الحلقة الأولىالإيمان قول وعمل، له أركان عظيمة لا يتم إيمان العبد إلا بها وهي متلازمة، وينبغي للمسلم أن يتعلم معنى الإيمان، وأركانه، وأنه يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وأن يسعى لشرحه وتعليمه لمن لا يعلمه، فهذا من أعظم الواجبات. .... المزيد |
شهر رمضانإن دخول رمضان علينا مبعث للتفاؤل برب كريم رحيم ، ناصر لأوليائه، مذل لأعدائه، والتفاؤل تدريب للنفس على الثقة بالله، والرضى به عز وجل، ويتفاءل المسلم مع العمل، فإذا كان بلاء سعى الى رفعه، وتخفيفه، وإذا كانت نعمة سعى إلى شكرها واستثمارها، في طاعة الله، فلا يأس ولا إحباط ولا انكسار في حياة المسلم. .... المزيد |
الحلقة السادسة والعشرونلقد كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يبغض أموراً لله -تعالى-، فقد كان يبغض من صفات الرِّجال: المتشدِّقين، الثَّراثارين، المتفيهقين؛ كما قال صلَّى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربكم منِّي مجلساً يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقاً، وإنَّ أبغضكم إليَّ وأبعدكم منِّي مجلساً يوم القيامة: الثَّرثارون والمتشدِّقون والمتفيقهون، قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون)) والثَّرثار: هو كثير الكلام تكلفاً، والمُتشدقُ: هو المتطاولُ على النَّاس بكلامه، ويتكلَّم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، والمتفيهقُ أصلهُ من الفهق وهو الامتلاءُ، وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسعُ فيه، ويغربُ به تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره. .... المزيد |
الحلقة الرابعة والعشرونلقد بعث الله نبيَّه -صلَّى الله عليه وسلِّم- بالتَّوحيد، ومن ذلك: إفراد الله -تعالى- بعلم الغيب، فلا يعلم الغيب إلا هو سبحانه وتعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، وقد وسوس الشيطان لبعض البشر بمنازعة الله علم الغيب؛ فمن هنا صارت العرافة والكهانة في البشرية، ويدخل في أولئك المدَّعين لعلم الغيب: كُتَّاب الأبراج، الذين يزعمون معرفة حصول الأشياء المستقبلية، وهذا عدوان صارخ على التَّوحيد. .... المزيد |
الحلقة السابعة والعشرونإنَّ ليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان قطعاً، وأنَّها متأكِّدةٌ في أوتار هذه الليالي، وإن آكد هذه الليالي الأوتار هي ليلة السَّابع والعشرين، وفقد قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين))، وكان أبيٌّ -رضي الله عنه- يقسم: أنَّ ليلة القدر هي ليلة السَّابع والعشرين، ويستدل بأنَّ علامتها: أن تطلع الشَّمس صبيحتها ضعيفةً حمراء، وهي ليلة عظيمة فاضلة، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه، فينبغي الإجتهاد بالعبادة في هذه الليلة أكثر ما يمكن، وحتى الحيِّض لهن النَّصيب من الاجتهاد في الدُّعاء والأذكار والتَّوبة والتَّدبُّر، والتَّفكُّر ومدارس القرآن، وسائر أعمال الصَّدقة والبرِّ. .... المزيد |
الحلقة التاسعة والعشرونإنَّه إذا كان يوم التَّاسع والعشرين من رمضان جاز أن تخرج فيه زكاة الفطر، ولكنَّه من السُّنَّة أن تخرج قبل صلاة العيد، ولا يجوز التأخير عن ذلك، وإذا ثبت وأُعلن عن دخول شهر شوال؛ فقد أكملنا العدة، ويسن بعد ذلك التَّكبير لقول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، ويكون التَّكبير عامَّاً وفي كُلِّ مكان، ويبدأ التَّكبير من بعد صلاة المغرب ليلة العيد وينتهي بصلاة العيد. .... المزيد |
الحلقة الثلاثونيقول الله -عز وجل-: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} بعد انقضاء شهر رمضان، يبدأ التَّكبير من ليلة العيد، فيكون تكبير الله على ما هدانا إلى هذه الشَّرائع، وهذه الأحكام، وهذه الشَّعائر، ونحمد الله على تمام نعمة الصِّيام والقيام، وقراءة القرآن ، والأذكار، وصدقة الفطر، حيث أنَّ هذا التكبير وفرحة العيد تأتي في ختام هذه العبادات؛ ولحيث أنَّه قد ارتبطت أعيادنا بعباداتٍ هي من أركان الإسلام، فعيد الفطر يكون بعد ركن الصِّيام، وعيد الأضحى يكون بعد ركن الحج، وهذا ممَّا يثبت أنَّ أعيادنا عبادةٌ وتوحيدٌ لله عزَّ وجلَّ بخلاف أعياد غيرنا التي هي عبارةٌ عن شركٍ وفجورٍ وفسوقٍ، ولا يرتضيها الله -عزَّ وجلَّ-. .... المزيد |
الحلقة الخامسة عشرإنَّ الله -سبحانه وتعالى- ينصر من نصره، ويخذل من ضيَّع أمره، ولما نصر -رسوله الله وأصحابه- الله؛ نصرهم الله، على الرغم من أنهم تعرضوا لأحوالٍ شديدةٍ، وأيامٍ عصيبةٍ، وأمورٍ صعبةٍ مرت بهم، ولكن بالاستعانة بالله والتوكل عليه، وصدق الإيمان والإلتجاء إليه؛ نصرهم الله تعالى، وأشدُّ محنةٍ مرت على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه؛ محنة الأحزاب، فقدَّر الله أن ينصر جنده، ويردَّ أعددائهم بكيدهم، وحادثة الأحزاب التي حصلت للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه، من تكالب الأحزاب وحصارهم للمدينة، هي شبيهةٌ بحالة المؤمنين اليوم، التي تكالب عليها الأعداء ووحَّدوا صفَّهم ضدَّ أمة الإسلام، ولن يكون لنا نصر اليوم إلَّا بنصر الله، والتَّوكل عليه، واللُّجوء إليه. .... المزيد |
الحلقة الثالثة عشرإنَّ من أسباب النَّصر: الشُّعور بأنَّ النَّصر من عند الله والإيمان بذلك، والإلتجاء إلى الله والإلحاح عليه بالدُّعاء، وهذا كان دأبُه عليه الصَّلاة والسَّلام، وقد ضرب لنا المثل العظيم في الإقبال على الله، فقد كانت ثقته -صلَّى الله عليه وسلَّم- بمعية أعظم من ثقته بمن معه من الفرسان في غزواته التي غزاها، فلقد كان في غزوة بدر الكبرى أشدَّ تضرعاً لربه وإلحاحاً، حتى أن الصِّدِّيق رضي الله عنه يصبره ويواسيه، ويقول له: يا رسول الله لاتحزن إنَّ الله ناصرك ومنجزٌ لك وعده بنصره الذي وعدك، فنصره الله في تلك الغزوة نصراً مؤزَّراً. .... المزيد |
الحلقة الخامسة والعشرونإنَّ اللِّسان من أعظم الجوراح، وأشدِّها خطراً، فإن استُعمل فيما يرضي الله تعالى؛ كان وسيلةً عظيمةً في جني الحسنات، وسبباً لدخول الجنَّات، وإن استُعمل فيما يسخط الله ويغضبه؛ كان وسيلةً في جمع السِّيئات، وسبباً في دخول النِّيران، فبكملةٍ واحدةٍ يرفع الله العبدَ درجاتٍ عالية، وبكلمةٍ واحدةٍ يقولها الإنسان لا يلقي لها بالاً؛ يسخط الله عليه بها، ويهوي بها في دركات النِّيران أبعد ما بين المشرق والمغرب. .... المزيد |