الحلقة التاسعة عشرالنُّسك يأتي بمعنى الذَّبح، ومعنى: "نُسكي" لله، أي ذبحي له وعلى اسمه، ولمرضاته، وتعظيماً له، وقد قرن الله الذَّبح بالصَّلاة في عدد من المواضع في كتابه؛ وذلك لعظم شأنه وأهميته، وبناءً على ذلك يكون الذَّبح لغير الله شركاً أكبر، كمن يذبح لوليٍّ لعظيمٍ لصاحب قبر، ونحو ذلك، فقال الله في ذلك: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِين} [الأنعام: 162 – 163]. .... المزيد |
الحلقة الثانية عشرإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- هو الذي أضحك وأبكى، والبكاء فيه موساةٌ وتنفيس للمحزون، لكن بكاء النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - بسبب لم يكن بسبب حزنٍ ألمَّ به، ولكن كان له دوافع أخرى كالرَّحمة والشَّفقة، وبكاء الخشية والخوف من الله -عزَّ وجلَّ- فقد كان يُسمع لصدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء من خشية الله، وكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحرِّك شجونه بالقرآن الكريم, لتذكُّره الآيات مخافة الله -تبارك وتعالى-؛ كما في قصة ابن مسعود حينما أمره النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يتلوا عليه بعض الآيات، قال ابن مسعود: "فنظرت فإذا عيناه تذرفان". .... المزيد |
الحلقة الحادية عشرإنَّ الفرح صفةٌ فطريةٌ وجبليةٌ، فالنَّاس يفرحون كم أنهم يحزنون، ويغضبون كما أنَّهم يرضون، وقد امتنَّ الله بصفة الفرح على عباده حيث قال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، فالفرح يكون بطاعة الله -عزَّ وجلَّ- لا بما يكتسبه الإنسان من متاع الحياة الدُّينا، وقد كان الفرح من صفات النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان فرحه كُلُّه لله، فيفرح إذا انتصر دين الله وارتفعت راية التَّوحيد، ويفرح إذا دخل في الإسلام مسلمٌ جديدٌ، وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يفرح إذا هلك طاغيةٌ من الذين آذوا وعذَّبوا المسلمين، ومن الذين وقفوا معارضين لانتشار دعوته صلَّى الله عليه وسلَّم. .... المزيد |
الحلقة العاشرةلقد مرَّت بالنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أحزانٌ، كغيره من البشر، وقد قال الله له: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} حيث قالوا عنه: شاعرٌ وكاهنٌ وكذَّابٌ، وهو المبرَّأ من ذلك كُلِّه، وهو الصَّادق الأمين، وإنَّ من أشدِّ المواقف التي حزن فيها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند انقطاع الوحي، وكان ذلك لحكمةٍ أراد الله من استيعاب ثقل ما قد أُنزل عليه من وحيٍ، والاستعداد للمرحلة القادمة، والتي تصاحبها تكاليفٌ أشدُّ مما مضى، ثُمَّ بعد الانقطاع لمدَّةٍ قليلةٍ أنزل الله عليه سورة الضُّحى يسلِّيه بها، وأنَّه ما ودَّعه وما تركه وما قلاه، وذكَّره بنعمٍ منَّ الله عليه فيها. .... المزيد |
الحلقة التاسعةلقد كان صلَّى الله عليه وسلَّم يبغض أموراً لله وفي الله؛ فقد كان يبغض من صفات الرجال الثرثارين والمتشدقين والمتفيهقين؛ كما قال في الحديث: ((وإن أبغضكم إليَّ وأبعدكم منِّي مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)) والثرثار هو الذي يكثر الكلام ويكرِّره من غير فائدة، ويتكلم بما لاخير فيه ولا منفعة، وكره النَّبي -صلى الله عليه وسلم- المتفيهق. والفهق: الإمتلاء، وهو الذي يملئ فاه بالكلام ويتوسَّع فيه، ويظهر الفصاحة والتَّعالى والتَّكبُّر على النَّاس، فيكره التَّصنُّع والتَّكلُّف في سجع الكلام وزخارف القول والمقدمات، ويكره النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المتشدق. وهو المستهزى بالنَّاس الذي يلوي بشدقه بهم وعليهم للتَّفاصح، ويتوسَّع في منطقه من غير احتياطٍ وتحرُّزٍ. .... المزيد |
الحلقة الثامنةكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحبُّ الفأل الحسن، ويكره الطيرة، والفأل: كلمةٌ حسنةٌ تسرُّ الإنسان، وفيها بشارةٌ، وهي كلُّ قولٍ أو فعلٍ يستبشر به، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((ويعجبني الفأل الصَّالح الكلمة الحسنة)) هذه الكلمة الحسنة لعله يسمعها عليل فيتفائل بها، كما إذا سمع المريض شخصاً ينادي آخر : ياسالم أو يادكتور سليم، فيتفائل بالشفاء والسلامة من مرضه، وكذلك من ضلَّ شيئاً فيسمع من ينادي ياواجد فيتفائل بالحصول على ضالته ونحو ذلك، فالفأل كلمةٌ تشرح صدر المسلم بمجرَّد سماعها. .... المزيد |
الحلقة السابعةلقد كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحبُّ التَّيامن في شأنه كُلِّه كما قالت عنه زوجه عائشة -رضي الله عنها-، والتيامن: هو استعمال اليمين في تعاطي الأشياء والابتداء باليمين؛ فيأكل ويشرب بيمينه، ويأخذ بها ويعطي بها ويقدِّمها في الأشياء الفاضلة؛ كتقديم الرِّجل اليُمني في دخول المسجد ولبس النَّعل، وفي التَّطهر، وينام على الشَّق الأيمن، فهذه سنة عظيمة، وقد جاء عن البخاري أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يحبُّ التَّيمُّن ما استطاع في شأنه كُلِّه، فاستعمال اليمين يكون في الأشياء المستحبَّة، واستعمال الشِّمال يكون في الأشياء المستقبحة والمستقذرة كإزالة النجاسة ونحوها. .... المزيد |
الحلقة السادسةإنَّ الله ينصر من ينصره، ويعين من يلجأ إليه ويعتصم به ويلوذ بحماه، فقد نصر الله -عزَّ وجلَّ- نبيَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأصحابه في مواطن كثيرة، وجعل لهم الغلبة والتَّمكين في الأرض؛ وذلك لما التجؤوا واعتصموا به سبحانه، ولأنَّهم كانوا قائمين بدينه، وهو الظَّاهر على الأديان كلِّها، وإنَّما يخذل الله -سبحانه وتعالى- من استكبر واستغنى عن الله فيوكله الله إلى نفسه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحـج: 40]، {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. .... المزيد |
الحلقة الخامسةلقد كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحبُّ بقاعاً من الأرض، فقد يحبُّ مكة ويفضلُّها على ما سواها، ويبيِّن ذلك عندما أخرجه قومها منها، خرج فوقف بالحزورة، وهو مكان يقع خارج من مكة، التفت إليها وقال: ((والله إنَّك لأحبُّ بلاد الله إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت)) ودمعت عيناه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فمع أنه مرتبطٌ بالحبِّ لهذا البلد الأمين الذي فيه الكعبة؛ إلَّا أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم لم يتردَّد في الهجرة إلى المدينة عندما كانت مصلحة الإسلام تقتضي ذلك، وهكذا بقية أصحابه، هاجروا من بلادٍ شتَّى إلى المدينة المنورة. .... المزيد |
الحلقة الرابعةلقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحبُّ أقوماً، ومن هؤلاء: الأنصار، لما لهم من نصرة الدِّين والذَّود عنه، وقد صرَّح عليه الصَّلاة والسَّلام بحبهم، فقد روى أنسٌ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى النِّساء والصِّبيان مقبلين من عرس، قال: فقام النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: ((اللهم أنتم من أحب النَّاس إليَّ)) قالها ثلاث مرار، يعني الأنصار، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((آية الإيمان: حبُّ الأنصار، وآية النِّفاق: بغضُ الأنصار)). .... المزيد |