الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
الدين فخر للمؤمن
عباد الله: يفخر المسلم أنه مسلم، يفخر المسلم، ويعتز بهذا الدين الذي شرع الله فيه من العبادات ما ليس عند أمم الأرض الأخرى كما نراه جلياً في هذا الزمان، فمن عندهم قرآن مثل هذا القرآن؟، ومن عندهم شهر مثل شهر الصيام؟، ومن عندهم زكاة كهذه التي نخرجها في المال؟، ومن عندهم قيام كهذه التي نصليها لله؟، ومن عندهم اعتكاف يخلو فيه القلب بالله كما هو في هذا الدين يا عباد الله؟، فهو إذاً فخر وعز يرفع به المسلم رأسه؛ لينظر ماذا شرع الله له؟
مواسم التجارة مع الله وفضلها
هذا الموسم العظيم الذي يزداد فيه الإيمان، هذا موسم التجارة مع الله ، وقد مضى أكثره، ومر مروراً سريعاً، فطارت أيامه وبقي القليل، ولكن هذا القليل هو: تاج رمضان، وأعظم ما فيه، إنها ليالي العشر، وما بقي منها، كان نبينا -عليه الصلاة والسلام- يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وكان الاجتهاد والاستغفار عاماً للأهل، وكان ﷺ يتفرغ لذلك تفرغاً تاماً؛ معرفة بفضل هذه العشر، فيعتزل النساء، ويجد في العبادة، ويحيي الليل، ويوقظ أهله، لا ينسى الآخرين من الخير، وهو حريصٌ عليه، وهو متفرغ له، ويعتكف العشر؛ لإصابة ليلة القدر؛ لأن من اعتكفها أصابها ولا بد، هذه ليلة عظيمة شريفة، إذا كانت ليلة القدر العمل فيها خير من عبادة ثلاثٍ وثمانين سنة، وإذا كانت الليلة قرابة اثني عشرة ساعة -يا عباد الله-، فمعنى ذلك أن كل ساعة من ساعات ليلة القدر العبادة فيها خير من سبع سنين، كل ساعة بسبع سنين، كل ساعة بسبع سنين، ليس فقط وقت الصلاة، ولكن حتى الساعات الأخرى الناس يصلون بعد العشاء ويذهبون، ويعودون مرة أخرى ثم يذهبون، لكن الفضل مستمر لكل الليلة، هل قدّرت -يا عبد الله- هذه النعمة؟ عندما يعطيك ربك ساعة بأكثر من سبع سنين بالعبادة، وهذه الليلة عبادتها خير من عبادة ثلاثٍ وثمانين سنة، أي عمر رجل معمّر، فما أكرمه لما علم قصر أعمار هذه الأمة عوضها بمواسم يستطيع فيها الإنسان أن يتفوق على من سبقه من الأمم في العبادة لو أراد، ولو كان عمره أقصر من أعمارهم، ومن أراد الاستثمار فهاهنا الاستثمار، ولما ذكر بعض العلماء صيام ستين يوماً في رمضان، قصد أن من أطعم كل يوم صائماً وفطّره كان له مثل أجره، فلو فطّر ثلاثين صائماً كان له مثل أجورهم، فكأنه صام ستين يوماً في رمضان، الأجور تتلاحق، المواسم عظيمة، الرب كريم، المضاعفات تعمل، ولذلك لا بد من التحري، ومعرفة قدر هذه الليلة الشريفة، وإصلاح القلب وجمعه على الله، يتعود الإنسان بالاعتكاف: المكث في المسجد، والانقطاع التام للعبادة، وأن يجرب شيئاً لم يجربه من قبل ربما، وأن يتعود على شيء لم يتعود عليه، لم يكن يدور في باله أنه سيصلي ساعات، أو أنه يمكث في المسجد يوماً كاملاً، ولكنه يفعل ذلك بالاعتكاف، وينتصر على نفسه في كسلها ودعتها، ينتصر عليها في لهوها ولعبها؛ لأنه الآن بدلاً من اللهو واللعب وإضاعة الأوقات إذا به يتفرغ للعبادة، يعرف طعماً للصلاة لم يكن يعرفه من قبل، يعرف طعماً لتلاوة القرآن لم يكن يعرفه من قبل، يعرف طعماً لانتظار الصلاة بعد الصلاة وهو في المسجد مرابط لم يكن يعرفه من قبل، يربي نفسه تربيةً ربما لم تمر عليه من قبل، يقلع عن أمور ضارة، ويتقلل من المباحات، ويحفظ لسانه، ويعكف على العبادة بعد العبادة، وينتصر على ملل النفس، النفس تمل وتكل، ولكن هاهنا الآن موسم عظيم، وآخرون يشتركون معك في العبادة، تقل فضول الكلام والطعام، يقل بطبيعة الحال التسلية، ويصطحب معه الإنسان ما ينفعه، ويُحضر قلبه عند تلاوة كتاب ربه، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ23 سورة الزمر، ما هو أحسن الحديث؟ هذا القرآن، ما هو هذا التشابه فيه؟ الحُسن والائتلاف، يشبه بعضه بعضاً في النظم، لا يوجد تفاوت في المستويات كما في كلام بعض الناس، قصائد بعض الشعراء هذه أحسن من هذه، وهذه المقالة أحسن ما كتبه فلان، القرآن متشابه في الحسن، والفصاحة، وصحة المعنى، والإتقان، وتصديق بعضه لبعض، ودلالة بعضه على بعض، وشرح بعضه لبعض، ولا تعارض بين أحكامه، ولا تناقض بين أخباره، مثاني: تثنى فيه القصص، والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير وأهل الشر، التقابل في العرض مؤثر، تثنى أسماء الله تعالى وصفاته، وهكذا في كل موضع، ما هو العلاقة بين آخر الآية وموضوع الآية؟، تدبر، تأمل، والقلب كالشجر، والقرآن كالماء يسقي هذا القلب، إذا كانت السُقيا مرة واحدة ربما يموت القلب، فإذا كانت السُقيا مراراً يحيا القلب، وهكذا القرآن بالنسبة للقلب، اسق قلبك -يا عبد الله- باستمرار، فيه تقشعر جلود الذين يخشون ربهم، ومنه تضطرب وتتحرك هذه الجلود، ثم تلين، تهدأ، تسكن، آيات الرحمة والترغيب بعد أن أقضته آيات العذاب والتخويف، تقشعر منه الجلود بالخوف من الله عند ذكر عذابه وبطشه، ثم تلين إذا جاء ذكر البركة والخير والجنة والسعادة وما أعد الله لأوليائه.
جزاء المتقين وبعض أوصافهم
يا عبد الله: لا تظنن أن قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ 13 سورة الانفطار، في الآخرة فقط، كلا، إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، في الدنيا وفي الآخرة، هو نعيم القلب، هو نعيم النفس، كم من صاحب مال شقي لم يسعده ماله، ولكن صاحب الإيمان أسعده إيمانه؟
يا عبد الله: إنهم إذا تُليت عليهم آياته يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا، وكان بعض السلف إذا مرت السجدة سجد، ثم يعاتب نفسه فيقول: هذا السجود فأين البكاء؟
الاعتكاف
الاعتكاف ولو ليلة، وبعض العلماء يقول بأقل من ذلك، فلو دخل من العشاء إلى الفجر أو إلى قبل الفجر ليدرك السحور لم لا؟ فهو يؤجر على جميع الحالات، لم لا يجرب الإنسان ساعات العبادة المتوالية كيف يكون طعمها؟ وماذا تكون نتيجتها، لكن لا بد أن يعد نفسه لذلك حتى تنجح التجربة، أن يصطحب معه ما يعينه، قد يكون مصحفاً بهامشه تفسيرٌ ميسر، ويكون أيضاً رفيق خير يعين على الطاعة وليس يضيع الأوقات بالكلام الجانبي، وكذلك فإن الاعتكاف ليس فقط تلاوة القرآن والصلاة، هناك قضية مهمة جداً -يا عباد الله- وهي محاسبة النفس، فتمر بك أيام عمرك التي سبقت، والسنون والشهور، فماذا فعلت فيها؟ هل من ذنب تتوب منه وتتذكره الآن؛ لتندم عليه؟ هل من خير فعلته، فترجو ثواب الله، وتسأل الله القبول؟ هل من تقصير فتستدرك؟ راجع في الاعتكاف حياتك الاجتماعية، راجع مسيرتك وأفعالك، حاسب نفسك، ماذا فعلت؟ ماذا يمكن أن تفعل؟ وهكذا، ثم تدبر في الكتاب العزيز أعكف عليه وعلى معانيه على كلماته وترتيب آياته، وما هي الأشياء التي تفهم وتستنبط، وماذا قال أهل العلم؟ ولذلك تعيش في جوٍ آخر في الجنة مع أهل الجنة، وكذلك مع أهل النار تشعر بهذا الخوف العظيم من عذابهم، فتستعيذ بالله وتنفر مما يؤدي إلى النار، وأيضاً مع أنبياء الله تعيش في حياتهم، سيرتهم، صبرهم، جهادهم، دعوتهم، قيامهم لله بالحجة بالبلاغ، أنت تعيش مع الصالحين، مع الأخبار التي جاءت في كتاب الله عنهم، أنت تعيش مع ماذا يطلب الله من العبيد، وأوله التوحيد.
عباد الله: هذا الاعتكاف الذي لا يخرج منه الإنسان حتى لعيادة مريض، ولا اتباع جنازة، ولكنه على أجر أعظم منهما، وإلا لخرج النبي ﷺ لذلك، هذا الاعتكاف الذي يستحق أن يستأذن، ويأخذ إجازة الموظف لو يوم لكي ينفذه، لكن لا يجوز أن يغيب عن عملٍ بلا إذن من أجل أن يعتكف وهو يجب عليه عمل آخر، وللمرأة أن تعتكف إذا أذن زوجها، هذا الاعتكاف؛ لإصابة ليلة القدر.
نسأل الله أن يجعلنا من أهلها، وممن ينال بركتها، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، أشهد أن لا إله إلا الله حقاً، وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة صلى الله عليه وعلى آله وذريته وأزواجه وخلفائه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ليلة القدر
عباد الله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ2 سورة القدر؛ لشرفها، وعظمها لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم 3-4 سورة القدر، لا ينزلون إلا بإذن مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ4- 5 سورة القدر، كثيرة الخير، كثيرة البركة، عظيمة القدر، تنزل فيها رحمات مغفرة، تُقَدّر فيها مقادير الخلائق من الأرزاق والآجال من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة، هذه ليلة القدر مصيرية، يعني تتوقف عليها السنة كلها التي ستأتي من صحة، ومرض، وإنجاب، وعقم، وحياة، وموت، ورزق، ومنع، وضيق، وسعة، وهكذا من شدة ورخاء، كله يكتب في هذه الليلة، يفصل من اللوح المحفوظ إلى صحف الملائكة، فيُرى الإنسان يمشي بين الناس، وهو ميت من أهل هذه السنة، معروف في صحف الملائكة، ولذلك عندما تسأل ربك في هذه الليلة ما يكون من بركة، ورحمة، ومغفرة، وصحة، وخير، ورزق، وسعة ستصيب أجراً عظيماً، وخيراً عظيما، ولذلك من حرم خيرها فقد حرم، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، يصدق بوعد الله، ويطلب الأجر، والدعاء فيها عظيم، ولذلك كان بعض السلف يقدم الدعاء فيها على عباداتٍ أخرى، هي ليلة سمحةٌ بلجةٌ منيرةُ طلقةٌ معتدلةٌ، لا يرمى فيها بنجم ولا شهاب، في الوتر من هذه العشر، سالمة من الشيطان وسالمة من العذاب، الملائكة فيها في الأرض أكثر من عدد الحصى.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، وهكذا أخفاها ربنا لنجتهد من أجله؛ لتحصيلها، ومن اعتكف العشر الأواخر أصابها قطعاً.
توالي الطاعات
عباد الله: من عظمة دين الإسلام أن العبادات فيه متوالية، وأن بعضها يكمل بعضاً، هذا الصيام يكمله زكاة الفطر بعده مباشرة، ثم تأتي نوافل مثل السنن البعدية للصلاة: ستاً من شوال، صدقة الفطر هذه ختم الله بها الشهر؛ طهرة للصائم من اللغو والرفث، إذاً هي مهمة؛ لأن هناك خروقات وقعت فما يرتؤها؟ زكاة الفطر؛ طعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، لم تعد لها منزلة زكاة الفطر، إذاًَ تطهير للصائم، وطعمة للمساكين؛ لأن يوم العيد ينبغي أن لا ينشغلوا فيه بتحصيل الطعام، وإنما يفرحون مع سائر الناس، ولا يكون الفقير مهموماً بلقمة عيشه، ولا يتألم أهله من الجوع، ولذلك صارت صدقة الفطر لهم، هذه فرض على كل مسلم صام أم لم يصم، لو قال: عنده مرض مزمن، هي حامل، عليه زكاة الفطر، حتى من كان في المهد صيبا، تجب بغروب الشمس من آخر يوم من رمضان، يعني من كان موجوداً قبل هذا فعليه الفطرة، ومن مات بعد غروب الشمس ليلة الفطر فعليه الفطرة: صاع من طعام ثلاثة كيلو طعام تقريباً من الرز من التمر من القمح من طعام البلد، طعام فرضها رسول الله ﷺ طعاماً وليست نقداً، النقد له زكاة النقدين والصدقات المالية الأخرى، يُحس الإنسان بالمسؤولية الاجتماعية في الإسلام عن أهله في صدقة الفطر؛ لأنه مكلف أن يخرج عنه وعنهم، عمن ينفق عليهم من الزوجات والأقارب، ويخرج الزوج عن مطلقته الرجعية لا الناشز ولا البائن، وكذلك فإن الأب لو زكى عن الأولاد الكبار المتزوجين فهي مجزئة، وربما يسر بعض الآباء ذلك، فالمهم أن يعرف الولد قبله، وأن يكون عنده علمٌ ورضا بذلك ولا يجب إخراجها عن الموظفين، ومن الموظفين السائقون والخادمات، فلا يجب، وإذا أراد الأجر، فأخرج عنهم بعد أن يخبرهم بإذنهم، فتجزئ عنهم، ويؤجر على ذلك، طعامٌ يقتاته الناس وليس نقداً، ويجوز أن تخرج قبل العيد بيوم أو يومين، يوم ثمانية وعشرين أو تسعة وعشرين، إذا كان الشهر ثلاثين صارت ثلاثة، فيجوز أن يخرجها في الثامن والعشرين أو التاسع والعشرين أو الثلاثين إذا كان رمضان ثلاثين، والمستحب قبل صلاة العيد، فيسأل عن مكان الفقير، ويُعَيّن بيته مثلاً وهو خارج صلاة العيد يضعها عنده، أو يسلمها لوكيله، ولا بأس أن يوكل الإنسان من الآن لكن الوكيل يخرجها في الوقت الشرعي، ومن المهم أن يتابع الموكل الوكيل أخرجت؟، حتى تبرأ الذمة؛ لأن بعض الناس ينسى، وبعض الوكلاء يهملون المتابعة مهمة، ولا تؤخر عن صلاة العيد، وهي للفقراء والمساكين، وقال بعضهم: لأهل الزكاة، أما في بناء المساجد والمشاريع الخيرية ونحو ذلك فلا يجوز وضعها فيها، تعطى فطرة الواحد لجماعة، أو الجماعة لواحد، وكذلك تعطى في البلد الذي أفطر فيه الصائم، ولا بأس بنقلها للحاجة خصوصاً إذا لم يجد فقيراً، وما أكثر الفقراء فيما حولنا.
بعض أحكام العيد
عباد الله: لو وافق العيد يوم جمعة، من صلى العيد وشهده سقطت عنه الجمعة لكن لا تسقط عنه الظهر، ولا تفتح المساجد لصلاة الظهر، لا تفتح إلا الجوامع للجمعة في ذلك اليوم، ومن صلى العيد ولم يرد صلاة الجمعة يصلي بأهله ظهراً، والنبي ﷺ قال: من شاء أن يصلي فليصل، لكن قال: وإنا مجمعّونسنن أبي داود(1075)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود - (1 / 2)، فهو أتى لصلاة الجمعة كما أتى لصلاة العيد.
اللهم تقبل منا أجمعين، وتب علينا يا أرحم الراحمين، واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، اشف مريضنا، وارحم ميتنا، واهد ضالنا، ورد غائبنا، واجمع على الحق كلمتنا، اللهم إنا نسألك في هذه الساعة في هذا المقام في هذا الشهر أن لا تفرق جمعنا إلا بذنب مغفور، وأن تجعلنا من العتقاء من النار يا أرحم الراحمين، اللهم نحن عبيدك وأنت ربنا وإلهنا وسيدنا ومولانا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا سواك دعوناك فأجب دعوتنا، وارزقنا وأنت خير الرازقين، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، وأعذنا من عذاب النار، وحسّن أخلاقنا يا أرحم الراحمين، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، آمنا في الأوطان والدور، وأرشد الأئمة وولاة الأمور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.