السبت 12 شوّال 1445 هـ :: 20 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

رسالة للمضاربين بالأسهم 2


عناصر المادة
الخطبة الأولى
عوامل انتشار المعاملات المالية المعاصرة
كيفية التعامل مع المعاملات المالية
المال وخطورته وذمه
قواعد في مسألة الاقتراض
الخطبة الثانية 
قواعد شرعية في مسألة العمل

الخطبة الأولى

00:00:06

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَسورة آل عمران102.يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاسورة النساء1.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًاسورة الأحزاب70-71.

عوامل انتشار المعاملات المالية المعاصرة

00:00:57

أما بعد: فإن مما أفرزته لنا الحياة المدنية الحديثة عدداً من المعاملات المالية التي يحصل بها بعض الناس كسباً سريعاً، أو سهلاً كبيراً قائماً على الحظ، أو الغموض، أو الاستغلال الخاطئ لبعض الظروف مما يدور حكمه بين التحريم والشبهة، وقد رأينا نماذج من ذلك في بعض مسابقات القمار، وعدد من التجارات الغامضة كشركات التسويق الهرمي، أو الشجري، والمضاربات بالاستثمارات في أسواق الأوراق المالية، وبما أن هذه المسائل قد عمت بها البلوى ولم تكد تدخل بيتاً إلا دخلته، وتحقيقاً لأمر توطين النفوس على القبول والرضا بالحكم الشرعي الذي أقل درجاته الورع كان لا بد من بيان بعض القواعد الشرعية التي تعين المسلم المذعن لحكم الله على التعامل باطمئنان، وثقة، وانشراح مع إغراءات التعاملات المالية التي تفتقت، وستتفتق عنها عقول بيوت المال، والشركات ذات الاختصاص، لا سيما مع توفر ستة عوامل رئيسة لانتشار مثل هذه المعاملات:

أولها: ذيوع وسائل الدعاية والإعلان والإغراء في وسائل الإعلام والاتصال.

ثانيها: سهول التواصل المالي عبر وسائل الاتصال من المكالمات، والرسائل، ومواقع الشبكة العنكبوتية، والمنتديات، وغرف المحادثة، وكذلك استعمال البطاقات الائتمانية وغيرها.

ثالثاً: تزايد الحاجة للمال عند عامة الناس بسبب الإغراق في المظهرية والكماليات.

رابعها: وجود أصل غريزة الطمع، وحب المال في النفس البشرية، وتزايد قوة هذه الغريزة مع تزايد ميل الناس للأمور المادية.

خامسها: ضعف التدين، وقلة تحري الحلال عند الكثيرين.

سادسها: تفنن المتخصصين بصياغة معاملة الجذب التعاملي المالي، وإخراج صيغ متعددة متنوعة لم تقم أصلاً في بيئة إسلامية، وتم نقلها إلى بيئات المسلمين، وبعضها يتعارض ظاهرياً مع أحكام الشريعة لا ينقحونه ولا يمررونه على اللجان الشرعية الموثوقة، وإنما يؤخذ كما هو، هكذا جاءنا، وهكذا ورد، وهكذا تم تطويره هناك فهكذا ينسخ هنا.

كيفية التعامل مع المعاملات المالية

00:03:37

عباد الله: إن الأحداث التي هزت سوق الأسهم، والملايين الذين اشتركوا فيها، لا شك أنها قد أقضت مضاجع الناس، أصابتهم في مقتل، والمال عصب الحياة، والإسلام دين الفطرة، ولا بد من التعامل والالتفات بشكل جيد، والحرص العظيم على معرفة الأصول الشرعية التي ينبغي على المسلم أن يراعيها في حياته، فالمال من الضروريات الخمس التي جاء الإسلام بحفظها، إنه قوام الحياة: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ۝ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًاسورة الإسراء26-27 وقال: وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَسورة الأعراف31، وقال ﷺ: إن الله كره لكم ثلاثاً، ...و إضاعة المال[رواه البخاري1477 ومسلم593] قال النووي رحمه الله: فهو صرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف، وسبب النهي أنه إفساد، والله لا يحب المفسدين، ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس، قال الحافظ رحمه الله في معنى إضاعة المال: ما أنفق في غير وجهه المأذون فيه شرعاً سواء كانت دينية، أو دنيوية، فمنع منه؛ لأن الله تعالى جعل المال قياماً لمصالح العباد، وفي تبذيرها تفويت تلك المصالح، فلو أنه زخرف المسجد، وجعل فيه أشياء مما نهت الشريعة عنه، وقال: أنفقتها في باب ديني، فنقول: في غير محله، وكذلك الإنفاق في الأمور الدنيوية في غير محلها، وقد جاءت الشريعة المطهرة بحفظ الأموال، ومن هذه الإجراءات:

أولاً: الدفاع عن المال، ومقاتلة من أراد أخذه بغير حق، فقال ﷺ: من قتل دون ماله فهو شهيد[رواه البخاري2480 ومسلم141]متفق عليه.

ثانياً: توثيق الديون، قال تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُإلى قوله: وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْسورة البقرة282 فأمر الله بالكتابة، والإشهاد، وأخذ الرهن، وهذه كلها أسباب وطرق لتوثيق الحقوق.

ثالثاً: ضمان المتلفات، قال ابن قدامة رحمه الله: فمن غصب شيئاً وجب عليه رده، فإن تلف لزمه بدله لقوله تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْسورة البقرة194فيؤخذ منه مثلما أتلف.

رابعاً: جواز ترك صلاة الجماعة وإتيان المساجد إذا خاف الإنسان ضياع ماله، ويجوز له أن يحرسه ولو فاتت الجماعة.

خامساً: عدم وجوب فريضة الحج إذا لم يكن الطريق مأموناً، وكان فيه من يخشى منه على المال فيسلبه.

سادساً: سقوط فريضة الحج عمن ليس عنده مال زائد عن قوته وقوت عياله فإذا لم يكن عنده لم تجب عليه فريضة الحج.

سابعاً: تقديم الحق المالي للآدمي على حق الله تعالى في أمثلة كثيرة، كما لو كان عليه دين وعليه كفارة، فالواجب أولاً سداد ما يلزمه للآدمي، فإن زاد جعل في الكفارات، وهذا للحفاظ على حقوق العباد، وقد أتي النبي ﷺ بجنازة ليصلي عليها فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أتي بجنازة أخرى فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا على صاحبكم، قال أبو قتادة : عليَّ دينه يا رسول الله. الحديث[رواه البخاري2291]رواه البخاري، وهذا الامتناع عن الصلاة على هذا الإنسان تحذير لئلا تضيع أموال الناس.

تاسعاً: تولي الله بنفسه قسمة الحقوق المالية المتعلقة بالإرث، وإعطاء كل ذي حق حقه؛ لئلا تضيع الحقوق وتختلط، فجاءت هذه الأحكام الدقيقة المفصلة بالميراث.

عاشراً: أمرت الشريعة بحفظ المال حتى في التبرعات الشرعية، فقد نهت عن التصدق بجميع المال، وكذلك منعت الوصية بأكثر من الثلث، وقال ﷺ:  الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس[رواه البخاري1296ومسلم1628]متفق عليه.

المال وخطورته وذمه

00:08:05

عباد الله: عندما نرى ما حل بسوق الأسهم ونحو ذلك من انتشار التعاملات المالية بين الناس لا بد أن نرد المسألة إلى الأصول الشرعية، وأن ننظر في الآيات، والأحاديث، والأحكام، التي جاءت عن الله ورسوله، وأن نعالج القضية على هدي الكتاب والسنة، ومن ذلك أن ندرك خطورة فتنة المال، فهي من أشد الفتن، وقد قال ﷺ: ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه[رواه الترمذي2376 وأحمد15357]رواه أحمد والترمذي وهو حديث صحيح، قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: والمعنى: أن حرص المرء على جمع المال والشرف، أي: الجاه، أكثر فساداً لدينه من ذئبين جائعين دخلا على زريبة غنم فهل تصورت يا عبد الله ذئبين جائعين اقتحما زريبة غنم ماذا سيفعلان فيها من الإفساد؟ فاعلم أن الحرص على جمع المال، وعلى الجاه، والتصدر، والشهرة، أشد إفساداً للدين من إفساد الذئبين الجائعين في زريبة الغنم، أما المال فإفساده أنه نوع من القدرة يحرك داعية الشهوات، ويجر إلى الانغماس في متع الدنيا فيصير التنعم مألوفاً، وربما يشتد التعلق بالمال فيعجز عن كسب الحلال، فيقتحم في الشبهات لجاذبية المال، وكذلك يلهي عن ذكر الله، بل إن من فتن بالمال أنه يعد عبداً له كما جاء في الحديث الصحيح: تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش[رواه البخاري2887]رواه البخاري، لقد أخبرنا النبي ﷺ فقال:  إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال[رواه الترمذي2336].

عباد الله: إنها فتنة عظيمة: إني مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها[رواه البخاري1465]هكذا قال ﷺ.

وقد تغدر الدنيا فيضحي غنيها فقيراً ويغنى بعد بؤس فقيرها

تتقلب الأحوال بالناس، وهكذا تفتنهم غنى وفقراً، في الغنى المطغي، والفقر المنسي، المال خادم جيد، ولكنه سيد فاسد، وقال محذراً من المكاسب المحرمة: يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِسورة البقرة276 فالمال المحرم ممحوق البركة، والمعنى كما قال البغوي رحمه الله: ينقصه ويهلكه ويذهب ببركته، فقال: (يمحق الربا) أي: يذهبه، إما أن يذهبه بالكلية من يد صاحبه، أو أن يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به بل يعاقب عليه يوم القيامة بعد أن يعدمه في الدنيا، وقد قال سبحانه: قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِسورة المائدة100، وقال: وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَسورة الأنفال37، وقال: وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِسورة الروم39، وقال ﷺ: الربا وإن كثر عاقبته إلى قل[رواه أحمد 4016] يعني: يصبح قليلاً ذاهب البركة ناقصاً، وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

بشر مال البخيل بحادث أو وارث، فقد رأينا ما حل بأموال بعض الناس التي اقترضوها بالربا، ودخلوا فيها سوق الأسهم، فذهبت الأرباح ثم ذهب رأس المال، وطردتهم المصارف طرداً، واضطروا إلى إعلان إفلاسهم، هكذا حل بالآلاف اليوم في هذه الانتكاسة التي صارت في سوق الأسهم، إعلان الإفلاس، وذهاب المال، والمنع من التداول، واستيلاء المصرف على المال المتبقي، وخروج هذا المسكين لا حول ولا طول.

عباد الله: لقد جاءت الشريعة بذم الاستكثار من المال الذي يشغله عن الطاعات ولو لم يكن محرماً من جهة اكتسابه، لكن بالنظر إلى ما يؤدي إليه؛ ولذلك قال ﷺ في دعائه: اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً[رواه البخاري6460] وفي رواية: كفافاً[رواه مسلم1055]يعني: يكفيهم بلا زيادة ولا نقصان، لو زاد أطغى شغل، أين يستثمره، أين يدخره، كيف يحرسه، كيف ينميه، ولو نقص احتاج إلى الناس، وضاقت عليه معيشته؛ ولذلك اختار ﷺ عيش الكفاف، وقال النبي ﷺ: قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه[رواه مسلم1054]رواه مسلم، تأمل: رزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه فتحصل له السعادة الحقيقية، وينصرف إلى طاعة الله تعالى، الكفاف الكفاية بلا زيادة ولا نقص، الكفاف أفضل من الفقر، وأفضل من الغنى؛ ولذلك اختاره ﷺ.

دع الحرص واقنع بالكفاف من الغنى فرزق الفتى ما عاش عند معيشه
وقد يهلك الإنسان كثرة ماله كما يذبح الطاووس من أجل ريشه

عباد الله: ذم نبينا ﷺ الاستكثار من الدنيا وقال: من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة همه جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة[رواه الترمذي2465] أي: مقهورة، حديث صحيح، فما كتب للعبد من الرزق يأتيه لا محالة إلا أنه من طلب الآخرة يأتيه بلا تعب، ومن طلب الدنيا يأتيه بتعب، فطالب الآخرة قد جمع بين الدنيا والآخرة، فإن المطلوب من جمع المال الراحة في الدنيا، وقد حصلت لطالب الآخرة، وطالب الدنيا قد خسر الدنيا والآخرة؛ لأنه في الدنيا في التعب الشديد في طلبها، فأي فائدة له في المال إذا فاتت الراحة؟ فتأمل حال هؤلاء الذين خسروا في سوق الأسهم في الأيام التي مضت جلطات، وسكتات، ماتوا فماذا استفادوا؟ قلق، وغم، وهم، ونكد، فماذا استفادوا؟ وهكذا أيها الإخوة لم ينم الليالي بعضهم، وكانوا في ذهول، وطيش، وصار البعض يكلم نفسه من الهلوسة، فأي راحة في هذا؟ مؤشرات تصعد فيعم الفرح وتشرئب النفوس، وتتطلع، مؤشرات حمر تهوي، إحباط، وعالم من اليأس يلفهم، أي سعادة في هذا؟ هل هي عيشة سوية؟ هل هي حياة نقية؟

ما المال؟ قال بعضهم: يوصل إلى كل مكان من البلاد إلا السماء، وربما جلب كل شيء إلا السعادة، والنبي ﷺ قال: إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فأجملوا في الطلب[رواه ابن ماجه2144]،  يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى[رواه البخاري1472] فلا تكن يا عبد الله بخيلاً ينتحر جوعاً ليقتل ورثته بالتخمة، كما قال أحدهم في المليونير: رجل يساعد موته على حل أزمة الكثير من أقاربه، وإحسان التصرف في المال أمر مهم، والخرق في المعيشة أخوف من العوز والفقر، كما قال بعض الحكماء:

قليل المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثير مع الفساد

بعض الناس كانت لهم موارد من رزق تدر عليهم شيئاً طيباً: عقار، محل، مؤسسة، جاءت إغراءات الأسهم باعوها كلها، ودخلوا في سوق الأسهم طمعاً في المرابح العالية وهي سوق خطيرة بلا شك، لا يمكن أن يقال عنها إنها سوق آمنة، ليست مثل المصنع، والمحل، والمؤسسة أبداً إنها مزلقة، إنها رمال متحركة، وكثير من الناس يدخلون بلا علم، ولا خبرة، فماذا تتوقع؟ فلما ذهبت بيوت هؤلاء التي سكنوها، واستمتعوا بها مدة، ذهبت بيوتهم، ولم يجدوا إيجار البيوت التي استأجروها بدلاً من التي باعوها، أي حكمة في هذا؟ بعض الأغنياء يضع بعض ماله في سوق الأسهم ولو خسره كله فعنده مال آخر، لكن هؤلاء المساكين الذين يضعون ما وراءهم وما أمامهم، والقروض التي يقترضونها في هذه الأسواق، فإذا خسروا خسروا كل شيء، ثم قد اقترض، أو دخل في تورق ونحوه على راتبه، فسيبقى يعمل للمصرف سنوات ليسدد الدين الذي عليه فيكون راتبه الحقيقي بدلاً من سبعة الذي كان يأخذه قبل التورق ثلاثة مثلاً، فأي نكد في هذا؟ ولم يكسب شيئاً.

هذا السوق الخطير المغري يرتفع فيهرعون إليه، فيسقط، فيذهب كل شيء، وبعد مدة يرجع، ويرتفع، فيستدين أناس جدد، ويرجع آخرون بما تبقى لديهم بعد الخسارة الأولى ليدخلوا من جديد في الدوامة، وإن حقاً على الله ألا يرفع شيئاً إلا وضعه، فلا بد أن يسقط المؤشر، فينزل مرة أخرى لا يستقيم مؤشر السوق أبداً على حال واحدة، ثم إذا هوى ليس دائماً يهوي قليلاً ثم يرتفع قليلاً، وإذا ارتفع كثيراً فإن من وراء ذلك هبوط عنيف وخصوصاً عندما تكون السوق مليئة بالألاعيب، وليس هناك من مبرر لارتفاع أسهم بعض الشركات، شيء غير طبيعي يحدث، ومع ذلك الناس في طمع، فيدخلون لكي يهوي مرة أخرى، فيقول: أريد الخروج ولو برأس مالي وأتوب والله أتوب، فإذا رجع إلى الارتفاع واستطاع الخروج برأس ماله أو بشيء من الربح طمع فقال: أبقيه، فربما لو نزل عاد مرة أخرى، ويقول: أخرج الآن، ثم تحدثه نفسه فتقول: لكن كيف تفوتك الأرباح ويتنعم بها الآخرون، وهكذا لا يدري المسكين هل هذا الارتفاع الجديد سيستمر؟ وهل سيستمر إلى درجة أن يعوضه كل رأس المال ويجلب له أرباحاً بعد ذلك أم سيهوي مرة أخرى؟

إن هذه الأحوال الخطيرة لا يستبعد معها أيها الإخوة منع من لا يتحمل الخسارة من الدخول أصلاً، فإذا كان ممن يخشى عليه فعلاً من تدهور صحته من موته بالسكتة، ومن عدم نومه بالليل، وغمه، وهمه، لا يستبعد أن يمنع هذا شرعاً من الدخول فيقال له: هل صحتك تتحمل الخسارة، فالمؤشرات لا بد أن تهوي، ليس هناك سوق أسهم سيرتفع دائماً، المؤشرات لا بد أن تهوي، فهل صحتك تتحمل الخسارة؟ هل أنت مستعد للنوم بالليل لو خسرت؟ هل أنت مستعد للاستمرار على شيء من الخلق الحسن في معاملة الزوجة والأولاد إذا خسرت، أم ستتحول القضية إلى نكد في نكد، فتتنكد أنت، وتنكد على الآخرين؟ إذا لم يكن يستطيع فلا يبعد أن يمنع شرعاً من الدخول في مثل هذه السوق؛ لأنها لا تناسب حاله أبداً.

عباد الله: للمال الكثير آفات على الحياة الشريفة، ترتعد منها فرائص أهل الفضيلة والكمال الذين يفضلون الكفاف من الرزق، مع حفظ الحرية والشرف على امتلاك دواعي الترف والسرف، وينظرون إلى المال الزائد عن الحاجة الكمالية على أنه بلاء في بلاء في بلاء، بعض الناس كان راتبه يكفيه، لكن طمع في المزيد فأتى بكل شيء، ودخل في هذا السوق، ومن الحكمة: ما رأيت سرفاً قط إلا ومعه حق مضيع، والناس اليوم ينفقون كثيراً في السرف والكماليات، والأمور التي لا حاجة إليها، وما أجدر أن يتحلى الإنسان بالقناعة:

رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها مستمسك
فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنياً بلا درهم أمر على الناس شبه الملك

وليس المقصود أن يهمل الإنسان دنياه، أو أنه لا يتجه لشيء من الاستثمار يوفر له ما يتعلق بحاجة تدريس أولاده في المستقبل، علاج يحتاج إليه لو حدث له حادث، وأن يبني له بيت ملك بدلاً من هذا الاستئجار، ليس هذا بمانع، لكن عندما توجد مضاربات، أو مشروعات استثمارية يغلب عليها الأمان؛ ولذلك عندما نقول: الاكتتاب في سوق الأسهم، الاكتتاب هذا فعل حكيم؛ لأنك تدخل كمؤسس، والسهم سيرتفع في الغالب،

فإذا كانت الشركة مباحة ادخل، يرتفع فتبيع وتنتفع، وكذلك بعض الصناديق الاستثمارية التي يقوم عليها خبراء، والخسائر فيها قليلة حسب تاريخها في السنوات الماضية فدخولك فيه وجاهة إذا كانت في شركات مباحة، أما أن يدخل الإنسان بنفسه يخبط خبط عشواء، لا يعرف لماذا اشترى هذا، ولماذا باع هذا، فهذا مسكين، ليس من الحكمة في شيء.

 

وليس معنى الكلام - يا عباد الله-  تحريم المضاربة بالأسهم على الإطلاق، هذا سوق، ومن كان يفهم فيه ويبتغي الحلال فإنه في الغالب يستفيد، لكن المشكلة عندما يقلد الناس بعضهم بعضاً، ويدخلون بطرق غير حكيمة، ويستدينون لأجل ذلك، ثم لا يعرفون كيف يخرجون، كانوا يستعينون على تقوى الله بما آتاهم من المال، لم يفهم السلف الزهد في الدنيا بالجلوس والقعود عن العمل أبداً، لكن المطلوب مجالات للعمل والاستثمار تنفع المجتمع، أما شاشات تصعد وتهبط ليس فيها منفعة، ليس فيها زرع، ولا صناعة، ولا قيام مؤسسات، وعوائل وأسر تعان من رواتب الموظفين فما الفائدة في هذه الطريقة؟

قواعد في مسألة الاقتراض

00:23:05

عباد الله: إن هنالك قواعد في مسألة الاقتراض لا بد أن ينتبه إليها خصوصاً وأن الكثيرين يقترضون بالدخول في سوق الأسهم.

الخطبة الثانية 

00:23:23

عباد الله: جاء في الشريعة التشديد في أمر الدين، فالشهيد يقول فيه ﷺجواباً لسؤال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ قال: نعم إن قتلت وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ، ثم قال: كيف قلت؟ -فأعاد عليه السؤال- أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال: نعم إلا الدين فإن جبريل أخبرني بذلك[رواه مسلم1885]رواه مسلم، يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين[رواه مسلم1886]رواه مسلم.

ثانياً: ذم الاقتراض لغير حاجة، كان النبي ﷺ يقول مكثراً في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المأثم - المأثم الإثم أبواب الشر- والمغرم -الغرم والدين والمال الذي يثقل كاهل المطالب-، فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف[رواه البخاري833]رواه البخاري، وكان ﷺ يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء[رواه النسائي5475]حديث صحيح، غلبة الدين رهب من الدين، كره الإقدام عليه إلا من حاجة ملحة، واليوم يقترضون للدخول في سوق الأسهم ليزدادوا أرباحاً ثم تكون النتيجة كما ترون.

أكثر النبي ﷺ من الاستعاذة من ضلع الدين وغلبة الدين، إن الغارم مسكين، هذا إذا غرم لحق الضرر بدينه، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وكذلك يتضرر في دنياه.

ثالثاً: ذم تشبع الإنسان بما لم يعط، وقد قال ﷺ: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور[رواه البخاري5219 ومسلم2130]وبعض الناس يستدينون ليظهروا بمظاهر أمام الناس، عجب والله.

رابعاً: التشديد في المماطلة في سداد الدين، قال ﷺ: مطل الغني ظلم[رواه البخاري2287] وقال: لي الواجد يعني: مماطلة الواجد وتأخير الواجد ومراوغة هذا الواجد الذي يجد السداد، يحل عرضه وعقوبته[رواه النسائي4689] فيسقط غيبته من التحريم، وكذلك يحل للقاضي أن يعزره ويعاقبه على هذه المماطلة.

وكذلك فإن من المخاطرة المذمومة المخاطرة بأموال الغير، فيقترضون ليدخلوا، وبعضهم يقترض من مُدرِّسة قد جمعته من تعب تدريسها، ويقترض من آخر مسكين استأمنه على المال، ونحو ذلك، ثم يذهب به.

قواعد شرعية في مسألة العمل

00:26:24

من القواعد الشرعية في العمل ما يلي:

أولاً: جاءت الشريعة بإعمار الأرض بالطاعات والأعمال النافعة: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُسورة الملك15فطلب الرزق أمر مطلوب شرعاً مع التحذير من الركون إلى الدنيا، وقد قال ﷺ في فضل الغرس وإعمار الأرض: إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل[رواه أحمد12569 ]رواه أحمد وهو حديث صحيح، واعجباً لماذا يغرسها ولا فائدة؟ لأنه لن يرى ثمرتها لن تكبر، الساعة الآن قامت، للنية الصالحة وأجر النية الصالحة.

ثانياً: الأصل في قصد المسلم في عمله تحقيق التقوى، وقد قال ﷺ مبيناً ثواب الأعمال الصالحة المالية: ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة[رواه ابن ماجه2138]حديث صحيح، وقال: أفضل الدينار دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله، قال أبو قلابة: بدأ بالعيال، ثم قال: فأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على عيال له صغار يعفهم الله به ويغنيهم الله به.[رواه مسلم994]رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

رابعاً: هنالك قواعد في التعامل المالي، وهذه مهمة أيضاً في خضم هذه الأحوال التي نعيشها، ومنها:

- الفقه قبل التجارة، قال ابن عبد البر: قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصته بنفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع، فهناك فرض عين كل واحد يجب أن يتعلمه وهناك فرض كفاية، وقد بين العلماء رحمهم الله العلم الواجب وجوباً عينياً وتكلموا في المقدار الذي هو فرض عين على كل مسلم تعلمه، وذكروا من الفرض العيني تعلم أحكام البيوع لمن يعمل بالتجارة حتى لا يقع في الحرام، أو الربا وهو لا يدري، وقد ورد عن بعض الصحابة ما يؤيد ذلك، فروى الترمذي عن عمر قال: "لا يبع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين" وحسنه الألباني، وقال علي : "من اتجر قبل أن يتفقه ارتطم في الربا، ثم ارتطم، ثم ارتطم" وإذا لم يكن يعلم الحكم وجب عليه أن يستفتي قبل الدخول وليس أن يقول: فرصة أدخل ثم أستفتي لا، ويستفتي الثقة الذي لا يعلم تساهله، فإن كان يعلم تساهله لا يجوز له استفتاؤه، ويستفتي صاحب العلم المليء أعلم من يمكن أن يصل إليه، يحقق المقصود يستفتيه، ويتوثق فإن بعض الناس قال لصاحبه: الشركة الفلانية أنا ساهمت فيها، قال: بناء على ماذا يا أخي؟ قال: على فتوى، قال: من الذي أفتاك؟ قال: والله فلان حدثني عن فلان عن فلان أنه سأل شيخاً فأفتاه، فهذا سند بهؤلاء الجهلة ينتهي بشيخ مجهول لا يعلم من هو، وبناء على هذا الأساس دخلوا، فسبحان الله هل يرضون بهذا في عالم الطب، فإذا أصابه مرض تتطبب عند شخص بهذه الطريقة: فلان حدثني عن فلان عن فلان أنه سأل طبيباً فقال: يأخذ الدواء الفلاني؟! لا يرضون بهذا، أفيرضون لدينهم ما لا يرضونه في دنياهم وأجسادهم.

ومن القواعد: أن الأصل في المعاملات الحل والصحة حتى يثبت التحريم، وهذا من رحمة الله وتوسعته على عباده.

وكذلك من القواعد: أن أسباب التحريم الأساسية في المعاملات ثلاثة: الغرر، والظلم، والربا، وأخطر المكاسب الخبيثة أكل الربا، والوعيد الشديد قد جاء بتحريم أكل أموال الناس بالباطل: إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه[رواه أحمد 20172] ومن طرق الأكل بالباطل فإن الحرام يتطرق إلى أهله أيضاً.

ومن وسائل أكل الباطل: أنواع الغصب، وقد قال ﷺ: من ظلم من الأرض شيئا طوقه من سبع أرضين[رواه البخاري2452]، وكذلك السرقة التي جاء فيها الحد، وأما الحيلة والكذب فإنها تحيل المال إلى المحتال ظاهراً أما باطناً فلا، فاللسانة والتزويق مثلاً المبنية على المخادعة والغش لا تحل الحرام، كما قال ﷺ: إنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار فلا يأخذه[رواه البخاري2680]رواه البخاري، إذاً النبي ﷺ بشر فيأخذ بالظاهر فيزوق واحد الكلام فيظن القاضي أن الحق له وليس عند الآخر بينة وليس فصيحاً قد يكون عيياً ولا يحسن أن يتكلم في توضيح حقه فيحكم القاضي بالظاهر، فمن حكم له بشيء من ذلك فلا يأخذه إنما هو قطعة من النار.

وكذلك من حلف على يمين غموس ليستحل بها مال امرئ مسلم، وأيضاً الغش في التعامل، وما أكثر الغش في هذا السوق طلبات وهمية للشراء يراد بها رفع الأسعار، طلبات وهمية للبيع يراد بها خفض الأسعار، وهكذا، والتحايل على الحرام من شيم اليهود: واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِسورة الأعراف163 القصة مسخهم الله ، لماذا؟ احتالوا على الأحكام، حرم عليهم صيد يوم السبت نصبوا الشباك يوم الجمعة ورفعوها يوم الأحد وقد علقت الحيتان فيها يوم السبت رفعوها يوم الأحد قالوا: ما صدنا يوم السبت، قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجمعوها فجملوها فباعوها[رواه البخاري2236] فجملوها أذابوها وباعوها وأكلوا ثمنها.

ومن القواعد المهمة: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، ومن ذلك: ألا يقحم الإنسان نفسه في صنعة، أو تجارة لا يحسنها، ولا يعرف حقيقة تحمله لصدمات خسائرها؛ لأن هذا من باب إلقاء النفس إلى التهلكة والحرج الشديد، وقد قال تعالى: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِسورة البقرة195، وقال ﷺ: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب[رواه البخاري6114]، وقال ﷺ: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين[رواه البخاري6133]طبق هذه النصوص على سوق الأسهم، فوضى سوق الأسهم، فيها إلقاء للتهلكة لبعض الناس على الأقل، وفيها غضب لا يتحملون عواقبه، وفيها أنه يلدغ من جحر مراراً.

ثم ينبغي عليه ألا يدخل هذه المخاطرات العظيمة: كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت[رواه أبو داود1692]لماذا؟ لأنه لا يتحمل لا هو ولا أهله نتائج هذه المخاطرات.

ثم أن يحذر من الإشغال القلبي، وشغل الوقت بما يضيع عليه واجبات دينية، بل يشغله عن تربية أهله، وتربية أولاده، ويفرط في الأمانات: لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِهِسورة المنافقون9 فالدخول في أشياء تشغل تماماً وتسبب التفريط مصيبة.

هذه بعض القواعد، وهنالك قواعد أخرى سنعرض لها إن شاء الله تعالى في هذه المسألة المهمة العظيمة؛ لأنها مما تدعو الحاجة إلى بيانه، ويحتاجه الناس جداً، وخصوصاً في زمن فتنة الأموال، في هذا الزمن، وقد قال ﷺ مبيناً من أشراط الساعة كثرة المال، هاهو يكثر، ولكن تكثر المصائب.

اللهم إنا نسألك التقوى، جملنا بالتقوى يا رب العالمين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم ارزقنا الحكمة يا رب العالمين، اللهم ارزقنا الحكمة يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك البركة فيما آتيتنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين.

اللهم قنا شر أنفسنا وقنا شر أموالنا، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا في عافية في الدين والدنيا الآخرة.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

1 - رواه البخاري1477 ومسلم593 
2 - رواه البخاري2480 ومسلم141
3 - رواه البخاري2291
4 - رواه البخاري1296ومسلم1628
5 - رواه الترمذي2376 وأحمد15357
6 - رواه البخاري2887
7 - رواه الترمذي2336
8 - رواه البخاري1465
9 - رواه أحمد 4016 
10 - رواه البخاري6460 
11 - رواه مسلم1055
12 - رواه مسلم1054
13 - رواه الترمذي2465 
14 - رواه ابن ماجه2144
15 - رواه البخاري1472 
16 - رواه مسلم1885
17 - رواه مسلم1886
18 - رواه البخاري833
19 - رواه النسائي5475
20 - رواه البخاري5219 ومسلم2130
21 - رواه البخاري2287 
22 - رواه النسائي4689 
23 - رواه أحمد12569
24 - رواه ابن ماجه2138
25 - رواه مسلم994
26 - رواه أحمد 20172 
27 - رواه البخاري2452
28 - رواه البخاري2680
29 - رواه البخاري2236 
30 - رواه البخاري6114
31 - رواه البخاري6133
32 - رواه أبو داود1692