01- الإخلاصالإخلاص مهم لأمور كثيرة منها: النجاة بسببه في الآخرة، وكذلك فإن اجتماع القلب في الدنيا، وزوال الهم لا يكون إلا به، فقال عليه الصلاة والسلام : ((من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر عليه)) .... المزيد |
02- التوكلالتوكل على الله -عز وجل- مقام جليل عظيم الأثر، بل ومن أعظم واجبات الإيمان، وأفضل الأعمال والعبادات المقربة إلى الرحمن، وأعلى مقامات توحيد الله -سبحانه وتعالى- فإن الأمور كلها لا تحصل إلا بالتوكل على الله -عز وجل-، والاستعانة به، ومنزلة التوكل قبل منزلة الإنابة لأنه يتوكل في حصول مراده، فهي وسيلة والإنابة غاية، وهو من أجل المراتب، وأفضلها، وأعمها قدراً. .... المزيد |
03- الرجاءالمقام الثالث من مقامات أعمال القلوب وهو الرجاء، والمقام دليل على الثبات والدوام، لأنه لو كان شيئًا سريع الزوال لسمي حالاً وليس مقامًا، ولنأتي بمثال لتبيين الفرق بين المقام والحال، وأنه ينبغي أن تكون أعمال القلوب عندنا مقامات وليست أحوال عارضة، ليس الخوف المفروض شيئًا عارضًا، ولا الرجاء المطلوب شيئًا عارضًا، ولا الحياء المطلوب شيئًا عارضًا، ولا الإخلاص المطلوب شيئًا عارضًا، ولا التوكل المطلوب شيئًا عارضًا، وإنما يجب أن تكون مقامات، وهذا تنبيه مهم للذي يدرس أعمال القلوب، ويتأمل فيها، هناك صفرة ثابتة كصفرة الذهب، وهناك صفرة سريعة الزوال كصفرة الخوف والوجل، وهناك صفرة بينهما كصفرة المرض، فتلك صفرة دائمة في الذهب، وهذه صفرة سريعة الزوال لحظات الخوف؛ إذا سكت ذهبت الصفرة التي تعلو الخائف الوجل، وهناك صفرة قد تستمر أيامًا كصفرة المرض، ونحن عندما نتكلم عن أحوال القلوب نقصد أشياء تقوم بالقلب دائمًا، مقامات دائمة ثابتة، أن يكون الرجاء لله دائمًا موجود، الخوف من الله دائمًا موجود، الحياء من الله دائمًا موجود، الإخلاص لله دائمًا موجود، لأن بعض الناس تكون عندهم أحوال نحن مع الضعف يكون عندنا بعض هذه الأشياء أحوال، قد تطول وقد تقصر، لكن ليست مقامات، والمطلوب من الإنسان المسلم عندما يربي نفسه على هذه الأعمال الإيمانية أن يكون فيها مقيمًا، وعليها ثابتًا، وهي عنده دائمة وليست حالاً يزول ويحول. .... المزيد |
04- الخوفاعلم أن الخوف عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروه في الاستقبال، أي في المستقبل مثال ذلك من جنا على ملك جناية، ثم وقع في يده ألقى عليه القبض، فهو يخاف القتل، ويجوز العفو، عنده احتمالان أن الملك يقتله، أو أن يعفو عنه، ولكن يكون تألم قلبه بحسب قوة علمه بالأسباب المفضية إلى قتله، وتفاحش جنايته، وتأثيرها عند الملك، وبحسب ضعف الأسباب يضعف الخوف، وقد يكون الخوف لا عن سبب جناية بل عن صفة الذي يُخاف عظمة وجلالاً، فإنه إذا علم أن الله -سبحانه وتعالى- لو أهلك العالمين لم يبال ولم يمنعه مانع، فبحسب معرفة الإنسان بعيوب نفسه، وبجلال الله -تعالى- واستغنائه، وأنه لا يسأل عما يفعل يكون الخوف، فهو مطالعة القلوب لسطوات الله -جل وعز- ونقمه، فيولد في القلب الخوف. .... المزيد |
05- الشكرالشكر فإنه خير عيش السعداء، لم يترقوا إلى أعلى المنازل إلا بشكرهم، فساروا بين جناح الشكر والصبر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ولمّا كان الإيمان نصفين، نصفٌ شكر، ونصفٌ صبر، كان حقيقاً على من نصح نفسه، وأحب نجاتها، وآثر نجاتها وسعادتها ألا يهمل هذا الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين؛ ليجعله الله يوم لقائه في خير الفريقين. .... المزيد |
06- الرضاتنازع العلماء والمشايخ من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم في الرضا بالقضاء هل هو واجب أو مستحب؟ على قولين: فعلى الأول يكون من أعمال المقتصدين، وعلى الثاني يكون من أعمال المقربين.. والخلاصة أن أصل الرضا واجب، ومنازله العليا مستحبة. الرضا له أصل وله مراتب أعلى من الأصل، فيجب الرضا من جهة الأصل الذي ليس عنده رضا عن الله، ولا عن الرسول، ولا عن الشرع، ولا عن الدين، ولا عن الأحكام، هذا ليس بمسلم، فلا بد لكل مسلم موحد يؤمن بالله واليوم الآخر من درجة من الرضا أصل الرضا، لا بد أن يكون متوفرًا، أصله واجب. .... المزيد |
07- الصبرإن الله جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يُهزم، وحصناً حصيناً لا يُهدم، وهو مطيّة لا يضل راكبها فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدّة ولا عدد، ومحله من الظفر محل الرأس من الجسد، وهو سبيل النجاح والفلاح، وهو فضيلة يحتاج إليه الإنسان في دينه ودنياه، فحال الإنسان إما بين صبر على أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه، ونهي يجب عليه اجتنابه وتركه، وقدر يجري عليه اتفاقاً، ونعمة يجب عليه شكر المنعم عليها، وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه فالصبر لازم إلى الممات، فالحياة لا تستقيم إلا بالصبر، فهو دواء المشكلات لدار الابتلاء، والصبر زاد المجاهد إذا أبطأ عنه النصر، وزاد الداعية إذا أبطأ عنه الناس بالإجابة، وزاد العالم في زمن غربة العلم، بل هو زاد الكبير والصغير، والرجل والمرأة، فبالصبر يعتصمون، وإليه يلجئون، وبه ينطلقون. .... المزيد |
08- المحاسبةمحاسبة النفس طريقة المؤمنين، وسمة الموحدين، وعنوان الخاشعين، فالمؤمن متق لربه، محاسب لنفسه، مستغفر لذنبه، يعلم أن النفس خطرها عظيم، وداؤها وخيم، ومكرها كبير، وشرها مستطير، فهي أمارة بالسوء، ميالة إلى الهوى، داعية إلى الجهل، قائدة إلى الهلاك، توّاقة إلى اللهو -إلا من رحم الله-، فلا تُترك لهواها لأنها داعية إلى الطغيان، من أطاعها قادته إلى القبائح، ودعته إلى الرذائل، وخاضت به المكاره، تطلعاتها غريبة، وغوائلها عجيبة، ونزعاتها مخيفة، وشرورها كثيرة. .... المزيد |
09- التفكرإن التفكر من أعمال القلوب العظيمة، وهو مفتاح الأنوار، ومبدأ الاستبصار، و شبكة العلوم والفهوم، وأكثر الناس قد عرفوا فضله، ولكن جهلوا حقيقته وثمرته، وقليل منهم الذي يتفكر ويتدبر، وقد أمر الله -تعالى- بالتفكر والتدبر في كتابه العزيز في مواضع لا تحصى، وأثنى على المتفكرين. .... المزيد |
10- المحبةهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وسرور النفوس، ونور العقول، وعمارة الباطن، و غاية الأماني، ونهاية الآمال، وروح الحياة، وحياة الأرواح. وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، فهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى ما خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه. .... المزيد |