الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ويقول سبحان ربي الأعلى، وقد ورد عن النبي ﷺ في السجود أذكار متعددة، ومنها: سبحان ربي الأعلى، وكان يقولها ثلاثًا، وأحيانًا يكررها أكثر من ذلك كما في صحيح مسلم. [رواه مسلم: 772].
وورد في رواية أبي داود: سبحان ربي الأعلى وبحمده [رواه أبو داود: 870، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير: 4734] وزيادة: وبحمده هذه قد اختلف أهل العلم في تصحيحها؛ فبعضهم صححها، وبعضهم ضعفها، وراوي الزيادة أبو داود -رحمه الله- قال: "وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة، انفرد أهل مصر بإسنادها"
وقد رد ابن الصلاح -رحمه الله- من المحدثين هذه الزيادة أيضًا، كما ذكر ابن حجر في التلخيص الحبير.
وذكر ابن قدامة -رحمه الله- في المغني عن الإمام أحمد روايتين: رواية بقبولها، وأخرى بعدم قبولها، ووجّه رواية عدم القبول بأن الحديث بدون الزيادة أكثر وأشهر، وقد سئل أحمد بن حنبل عنها فيما حكاه ابن المنذر فقال: "أما أنا فلا أقول: بحمده" [الأوسط: 3/159].
ومن المعاصرين كان الشيخ الألباني -رحمه الله- قد صححها في صفة الصلاة، ثم تراجع وضعفها في ضعيف سنن أبي داود.
ومن أذكار السجود الثابتة عن النبي ﷺ: سبُّوح قدوس رب الملائكة والروح كما في صحيح مسلم [رواه مسلم: 487].
اللهم لك سجد، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين [رواه مسلم: 771].
وكذلك ورد: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة والحديث رواه أبو داود [رواه أبو داود: 873، وصححه الألباني في المشكاة: 882].
وروى البخاري في أذكار السجود أيضًا: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي [رواه البخاري: 794].
وروى مسلم: اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك [رواه مسلم: 486]
وعنده أيضًا: اللهم اغفر لي ذنبي كله؛ دقّه وجلّه، وأولُّه وآخره، وعلانيته وسره [رواه مسلم: 483].
قال النووي -رحمه الله-: "واعلم أنه يستحب أن يجمع في سجوده بين جميع ما ذكرناه، فإن لم يتمكن منه في وقت أتى به في أوقات، وإذا اقتصر يقتصر على التسبيح مع قليل من الدعاء، ويقدم ماذا التسبيح أم الدعاء؟ التسبيح، ممن ذهب أيضًا من المعاصرين إلى الجمع بين الأذكار في السجود الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- في كتابه الشرح الممتع. [الشرح الممتع على زاد المستقنع: 3/133].