أما الميل فهو في كلام العرب: مقدار ما ينتهي إليه البصر، إذا وقفت في الأرض المستوية، ما أمامك حاجز، وكان بصرك معتدلاً؛ لا أعشى أو ضعيف، ولا زرقاء اليمامة، صاحب البصر المعتدل إذا وقف في الأرض المستوية منتهى ما يراه هذه المسافة يقال لها: ميلاً، مقدار منتهى مد البصر.
لماذا سموها ميلاً؟ قالوا: لأن البصر يميل عنه على وجه الأرض حتى يفنى إدراكه، يعني خلاص بعد تلك النقطة ما يرى شيئًا خلاص، يميل البصر عنه على وجه الأرض حتى يفنى إدراكه.
وقيل في تعريفه وضبطه وحده: الميل أن ينظر إلى الشخص في الأرض المسطحة؛ يعني: لو كان هناك شخص بعيد فإذا كان يراه بحيث لا يدري هل هو رجل أو امرأة، أو قادم أو ذاهب، فيرى الشخص ولا يرى التفصيل؛ هذه المسافة منه إلى الشخص ميل.
ما حدها: من أول ما عندهم سنتيمتر، وما في..، كيف يقيسون الميل هذا؟ أقرب شيء الخطوات، والأشبار، والأصابع؛ يقيسون بها، وعندما يقال: خطوات القدم؛ قدم من؟ قدمي أم قدمك أم قدم.. في أحذية ستة وأربعين في أحذية سبعة وثلاثين، قدم من؟ دائمًا يأخذون الوسط، يعني يقولون مثلاً: خطوة القدم المتوسطة أو مسافة القدم المتوسطة.
فالميل عندهم يساوي: أربعة آلاف خطوة، كل خطوة ثلاثة أقدام، حط قدم وأمامها قدم أمامها قدم ثلاث أقدام هذه خطوة، خطوت خطوة يعني بين قدميك ثلاثة أقدام، أي قدم؟ قدم الرجل المتوسطة، فأربعة آلاف خطوة كل خطوة ثلاثة أقدام بوضع قدم أمام قدم مع الالتصاق بها الثلاثة هذه ثلاثة أقدام متوالية ملتصقة، كل قدم أمام قدم هذه خطوة، فعندنا أربعة آلاف خطوة بالمقاييس المعاصرة سيكون هناك شيء من الاختلاف، يعني بعضهم قال: ألف وثمانمائة وثمانية وأربعين مترًا، بعضهم قال: ألف وستمائة مترًا، بعضهم قال: ألف وستمائة وثمانين مترًا، وهذا ما عليه كثير من المعاصرين؛ أن الميل ألف وستمائة وثمانين مترًا.
بالمناسبة الميل كم متر؟ "المايل" تبع الكفار، الميل تبعنا، "المايل": ألف وستمائة واثنا عشر كذا؛ لأن كل خمسة ميل: ثماني كيلو، ليس كل خمس أميال ثماني كيلو ما هو عندما تريد أن تحول تضرب خمسة على ثمانية، فبناء عليه "المايل"، تبعهم تقريبًا هو الميل تبعنا، واضح من المقاييس يعني تقريبًا أنه هو، "المايل" هو الميل تقريبًا.
في الشرح الممتع يقول الشيخ ابن عثيمين: "ألف وستمائة، ألف وثمانمائة وثماني وأربعين، قال بعضهم: ألف وستمائة وثمانين، الذي عليه أكثر المعاصرين: ألف وستمائة وثمانين مترًا"؛ فلنأخذ هذا ألف وستمائة وثمانين.