الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

زلزال الدنيا وزلزال الآخرة 2


عناصر المادة
الخطبة الأولى
هول يوم القيامة
أصناف الناس يوم القيامة
حال بعض أصحاب السوء
الخطبة الثانية
تابع أصناف الناس يوم القيامة

الخطبة الأولى

00:00:00

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَسورة آل عمران102 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا سورة النساء1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاسورة الأحزاب 70-71.

أما بعد:

هول يوم القيامة

00:01:06

فإن الله قد أنذرنا يوماً لا ريب فيه، فإن الله قد أنذرنا يوم المعاد، فإن الله قد أنذرنا يوماً يجعل الولدان شيباً، ذلك هو يوم الحشر ويوم القيامة، ذلك اليوم الذي تبيض فيه وجوه، وتسود وجوه، ذلك اليوم المشهود، يوم الحسرة، يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِسورة إبراهيم48، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًاسورة آل عمران30، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَاسورة النحل111، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ سورة الحاقة18، إنه يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، هذا اليوم العظيم أنذرنا الله تعالى به في كتابه، وجاءت الأخبار في سنة النبي ﷺ بأهواله، قال كما في البخاري: يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم[رواه البخاري6532]، وقال النبي ﷺ مبيناً الشدة في ذلك اليوم وما يصيب الناس يذهبون إلى الأنبياء نبياً وراء نبي، قال ﷺ: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنت فيهم؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض ائتوا آدم فيأتون آدم [رواه مسلم194]، الحديث وفيه طواف الناس على الأنبياء وعلى أولي العزم من الرسل بالذات، يرجون الخلاص من تلك الوقفة يوم يقوم الناس لرب العالمين، والشمس فوق رؤوسهم على قدر ميل قد صهرت أجسادهم، وصار العرق يتصبب حتى يذهب في الأرض سبعين ذراعاً فيغرق الناس في العرق ويتمنون الفكاك من ذلك اليوم ولو إلى النار، يطوفون على الأنبياء نبياً بعد نبي حتى ينتهي الأمر إلى نبينا محمد ﷺ، في ذلك اليوم العظيم ينادي منادٍ: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب، إلا يتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا : عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فكذلك مثل الأول[رواه البخاري4581]الحديث رواه البخاري رحمه الله تعالى.

في ذلك اليوم العظيم ما منكم من رجل إلا سيكلمه ربه يوم القيامة وليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى شيئاً إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر أشأم منه فلا يرى شيئاً إلا شيئاً قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار، قال رسول الله ﷺ: من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة، فليفعل[رواه مسلم1016].

لقد بلغ ذلك اليوم من أهواله في نفوس الصحابة مبلغاً عظيماً، حتى قال أنس : سألت النبي ﷺ أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: أنا فاعل، قلت: يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال: اطلبني أول ما تطلبني على الصراط، قال: قلت: فإن لم ألقك على الصراط؟ قال: فاطلبني عند الميزان، قلت: فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال: فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن[رواه الترمذي2433]. رواه الترمذي وهو حديث حسن.

أصناف الناس يوم القيامة

00:07:12

في ذلك الموقف في ذلك اليوم العظيم، ينقسم الناس إلى طوائف ويصنف الناس إلى أصناف، فتعالوا بنا نستعرض بعض أصناف الناس يوم القيامة:

قال النبي ﷺ في حملة القرآن: يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، وضرب لهما رسول الله ﷺ ثلاثة أمثال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما[رواه مسلم805]. والظلة: السحابة، والشرق: ضياء ونور، ومعنى حزقان من طير: أي جماعتان.

قال ﷺ: اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة[رواه مسلم804]أي: السحرة، رواه مسلم رحمه الله.

أما أصحاب الصيام فيقول النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك[رواه البخاري1894].

وأما أهل الحج فيقول النبي ﷺ في رجل كان واقفاً معه بعرفه فوقصته ناقته، أوقعته من فوقها فمات فقال ﷺ: اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبين ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبياً [رواه البخاري1265].

وأما أهل الجراحات في سبيل الله فيقول ﷺ: من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة ، ولو مقدار حلب ناقة، وجبت له الجنة، ومن جرح جرحاً في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها الزعفران وريحها كالمسك [رواه الترمذي1657]قال الترمذي: حديث صحيح.

وأما المؤذنون فيقول ﷺ: المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة[رواه مسلم387]رواه مسلم، إذا ألجم الناس العرق طالت أعناقهم؛ لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق، هم رؤساء الناس أو من رؤسائهم وسادتهم يوم القيامة، أطولهم أعناقاً حساً ومعنى، كما جاء في صحيح مسلم.

وعندما يعرق الناس والشمس فوق الرؤوس في ذلك الكرب العظيم يكون هناك أناس في ظل الله تعالى، كما قال النبي ﷺ فيما ورد في الصحيح: سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه[رواه البخاري660 ومسلم1031].

وكذلك فإن ممن يكون في الظل ما قاله النبي ﷺ: إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي[رواه مسلم2566]رواه مسلم.

وكذلك من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله[رواه الترمذي1306]رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

ولذلك كان أبو قتادة يطلب غريماً له فتوارى عنه الغريم هارباً، فتوارى عنه ثم وجده فقال الغريم: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله، قال: فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه[رواه مسلم1563]رواه مسلم.

وكذلك قال ﷺ: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة[رواه البخاري2442]رواه البخاري.

من ستره حساً بتقديم اللباس للعاري، وستره معنىً بأن ستر عليه فلم يفضحه وهو يستحق الستر وهو له أهل.

وكذلك في ذلك الموقف العظيم، ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن[رواه الترمذي2002]رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث صحيح.

أما من عال جاريتين بنتين صغيرتين أو أمتين مملوكتين، من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ﷺ.[رواه مسلم2631]رواه مسلم.

فهذا يا أبا البنات بعض ما ورد في أجر تربية البنات والإحسان إليهن، فلا تجزع إذا ولدت لك امرأتك بنتاً أخرى وأنت تشتهي الذكر المولود.

وكذلك فإن من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة[رواه الترمذي1634]رواه الترمذي وهو حديث صحيح، فالذي يشيب من المجاهدة، يشيب رأسه من عظمة الله، يشيب رأسه وهو ملتزم بأحكام الشريعة، من شاب شيبة في الإسلام تكون له نوراً يوم القيامة.

وكذلك من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء[رواه الترمذي2021] وفي رواية: قادر على أن ينفذه دعاه الله  على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء[رواه أبو داود4777]. وهو حديث صحيح في الترمذي وغيره، فالذي يكف عن إمضاء الغيظ وهو قادر على إنفاذ وعيده وبطشه فالله يدعوه على رؤوس الخلائق ويشهر أمره ويثني عليه، ويباهي به، هذا الذي يقال في حقه كذا وكذا صدرت منه هذه الخصلة العظيمة. هذا جزاء من يكظم غضبه ونفسه الأمارة بالسوء.

أما من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها[رواه الترمذي2481]رواه الترمذي وهو صحيح، الذي يترك لبس الثياب الحسنة المرققة عظيمة القيمة تواضعاً لله لا بخلاً ولا رياءً ليقال: زاهد، فإن الله يشهره ويناديه ويخيره من حلل أهل الإيمان أيها شاء يختار ويلبس.

هذه بعض أصناف المؤمنين من أصحاب الأعمال الصالحة.

حال بعض أصحاب السوء

00:16:20

فما حال بعض أصحاب أهل السوء وأهل الشر من أهل الجرائم والكبائر ما حالهم يوم الدين؟

قال ﷺ: يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، المقتول يحمل رأسه بيده وأوداجه تشخب دماً يقول: هذا قتلني، حتى يدنيه من العرش[رواه الترمذي3029] يحاكمهم الله يوم القيامة، أول ما يقتص يوم القيامة في الدماء، الذي اعتدى على إنسان بقتل أو جراحة أول شيء يقتص يوم القيامة في الدماء، وحديث القاتل والمقتول صحيح رواه الترمذي وغيره.

أما مانع الزكاة قال ﷺ: من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع حية، ثعبان عظيم سقط شعره لكثرة سمة له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه، ثم يقول: أنا مالك، أنا كنزك[رواه البخاري1403] ثم تلا النبي ﷺ: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ سورة آل عمران180الآية.

وقال ﷺ: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه تأمل في معنى لا ينظر الله يوم القيامة إليهم لا ينظر الله ليسوا محل نظر الرب، ليسوا موضع نظر الرب، ليسوا بأهل لنظرة من الرب، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، وما أكثر أهل العقوق في هذا الزمان، العاق لوالديه بالباطل، والمرأة المترجلة، والديوث[رواه الترمذي2562]. والديوث: الذي لا غيرة له على أهله، وما أكثرهم في هذا الزمان، لا غيرة لهم على أهاليهم، لا فيما يخرج به البنات والنساء إلى الشوارع، ولا فيما يلبسون ولا فيمن يكلمون بالهاتف، ولا مع من يخرجون، ديوث، يقر الخبث في أهله، الخبث فيهم، لا ينظر الله إليه يوم القيامة.

وقال النبي ﷺ: وما من رجل من القاعدين يخلف رجلاً من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم، الخائن في أهل المجاهد إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم، يقول النبي ﷺ: فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم؟[رواه مسلم1897]رواه مسلم.

وكذلك حدثنا النبي ﷺ في حديث عظيم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، وفي رواية مسلم تعلم العلم وعلمه[رواه مسلم1905]، وكذا القرآن. ورجل يقتتل في سبيل ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك؟يعرف كل واحد نعمته عليه ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، وفي رواية علمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: إن فلاناً قارئ، وفي رواية: تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قائل، فقد قيل ذاك، ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له:ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، الرجل يقول: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، يقول الله: كذبت، يقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جواد فقد قيل ذلك، ويؤتى بالمقتول في المعركة فيسأله الله ثم يبين نيته: أردت أن يقال: فلان جريء، قال النبي ﷺ: يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة[رواه الترمذي2382].

مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ۝ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ سورة هود15-16، هذه عاقبة المرائي يوم القيامة.

وقال ﷺ في الحديث الصحيح أيضاً: من ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً[رواه الدارمي2571]، قيل: الصرف الفريضة والعدل النافلة، وقيل: العدل الفريضة، وقيل: التوبة، وقيل: الفدية، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً.

وأما أهل الغدر الذين يخونون، قال ﷺ: لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة [رواه مسلم1738]، والإست: هو الدبر عند إسته يوم القيامةعند دبره في أقبح موضع، يرفع له لواء، وفي رواية لمسلم يعرف به يقال: هذه غدرة فلان بن فلان، وفي رواية لمسلم أيضاً: يرفع له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم، يقول النبي ﷺ: ألا ولا غادر أعظم غدراً من أمير عامة[رواه مسلم1738]؛ وذلك لأن غدره عام، فكل من عقد عقداً ثم خان العقد وغدر بالمعقود له فإنه غادر، كل من خدع غيره وهو آمن من جهته فإنه غادر، والذين يغيرون عقود العمال بعد وصولهم يأخذونها منهم فيتلفونها وينقصون قدرها فهم من هؤلاء الغادرين، وكذلك من أمنه صاحبه فجاءه من جهته وهو يأمنه، جاءه بشر فهو غادر، وكذلك الذين يتلاعبون بالأموال العامة، ويسرقون منها، ذكر النبي ﷺ الغلول فعظمه وعظم أمره، كما في صحيح مسلم، ثم قال: لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة صوت الفرس فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، والمراد بها الثياب المغلولة من الغنيمة قبل القسمة، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت وهو المال من الذهب والفضة فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئاً قد أبلغتك [رواه مسلم3073]. هذه عاقبة السرقة من أموال المسلمين العامة.

وكذلك يقول ﷺ في هذا الموضوع أيضاً: إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة[رواه البخاري3118]. رواه البخاري، وفي رواية للترمذي: ورب متخوض فيما شاءت به نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار[رواه الترمذي2374]. حديث حسن صحيح.

قال الشراح: يتخوضون في مال الله يعني: يتصرفون في مال المسلمين بالباطل، وقوله: من مال الله، أقيم مقام المضمر إشعاراً بأنه لا ينبغي التخوض في مال الله ورسوله بمجرد التشهي، والتصرف في مال الله بما لا يرضاه، أي يتصرفون في بيت المال ويستبدون بمال المسلمين فيما شاءت أنفسهم، أي فيما أحبته والتذت به، كما قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي، فالحذر الحذر رحمكم الله من الاعتداء على مال المسلمين العام، لا تأخذ منه شيئاً يا عبد الله فإن الله بالمرصاد يوم القيامة.

نسأل الله تعالى أن يسلمنا أجمعين من أهوال موقف ذلك اليوم العظيم، وأن يسترنا بستره وأن يعفو عنا بعفوه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وأفسحوا لإخوانكم يفسح الله لكم.

الخطبة الثانية

00:27:47

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمداً رسول الله الأمين، بعثه الله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وذريته أجمعين، إلى يوم الدين.

تابع أصناف الناس يوم القيامة

00:28:13

عباد الله: إن ذلك الموقف العظيم ينقسم فيه الناس أقساماً، ويصنفون أصنافاً، وقد تقدم لكم بعض أصنافهم وحالهم في ذلك الموقف ومنهم الذين يظلمون من الأراضي قال ﷺ: من أخذ شبراً من الأرض ظلماً فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين[رواه البخاري3198]رواه البخاري. يجعل في عنقه طوق عظيم.

ولأبي يعلى بإسناد حسن من أخذ من طريق المسلمين شبراً جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين[رواه الطبراني في الكبير3172].

وقال ﷺ: أعظم الغلول عند الله يوم القيامة ذراع أرض يسرقه رجل فيطوقه من سبع أرضين[رواه الطبراني3463] وفي رواية: يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوقه إلى يوم القيامة حتى يقضى بين الناس[رواه أحمد17571] وفي رواية: يطوقه في عنقه يوم القيامة إلى الأرض السفلى. شبر واحد غصبه إلى الأرض السفلى، كم من الأمتار ذلك العمق يوضع حول عنقه يوم القيامة؟ يكلف بحفره وحمله، شبر واحد يأخذه من أرض المسلمين. أو من أرض جاره، هكذا يكون يوم القيامة.

وقال ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر، وهو وقت صعود الأعمال ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل ماءعن محتاج إلى الماء وعنده زيادة فيقول الله يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك[رواه البخاري2369].

وكذلك قال ﷺ: من حلف على يمين صبر يقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان[رواه البخاري2356]، فما بالك اليوم بالذين يحلفون عند القضاة بالباطل؟ يدخلون المحاكم يحلفون في مجلس القضاء بالله العظيم، بالله العظيم وهو كذاب فيما حلف، ماذا ترى يكون أمره يوم الدين؟ كما تقدم لكم في رواية البخاري رحمه الله، وهؤلاء الشحاذين الذين يسألون الناس بغير حق إذا كان لهم ما يغنيهم. كيف يكون حالهم يوم القيامة؟ قال ﷺ: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم [رواه البخاري1474]. وقال:  من سأل وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته كيف تكون؟ خموش أو خدوش في وجهه[رواه أبو داود1626] أي نُدب، ندب جراحات في وجهه، مجرحاً في وجهه، مسألته في وجه يوم القيامة. حديث صحيح.

أما المتكبرون أما المختالون أما الذين يرون أنفسهم ويرون لأنفسهم فضلاً عظيماً، يقول ﷺ: يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر النمل الصغار، الجزاء من جنس العمل، كما انتفخ وانتفش في الدنيا، يأتي يوم القيامة كمثل الذرة النملة الصغيرة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال[رواه الترمذي2492]رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح.

أما النائحة التي تصرخ عند المصيبة وتصيح تشق ثوباً أو تقطع شعراً وتشده، قال ﷺ: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال الثوب الطويل من قطران وهي المادة السوداء اللزجة، القطران المعروف، ودرع من جرب[رواه مسلم934]، يوم القيامة مقداره خمسين ألف سنة هكذا يكون حالها، كما ورد في حديث مسلم هذا.

وأما الذي يلبس ثوب الشهرة لترتفع إليه أبصار الناس ويشيرون إليه بأصابعهم فما شأنه قال ﷺ: من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوباً مثله ثم تلهب فيه النار[رواه أبو داود4029]، وفي لفظ: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً[رواه ابن ماجه3607]. حديث حسن، وقال ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنانالذي لا يعطي شيئاً إلا منه والمنَّفِق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره[رواه مسلم106] الذي تعدى إزاره كعبيه. رواه مسلم رحمه الله، وإذا صار هذا فما هو أيضاً في الحديث الآخر؟ قالﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم فقرأها رسول الله ﷺ ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل والمنان والمنفِّق سلعته بالحلف الكاذب[رواه مسلم106]وما أكثرها في الباعة اليوم. رواه مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه.

فإن جر ثوبه خيلاء فقد استحق الوعيد الشديد بأن لا ينظر الله إليه يوم القيامة، كما جاء في البخاري وغيره.

أما الذين يصورون الصور صور ذوات الأرواح سواءً كانت مجسمة أو غير مجسمة قال ﷺ: من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ[رواه البخاري5963]، وقال ﷺ في هؤلاء: إنهم يعذبون الذين يصورون الصور يقال لهم: أحيوا ما خلقتم[رواه البخاري2105]

هذا في غير ما صور للضرورة والحاجة الشرعية.

وأما شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة فهو من تركه الناس اتقاء شره، اتقاء فحشه، ينفر عنه الناس، لا يطيقونه، شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، وكذلك إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها[رواه مسلم1437] وهو كناية عن الجماع، ويتحدث بما كان بينه وبين زوجته، كما جاء في الحديث الصحيح.

وأما الذي لا يعدل بين زوجتيه ويجور ويظلم ولا يقسم بالعدل والميزان والقسطاس المستقيم، قال ﷺ في شأنه: إذا كان عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط[رواه الترمذي1141]رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

شقه مائل، شقه ساقط، الجزاء من جنس العمل، وقال ﷺ: تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه[رواه البخاري6058] خداعاً؛ للاطلاع على أسرار الطائفتين، فيما حرم الله، وأما الذي يأتي للإصلاح بينهما فليس داخلاً في هذا الوعيد.

والذي يكذب في المنام متوعد بوعيد يوم القيامة، قال ﷺ: من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولم يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك وهو الرصاص المذاب يوم القيامة، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ[رواه البخاري7042]رواه البخاري.

فلا تكذب في منامك ولا تخبر بخلاف ما رأيت فإن هذا وعيد عظيم لمن فعل ذلك.

وأما من قام برجل مقام سمعة ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة، كمن قام إلى رجل من أهل المال والجاه يتظاهر عنده بالصلاح والتقوى ليعتقد ذلك فيه ويعطيه من المال والجاه قام الله به يوم القيامة مقام المرائين، وفضحه على رؤوس الخلائق.

عباد الله: إن اللعانين لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة[رواه مسلم2598]، وما أكثر الذين يكثرون اللعن، وهذا الحرمان لهم كما ورد في صحيح مسلم.

إن ذلك الموقف يوم القيامة شأنه عظيم جداً، حتى أن الله يسألنا فيه عن ألوان النعيم، كما قال ﷺ: إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد[رواه الترمذي3358]، فإذا كان الله سيسألنا يوم القيامة عن الماء البارد، عن الماء البارد يا عباد الله، فكيف يكون الحال إذن كل مجلس نجلسه يوم القيامة لا نذكر الله فيه يكون على من جلس فيه حسرة يوم القيامة، حسرة.

وما أكثر مجالس لعب الورق اليوم، ما أكثر مجالس اللهو المحرمة، حتى من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه، وأصناف الناس كثيرة، فيما دق من الذنوب وصغر وفيما عظم وكبر، نسأل الله السلامة والعافية.

وهؤلاء المعاندون الجبارون الذين يبطشون ويظلمون وهؤلاء الذين يتسلطون على عباد الله تعالى، هؤلاء الكفرة المجرمون وغيرهم الذين ينتفشون اليوم في العالم يكونون أخفض عند الله منزلة يوم القيامة من سائر الناس.

 يخرج عنق يوم القيامة من النار يقول: وكلت بكل جبار عنيد[رواه الترمذي2574] فلا يحزننا إذن ما نراه من تسلط الكفرة اليوم واستيلائهم على مقاليد الأمور في العالم، يفعلون ما يشاؤون يسرحون ويمرحون، فإنها دنيا قصيرة ثم تكون العاقبة يوم الدين.

اللهم نسألك أن تأخذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أفشل خططهم، اللهم فرق شملهم، واجعل بأسهم بينهم، وصب عليهم سوط عذاب، اللهم أفشل ما كادوا به للإسلام وأهله، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين يا رب العالمين، انصر الإسلام والمسلمين، انصر في سبيلك المجاهدين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرج المسلمين قريباً، عجل فرجنا يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك المغفرة والرحمة للحاضرين، اللهم اكتب مغفرتك ورحمتك لنا أجمعين، واعف عنا في ذلك المشهد العظيم، لا تفضحنا على رؤوس الخلائق وأنت الرحمن الرحيم، فإليك اتجهنا وعليك اعتمدنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1 - رواه البخاري6532
2 - رواه مسلم194
3 - رواه البخاري4581
4 - رواه مسلم1016
5 - رواه الترمذي2433
6 - رواه مسلم805
7 - رواه مسلم804
8 - رواه البخاري1894
9 - رواه البخاري1265
10 - رواه الترمذي1657
11 - رواه مسلم387
12 - رواه البخاري660 ومسلم1031
13 - رواه مسلم2566
14 - رواه الترمذي1306
15 - رواه مسلم1563
16 - رواه البخاري2442
17 - رواه الترمذي2002
18 - رواه مسلم2631
19 - رواه الترمذي1634
20 - رواه الترمذي2021 
21 - رواه أبو داود4777
22 - رواه الترمذي2481
23 - رواه الترمذي3029 
24 - رواه البخاري1403 
25 - رواه الترمذي2562
26 - رواه مسلم1897
27 - رواه مسلم1905
28 - رواه الترمذي2382
29 - رواه الدارمي2571
30 - رواه مسلم1738
31 - رواه مسلم1738
32 - رواه مسلم3073
33 - رواه البخاري3118
34 - رواه الترمذي2374
35 - رواه البخاري3198
36 - رواه الطبراني في الكبير3172
37 - رواه الطبراني3463 
38 - رواه أحمد17571 
39 - رواه البخاري2369
40 - رواه البخاري2356
41 - رواه البخاري1474
42 - رواه أبو داود1626 
43 - رواه الترمذي2492
44 - رواه مسلم934
45 - رواه أبو داود4029
46 - رواه ابن ماجه3607
47 - رواه مسلم106 
48 - رواه مسلم106
49 - رواه البخاري5963
50 - رواه البخاري2105
51 - رواه مسلم1437 
52 - رواه الترمذي1141
53 - رواه البخاري6058 
54 - رواه البخاري7042
55 - رواه مسلم2598
56 - رواه الترمذي3358
57 - رواه الترمذي2574