي ومن الخاطب، لأجل الإيجاب والقبول، على امرأة معينة مسماة بالشروط الشرعية.
الوفاء بشروط العقد
أيها الإخوة: كذلك لا مصلحة في تعقيد الزواج باشتراط أن تواصل المرأة عملها مثلاً، وإذا وقع الشرط فلا بد من الوفاء به؛ لأن النبي ﷺ قال: إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج[رواه مسلم1418]. وقال: المسلمون على شروطهم[رواه الطبراني في الكبير30]. فإذا كان الشرط غير محرم شرطاً مباحاً مثلاً، إذا كان شرطاً مباحاً وجب الوفاء به، ما دام قبلت يا أيها الخاطب، يا أيها الزوج قبلت العقد، قبلت الشرط في العقد، فلا بد أن تفي به، لكن كنصيحة ليس من الحكمة اشتراط أشياء على الزوج تعقد الحياة الزوجية، مثل أن يشترطوا عليه أن تبقى في العمل؛ لأنهما قد يريان بعد مدة، قد يرى الزوج بعد مدة أن المصلحة للبيت والأسرة والأولاد وله ولها أن لا تستمر في العمل مثلاً، فيبقى الشرط عائقاً وجبلاً في طريقه، ولذلك لا بد من الحكمة والنظر وأما اشتراط أشياء شرعية، فإنها مجرد زيادة تأكيد؛ لأن الشرع ما دام جاء بها فإنها مقررة أصلاً، واشتراطها في العقد هو مجرد زيادة تأكيد.
ولا يجوز لأحد من الزوجين إخفاء شيء من العيوب فإذا عرف أنه عقيم مثلاً عرف قبل الزواج، فلا يجوز أن يكتم ذلك، وإذا كان به مرض لا يرى، عيب لا يرى، كبرص داخلي، برص داخلي، فلا يجوز أن يكتم ذلك، وكذا لو كان فيها عيب يمنع من الاستمتاع، أو ينفر الرجل، فيجب أن يبين كذلك، يبين بطريقة خاصة، لا ينشر الخبر، والمجالس بالأمانة، ومثل هذا لا يجوز نشره بين الناس، ولكن كثيرون لا يكتمون ما يجب إخفاؤه وينشرون أسرار المسلمين، وقضية نشر أسرار المسلمين صارت من الموضات أيضاً في هذا الزمان فعبر هذه الشبكة العنكبوتية تنشر أسرار كثيرة للمسلمين، ويلجأ بعض الفسقة والمجرمين، والمخربين إلى نشر أشياء تودي بسمعة امرأة أو أهلها في الهاوية، وهذا سيكون عاقبته وخيمة يوم القيامة ولا شك، والمكر والخديعة في النار، كما قال النبي ﷺ.
وينبغي على الشاب الذي يتقدم للخطبة أن يفقه الأمر، ويتعلم الأحكام الشرعية وكذلك أن ينظر إلى الواقع بعين العقل والحكمة، فإن كثير منهم مع الأسف يدخل لرؤية البنت المخطوبة، وفي ذهنه ماذا؟ شكل ملكة جمال، صورة فتاة غلاف، هيئة ممثلة، بغي من البغايا، يريدون جمالاً يوجد في هؤلاء اللاتي ينتقين لأجل التمثيل والمجون ونشر الفساد في الناس، هذا الذي يريد مواصفات من هذا النوع نتيجة ما رأى من المحرمات، والحرام يؤثر ولا شك، وهذه هي نتيجة وعاقبة عدم غض البصر، واستمراء النظر إلى الأشكال والصور المحرمة في المجلات والشاشات، العاقبة ما هي؟ أن لا تكاد تعجبه فتاة، العاقبة ما هي؟ لو تزوج لا يقنع بما أحل له الله، ويبقى يتطلع للأشكال الأخرى، هذه عاقبة عدم غض البصر، فليت قومي يعلمون، وليتهم يفقهون.
وأخيراً أيها الإخوة:
زواج القبلية والهاشمية
مسألة ما يقال كثيراً في المجالس ويتناقل بين الناس في زواج القبلية من غير القبلي، والهاشمية من غير الهاشمي، والأشراف من غير الأشراف ونحو ذلك، ما هو الموقف من هذا شرعاً، ما هو الحكم الشرعي في هذه القضية؟
الحكم الشرعي كما يلي:
يجوز تزويج المسلم من المسلمة أياً كانا؛ لأن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ سورة الحجرات13.وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ سورة التوبة71. لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم وآدم من تراب[رواه أحمد بمعناه23489]. المرجع ما هو؟ قبضة التراب التي خلق منها آدم، إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه[رواه أبو داود في المراسيل224].
زوَّج النبي ﷺ زينب بنت جحش الأسدية القبلية القرشية من زيد بن حارثة مولى، كان عبداً، وزوج فاطمة بنت قيس القرشية من أسامة بن زيد بن حارثة، عتيق، كان عبداً هو وأبوه، فهما عتيقان، وتزوج بلال بن رباح الحبشي بأخت عبد الرحمن بن عوف الزهرية القرشية، وزوَّج أبو حذيفة ابن عتبة بن ربيعة القرشي ابنة أخية الوليد سالماً مولاه وهو عتيق لامرأة من الأنصار، لماذا؟ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِسورة النور26. ومعروف ما هو الطيب، ومن هي الطيبة.
أيها الإخوة: إن هذه الحالات المتكاثرة الموجودة في السنة كتزويج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير من بني عبد المطلب الهاشمية ابنة عم النبي ﷺ وهو كندي وهي هاشمية، يدل هذا كله على أن الزواج هذا جائز شرعاً، وهذا ما يهم توضيحه أن الزواج هذا جائز شرعاً.
ولكن لو قال: أنا أنتقي لها كفئاً من قبيلتها، أنتقي لها كفئاً من مستواها الاجتماعي، هل في هذا ضير؟ أنا لو اخترت لها كفئاً من مستواها الاجتماعي وقبيلتها أبعد عني كلام القبيلة، أبعد عني مقاطعة الجهلاء منهم، أبعد عني أضرار، فإن بعض هؤلاء قد لا يخافون الله، فإذا زوجت ابنتي من غير قبلي طلق أختي مثلاً، كما يفعل بعض الجهلاء، يعاقبون بأشياء غير محرمة، وكذلك يخالفون وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىسورة الأنعام164. مع أنه لا وزر في العملية أصلاً، فتطلق بريئة لأجل زواج لا علاقة لها به، ولم تبرمه، فتطلق البريئة، أعراف، كلام الناس، مرة أخرى، كلام الناس، المصيبة أن الضغط كلام الناس، واعتبار كلام الناس صار شيئاً فوق الشريعة، كلام الناس، كلام الناس، وهكذا.
لو قال: أن أريد أن أختار لها واحداً من قبيلتها، أنا أريد أن أختار لها هاشمياً وهي هاشمية، هل في مانع شرعاً؟ لا، ليس هناك مانع شرعاً، بل فيها حكمة في كثير من الأحيان، فيها حكمة، ولكن لو كانت البنت ستجلس من غير زواج لأنه لم يوجد لها كفء من قبيلتها، أو المستوى الاجتماعي، وتتعرض للحرام، فهل أنت مستعد للتضحية بعفتها وتعريضها للحرام من أجل أن يوجد شخص وقد طال الزمن؟ يعني إذا صرنا بين أمرين إما أن تبقى البنت بغير نكاح تعنس وتفسد وبين أن تزوج بشخص أدنى منها مستوى اجتماعي، ماذا تختار؟ لو وجد واحد كفء من طبقتها الاجتماعية، قلنا: قدمه، من الحكمة أن تقدمه على شخص أدنى من مستواها الاجتماعي، أحسن وأبعد عن المشكلات، أليس كذلك، لكن لو ما وجد، وصرنا بين أمرين إما أن تزداد عنوسة وتتعرض للفساد أو تتزوج بشخص أدنى منها، فماذا تختار؟ هنا لا بد من إعمال الميزان الشرعي يا عباد الله.
أيها الإخوة: إن كثيراً من المشكلات هذه، بل كل المشكلات لها حل على ضوء الشريعة، لكن يحتاج إلى علم شرعي وإلى حكمة، وإلى مجاهدة الناس والأعراف والتقاليد، وأن نضرب المثل نحن بسيرتنا وأعمالنا للآخرين بالأشياء الشرعية الطيبة، وأن ننظر بعين الحكمة والعقل أيضاً، فنختار الأنسب والأبعد عن المشكلات، والأبعد عما يمكن أن يحدث من المقاطعات، لو كان هذا الشيء موافقاً للشريعة فأنعم وأكرم، فإذا كانت امرأة صاحبة دين وجمال فلماذا ترفض، بل تزداد الرغبة فيها، ولو وجدت صاحبة دين وجمال ومال تزداد الرغبة فيها، ولا يعني أن الإنسان يبحث دائماً عن فقيرة، أو يبحث عن امرأة دائماً من غير قبيلة معروفة، كلا، ولكن يقدم ما قدمته الشريعة، الاعتبار الأول في الشريعة التقوى والدين.
اللهم إنا نسألك هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، أصلح نياتنا وذرياتنا، وبيوتنا يا أرحم الراحمين، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم إنا نسألك أن تجعل عملنا في رضاك، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً، اللهم أحيينا مسلمين وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم آمنا في أوطاننا يا رب العالمين، اجعل بلدنا هذا آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم إنا نسالك النصر لإخواننا المجاهدين، اللهم انصر المسلمين في فلسطين على اليهود يا رب العالمين، اللهم اجعل أمر اليهود في سفال، وشأنهم إلى زوال، خالف بين كلمتهم وألق الرعب في قلوبهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، اللهم أنقذ بيت المقدس من رجسهم، اللهم أنقذ بيت المقدس من دنسهم واحتلالهم، اللهم ورده إلى المسلمين عاجلاً غير آجل يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا في الشيشان وكشمير، وفي مقدونيا وسائر الأرض يا رب العالمين، اللهم أعل راية الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد والعناد، وانشر رحمتك على العباد، اللهم اجعلنا يوم القيامة في ظل عرشك آمنين، اللهم اجعلنا من الآمنين يوم الدين، اللهم أوردنا حوض نبيك وارزقنا شفاعته يا رب العالمين، اللهم نسألك شربة لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم ارزقنا الفوز بجنات النعيم، وأعل درجاتنا في دار السلام يا أرحم الراحمين.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ.