الخميس 20 جمادى الأولى 1446 هـ :: 21 نوفمبر 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

وظيفتنا في العشر الأواخر


عناصر المادة
الخطبة الأولى
بيان للمفتي بشأن خروج الشباب للجهاد في الخارج
العشر الأواخر والعمل فيها
طلب ليلة القدر وفضلها
الاعتكاف وأحكامه
الخطبة الثانية
أحكام زكاة الفطر
صلاة العيد وأحكام يوم العيد

الخطبة الأولى

00:00:05

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل لله، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

بيان للمفتي بشأن خروج الشباب للجهاد في الخارج

00:00:26

فقد أظلتنا هذه العشر العظيمة، وفيها من الفرص والأعمال ما ينبغي للمسلم أن يشتغل به، وقبل أن نشرع في ذلك أيها الأخوة المسلمون، أذكر ما صدر عن سماحة المفتي العام للملكة، بشأن خروج الشباب للجهاد في الخارج، من بيان صدرت التوجيهات بنشره، وإذاعته، وتعميمه في خطب الجمعة وغيرها، وقد اشتمل على وجوب التناصح بين المسلمين، والتواصي بالحق لقوله تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّسورة العصر3، ولقول النبي ﷺ: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه[رواه البخاري 13 ومسلم 45]، وقد أراد سماحة المفتي في بيانه أن يبين لأبنائه من باب الشفقة عليهم، وما لديهم من الحماسة الدينية والغيرة، ألا يقدموا على عمل من الأعمال إلا بعد أن يكون لديهم علم يميزون به بين الحق والباطل، حتى لا يكون الجهل سبباً لاستدراجهم وللإيقاع بهم من أطراف مشبوهة، وأجهزة خارجية، تعبث بهم باسم الجهاد، ويحققون بهم أهدافهم، وينفذون بهم مآربهم، ويستعملونهم في عملياتٍ كثيرة مشبوهة، حتى صار عدد من الشباب سلعة تباع وتشترى لأطراف مختلفة، ولأهداف وغاياتٍ لا يعلم حقيقتها إلا الله ، وأن تحذيره قد سبق من هذا الأمر لاضطراب الأوضاع، والتباس الأحوال، وعدم وضوح الرايات، وأهمية طاعة ولاة الأمر، وعدم خلع البيعة، والتحذير من الوقوع فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد، والحيلولة بينهم وبين استغلالهم من أطراف خارجية، وأن الجهاد خلف ولاة الأمر قد انعقد عند علماء الأمة القيام به خلفهم؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله: "هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم وإن جاروا وظلموا" وكذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: "ويرون إقامة الحج، والجهاد، والجمع، والأعياد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً"، وهذا مستقر عند أهل السنة والجماعة، كما قال النبي ﷺ: إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه، ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله وعدل كان له بذلك أجر، وإن قال بغيره فإن عليه منه[رواه البخاري2957 ومسلم 1841]، وعلى هذا جرى إجماع الصحابة ، ومن بعدهم من سائر المسلمين، والتحذير من المخالفة، ومن الجهل بحقيقة الحال، ووجوب تقوى الله ، وعدم الزج بالشباب في ميادين تختلط بها الرايات، وتلتبس فيها الأمور، وكذلك حذر المفتي في بيانه من الولوغ في أمور لا يعرف حقيقتها، وفيها إلحاق الضرر بالبلاد والعباد، ثم ختم بيانه فقال: "وواجب الجميع تقوى الله ، والتبصر في حال الأمة، والعمل وفق شرع الله، والصبر في طريق العلم، والتعليم، والدعوة، وعدم الاستعجال، والتهور، وليعلم الجميع أن الأيام دول، وأن الله ناصر دينه، وأن العاقبة لأهل التقوى، فالنصيحة أن نجتهد في تعليم الناس التوحيد، ونحملهم عليه، وعلى القيام بحق الله ، وهذا واجب العلماء، والدعاة، و طلاب العلم، مع إعداد القوة، والتهيؤ للعدو، وهذا من واجبات ولي الأمر"، ثم أوصى أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين، وحث العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس، والأخذ على أيدي الشباب، وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع، وختم بيانه داعياً الله أن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا، كما سأل المولى أن يعز دينه، ويعلي كلمته، وينصر عباده الموحدين، وأن يحفظ هذه البلاد، وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ولا شك أن الاشتغال بتعليم العلم الشرعي، والدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء، وأنه يجب على الجميع من الشباب وغيرهم الانضباط بالعلم الشرعي، وألا يقدموا على أي عمل فيه إلحاق لأي ضرر ببلاد المسلمين، وعباد الله تعالى، ولا شك أن القصد الطيب، والعمل الصالح لابد أن يكون وفق منهاج الكتاب والسنة، وأن الخروج عن ذلك يؤدي إلى الفساد، وهذا الوقوع في أعمال ليست منضبطة بالدليل الشرعي لاشك أن فيها من حصول الفساد ما فيها، فالواجب الحذر الحذر مما يغرر بهم، والوقوع فيما فيه إلحاق ضرر ببلاد المسلمين وعباد الله.

العشر الأواخر والعمل فيها

00:06:44

عباد الله: نحن في العشر الأواخر قد نزلت بنا، وفيها من الخيرات والأجور الكثيرة ما فيها، والنبي ﷺ كان يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها، لما جاء عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره، كان يشد مئزره، كناية عن اعتزاله للنساء بالاعتكاف في بيت الله تعالى، والاعتكاف يناقضه إتيان النساء، ولذلك شد المئزر معناه: التباعد عن النساء تشاغلاً بالعبادة، قالت: "وأحيا ليله" أي: بالصلاة، وطاعة الله تعالى، وذكره، ودعائه، "وأيقظ أهله" [رواه البخاري2024].

وفي هذا الاجتماع على طاعة الله، وعدم نسيان الأهل من الخير، وفي كثير من البيوت يغط أهلها في نوم عميق؛ لأن وليهم لا يقيمهم للصلاة، ولا يأمرهم بها، والواجب أن ننتهز هذه العشر العظيمة في تربية أهلنا على الطاعة والعبادة، وإذا لم يكن منا اهتمام بهم في هذه العشر فمتى سيكون، ومتى ستأتي أيامٌ في مثل هذه الأيام من الفضل حتى ننتهزها، فرصة لترسيخ معاني العبادة والإيمان في النفوس.

طلب ليلة القدر وفضلها

00:08:14

عباد الله: إن المؤمن دائماً يأمر أهله بالصلاة، والزكاة، ودائماً يحذرهم غضب الله، ويقيهم ونفسه ناراً وقودها الناس والحجارة، ولكن هذه الأيام فيها زيادة في الاجتهاد، والتشمير في طاعة الله تعالى، ومعرفة شرف الليالي، وطلب ليلة القدر التي من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، لاشك أنه دليل الإيمان؛ لأن المؤمن تتحرك نفسه لعبادة الله في الأوقات التي يحبها الله ويفضلها الله تعالى على غيرها، ولذلك فإن العابد لله يجتهد في هذه الأيام محبة لربه؛ لأن المحب ينظر في محبوبات من يحبه فيأتيها، فإذا صدقنا في محبة الله، وجب أن نجتهد في هذه المواسم التي يحبها الله تعالى، وندبنا إلى طاعته فيها، وفتح لنا الأبواب، وأعطانا الفرص، إن عبادة هذه الليلة خير من ألف شهرٍ، أكثر من ثمانين سنة، عمر إنسان معمر تعاطها يا عبد الله في ليلة واحدة، فيا فرحة من انتهزها بطاعة الله، ويا خسارة وغبن من فوت الفرصة الثمينة على نفسه وأهله، والعبادة تحتاج إلى مصابرة، ولا شك أن طول القيام يتعب الأقدام، ويؤلم الأجساد، ولكن المسلم يكابد ذلك ويعانيه، ويصابر من أجل نيل رضا الله ، وكذلك فإن المغريات في هذا الزمان أكثر من زمان السلف بكثير، ولا مقارنة بين زماننا وزمن السلف في المغريات والملهيات، ولذلك فإن الصبر عليها في زمننا أكثر أجراً من الصبر عليها في زمن السلف، ولماذا جعل النبي ﷺ للصابر في آخر الزمان أجر خمسين منكم أي من الصحابة؛ لأن ربنا الذي أوحى إلى نبيه ﷺ في هذا الأجر العظيم، للصابر فيهن أجر خمسين منكم، يعلم أن الزمن المتأخر سيكون في الفتن، والملهيات، والمغريات، والأشياء التي تصرف عن الطاعة مالا يوجد في الزمن المتقدم، مالم يوجد في الزمن الأول، فلم يكن عندهم تقنيات، وشاشات، والشيوع للمحرمات، وإغراء بها، ونشر لها كما يوجد في هذه الأيام، فانتهز الفرصة يا عبد الله بالمصابرة لأجل الطاعة، واترك اللهو، قال تعالى: قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِسورة الجمعة11فهذا اللهو الذي يشغل عن الطاعة، ينبغي التباعد عنه، ونسيانه في هذه الأيام وفي غيرها، فكيف وقد قام السوق، وقد فتحت الأبواب، وتزينت الحور للخطاب، هذه مواسم الخير العظيمة قد وردتنا من ربنا، وأناس لم يحضروها قد غيبوا تحت التراب، فما بالك يا عبد الله وقد خوطبت بهذا الخطاب الذي يأخذ بالألباب، وكانت الوصية من الرب الذي أنزل الكتاب بأن تجتهد في طاعته وعبادته حتى تنال جزيل الثواب.

كان النبي ﷺ يعتكف العشر الأواخر رجاء إصابة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه[رواه البخاري35 ومسلم760]،إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَسورة الدخان 3مباركة، وليلة فيها نزل القرآن من عند الله الحكيم العليم، وكان الفصل بين اللوح المحفوظ إلى الكتبة، وهذا الفرق يفرق فيها كل أمر حكيم، ما في هذه السنة من الأرزاق، والآجال، والخير و الشر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة لتنفيذه، هذه الليلة ينزل الله فيها في صحف الملائكة التعليمات، والأقدار بالآجال والأرزاق، وما يقسمه تعالى بين عباده، فإذا أصابتها فهذا من مصلحتك للعام القادم كله، فمصير السنة القادمة وما فيها في ليلة القدر يفصل فيها، يفرق فيها كل أمرٍ حكيم، إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِسورة القدر1وما أدراك لشرفها، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِسورة القدر2 في ثوابها، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍسورة القدر3، وفيها نزول الملائكة الذين هم في الأرض أكثر من عدد الحصى، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُسورة القدر4 وجبريل كذلك ينزله الله إلى الأرض، فإذا نزل الروح الأمين، والملك الكريم، ذو المرة من أجلنا، والملائكة من أجلنا بإذن ربهم، يتنزلون من كل أمر، منه سبحانه، إنهم يكونون معنا في الطاعة والعبادة، وبركة حضور الملائكة عظيمة، وهذه الليلة سلام، سالمة من العذاب، والشر بالنسبة لأهل الخير، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِسورة القدر5، إنها مباركة بكثرة خيرها وفضلها، إنها شريفةٌ، جليلةٌ، عظيمة، لقد رفع الله تعيينها لمصلحتنا، لأنها لو عينت وخصصت بشيء معلوم لنا؛ لما اجتهد الناس إلا هذه الليلة المعينة، لكن رفع الله تعيينها بسبب تلاحي رجلين، وهذا يبين سوء الخصومة بين المسلمين، لكن كان ذلك السبب من الشر في النهاية خيراً للأمة، وهذا يبين أنه ليس في أفعال الله وتقديره شرٌ محض، ففيها خير للأمة من جهة أنها ستتوجه إلى تحري الليلة فتزداد خيراً، وتزداد أجراً، وتزداد فضلاً، ثم قلوبهم تترقب معنى الرجاء في إخفاء ليلة القدر أكثر منه عند تعيينها، فتعلق القلوب بالقبول والثواب وإصابة ليلة القدر أكثر عندما تكون مخفية، ولذلك اقتضت حكمته أن يخفيها عن عباده، فقال ﷺ: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان[رواه البخاري2020] وفي الأوتار أقرب منها في الأشفاع، كما قال ﷺ تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان[رواه البخاري2017]، وهي في السبع الأواخر أقرب؛ لقوله ﷺ: أرى رؤياكم قد تواطأت يعني اتفقت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر[رواه البخاري2015 ومسلم 1165]، وقال: التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي[رواه مسلم 1165]، وكذلك فقد ذكر كثير من العلماء أنها  تنتقل فتكون في عام ليلة، وفي عام آخر ليلة أخرى تبعاً لمشيئة الله وحكمته، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، ولكنها يمكن أن تكون في غيرها.

قال ابن حجر رحمه الله: أرجح الأقوال أنها في وتر من العشر الأخير، وأنها تنتقل، ومن كان جاداً في طلبها، حريصاً عليها، يريد إصابتها، فسيجتهد في العبادة، وقد حصل في عهد النبي ﷺ إشارة إلى أنها في ليلة واحد وعشرين تارة، وإلى أنها ليلة ثلاثٍ وعشرين تارة، وإلى أنها ليلة سبعٍ وعشرين تارات، ولذلك ينبغي للمسلم الاجتهاد إلى نهاية الشهر لأنها قد ورد أيضاً أنها في آخر ليلة من رمضان.

وأما علامتها: فبعد أن تنتهي، تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، تصبح الشمس يومها ضعيفة حمراء، وهي ليلة مضيئة، بلجة، منيرة، لا يرمى فيها بنجم، ولا ترسل فيها الشهب، هذه الليلة التي فيها الشرف العظيم، والخير الوفير، هنا يعتكف العباد لأجلها، وهنا يواظبون على صلاة القيام والتهجد لإصابتها، هنا يجتهدون، ويسكبون العبارات، ويرفعون الأيدي، ويسألون ويكثرون من قول: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عني، هنا يتبعون السنة، ويجتنبون البدع، وهنا يريدون أن يكونوا من أهل الخير الذين أصابوها، وقد أصابها قبلهم من أصابها من المؤمنين على مر العصور السابقة، فهل لك -يا عبد الله- أن تلتحق بالموكب الشريف الذي مضى؟

وأيضاً: فإنه لا بأس لمن لا يستطيع إكمال الصلاة مع الإمام؛ أن يصلي في بيته، ولا يترك إتمام الصلاة، وإتمام الصلاة مع الإمام بجزئيها وقسميها هو الذي ينطبق عليه حديث النبي ﷺ: من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة[رواه الترمذي806 وصححه الألباني في الجامع الصغير2417] فإذا خشي ألا يستطيع إكمال الصلاة، أو كان عنده من العمل ما يمنعه من السهر، فإنه يكملها وحده في بيته، ولا يترك إكمال قيام الليل، ولو قام بعضها في مسجد، وبعضها في مسجد آخر فلا بأس، ولو أنه أراد أن يزيد بعد انتهاء صلاة الإمام والوتر في مسجد آخر، أو في بيته؛ صلى مثنى مثنى، ولا يعيد الوتر.

عباد الله: لا يجوز أن تكون العبادة النافلة مودية إلى تفويت الفريضة، ولذلك في غمرة الاجتهاد يجب اتخاذ كل الأسباب للقيام لصلاة الفجر، وصلاة الفجر وما أدراك ما صلاة الفجر، وكثير من الناس تساهلوا فيها سابقاً، فلا يجوز أن يكون في مواسم الخير تساهل فيها بحال، والسلف كانوا يصلون في آخر الليل فلا يبقى للفجر إلا بالكاد وقتاً للسحور، ولذلك قال عبد الله بن أبي بكرٍ عن أبيه قال: "كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة فوت السحور"، وفي حديث السائب، أن القارئ كان يقرأ بالمئين -يعني مئات الآيات- حتى كانوا يعتمدون على العصي، فما كانوا ينصرفون إلا في فروع الفجر، ولذلك فإن القيام في آخر الليل ومده إلى قرب الفجر من فوائده تحصيل السحور، وتحصيل صلاة الفجر.

واعلموا -رحمكم الله- أن الاستغفار بالأسحار مما ورد في كلام العزيز الغفار، فإنه أثنى تعالى على القانتين، وعلى المستغفرين بالأسحار، فإذا جمعت بين القنوت، وهو طول القيام والاستغفار بالأسحار؛ فإنه يرجى لك خير عظيم يا عبد الله، وإذا ختمت القرآن فإن من هدي السلف الدعاء، فلا حرج أن يدعوا بعد ختم كتاب الله تعالى كما كان أنس رضي الله تعالى عنه يفعل مع أهله، وقد وجد بحمد الله من العبّاد في هذا الزمان ما ذكرنا بأيام السلف، فوجد من يصلي بالليل من بعد العشاء إلى الساعة الثالثة، ووجد من يختم القرآن في ثلاث ليالٍ في القيام، ووجد من يختمه في أقل حتى خارج الصلاة، وناس لهم ختمات نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا، أناس لهم ختمات في هذا الشهر، وكذلك فإن من عباد الله من يسارع إلى بيته تعالى، يرجوا حجة؛ لقوله ﷺ عمرة في رمضان تعدل حجة[رواه مسلم 1256] العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما[رواه البخاري1773]، هذه العمرة إلى العمرة تنفي الفقر والذنوب، وهذه العمرة من فعلها وفق السنة، وأراد بها وجه الله، لا رياء، ولا إيذاء للناس، فإن له أجر عظيم.

وأيضاً: فإنه لا بد من التفقه في أحكام العمرة، وفي محظورات الإحرام حتى يجتنبها، وفي واجبات هذا العبادة العظيمة حتى يقوم بها، ونسأل الله أن يزيدنا فقهاً في دينه، وأن يوفقنا للمزيد من فضله، وأن يجعلنا ممن يجتهد في عبادته، وأن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته.

الاعتكاف وأحكامه

00:23:30

عباد الله: إن الاعتكاف: وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى من أعظم القربات والخيرات، حتى أن العلماء لما ذكروا أن العبادة ذات النفع المتعدي أفضل من ذات النفع اللازم، إلا الواجبات التي لا بد من القيام بها، فإنهم استثنوا الاعتكاف من هذه القاعدة، وقالوا: إن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أفضل من تعليم العلم، مع أن تعليم العلم في الأصل أفضل لأن نفعه متعد، وليس بقاصر على الشخص، والاعتكاف نفعه قاصر على الشخص، لكن لفضل الاعتكاف، وعظم أجر الاعتكاف قالوا: بأن الاعتكاف في ليالي العشر الأواخر من رمضان يقدم على تعليم العلم، ومجالس الإقراء، والحديث؛ لفضله، وأجره، وفعل النبي ﷺ له، ومواظبته عليه، و لما فيه من إصابة ليلة القدر، لأن الذي يعتكف العشر الأواخر سيصيبها قطعاً.

إن الاعتكاف خلوة هذه الأمة، فقد كان الرهبان يعكفون في المغارات، والكهوف، لكن في ديننا ليس هنالك رهبانية مبتدعة، فمعنى الخلوة أين يكون؟ الخلوة بالله مهمة، فيكون في مثل الاعتكاف، ويكون في مثل قوله ﷺ ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه[رواه البخاري660 ومسلم 1031] لكن لا يلزم من هذه الخلوة ترك المجتمع، والتباعد عن الأهل بالكلية، لا، بل يقوم بحقوق الناس، لكن هذه الأيام تعد لها عدتها.

هذا الاعتكاف فيه قطع العلائق عن الخلائق، والاشتغال بعبادة الخالق، هذا الاعتكاف فيه تقوية الصلة بالله، والأنس به سبحانه، هذا الانقطاع لله يورث في النفس فرحاً، هذا الاعتكاف الذي صار في كثير من الأماكن سنة مجهولة قل من الناس من يفعله، وبعضهم يستصعبه جداً فإذا جربه مرة وجد له حلاوة، وقد يقول: وكيف أنام، وكيف آكل، وأين، ولكن المسألة سهلة؛ لأن هذا الحطام الفاني إذا خالف الإنسان فيه عاداته المألوفة لله تعالى؛ دربه ذلك على خير كثير، وصارت تربية لنفسه، هذا الذي يتباعد عن لذة الراحة، وشهوة الزوجة، لتطمئن نفسه بقراءة القرآن، والتوبة، والمحاسبة، وعمارة الوقت بالطاعة، فيحمي قلبه من كثيرة الخلطة، وكثرة النوم، هذا الذي يجعله صحيح القلب، بل حتى فيه صحة للجسد، هذا الذي يكون في بيوت الله وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِسورة البقرة187هذه المساجد التي تتفاوت في فضلها بأقدميتها، وكثرة عدد من فيها، وأفضلها المساجد الثلاثة، ولذلك جاء التأكيد على الاعتكاف فيها، لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِسورة التوبة108هذه الأقدمية، وبيت الله الحرام أول بيت وضع للناس، وهو رأس المساجد في العالم الذي يعتكف فيه المسلم.

والاعتكاف يمكن أن يكون يوماً وليلة، وهو صائم، بل يمكن أن يكون ليلة عند عدد من العلماء من المغرب إلى الفجر، فهذا ينتفع به الموظف الذي لا يستطيع أن يعتكف العشر، فيعتكف في آخر الأسبوع، وكذلك يعتكف ليلة، بل إنه لو أخذ إجازة رسمية من العمل لأجل الاعتكاف لم يكن ذلك بشيء كثير، بل هو قليل فيما يكون من أجره وثوابه، ولكن تضييع الأعمال سواء كانت إمامة المساجد، أو الوفاء بالعقود، لا يجوز من أجل الاعتكاف؛ لأن ذاك واجبٌ، وهذا مستحب.

عباد الله: نسأل الله في مقامنا هذا، في ساعتنا هذه، في بيته هذا، أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وألا يفرق هذا الجمع إلا بذنب مغفور، وأن ينزل رحماته وبركاته علينا، وأن يسبغ نعمته وفضله علينا، وأن يجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا.

أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

00:28:59

الحمد لله أهل التقوى وأهل المغفرة، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، رب الأولين والآخرين، وخالق الدنيا والآخرة، أشهد أنه الحي القيوم، رحمنا ووفقنا لأن نكون من المسلمين، وفتح لنا أبواب الطاعات، وأنعم على من يدخلها بالخير العميم والثواب الجزيل، فهو رب كريم سبحانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين، صادق الوعد، إمام الحنفاء، وحامل لواء الحمد، صاحب الحوض المورود، والشافع المشفع يوم الدين، حبيبنا وإمامنا وقدوتنا، وأسوتنا وقائدنا محمد ﷺ، اللهم صل وسلم وبارك عليه، اللهم اجعلنا من أهل سنته، اللهم اجعلنا من أتباعه، اللهم اجعلنا من حملة شريعته، اللهم اجعلنا به مقتدين، وعلى طريقه سائرين وعلى سنته وبها مستمسكين إلى مماتنا نبعث عليها يوم الدين، وأشهد أنه الرحمة المهداه مصطفى الله من خلقه، وأمينه على وحيه، اللهم صل وسلم عليه، وعلى آله، وخلفائه، وأزواجه، وذريته الطيبين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: من اعتكف في المسجد فلا يخرج منه إلا لحاجة لا بد منها؛ كقضاء الحاجة، وغسل الجنابة، والطعام إذا لم يوجد من يأتي به إليه، ويكون في أقرب الأماكن بأقصر الأوقات، ولذلك فإن العلماء قالوا: لا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه، ولا يجيب دعوة، ولا يشهد جنازةً، والاشتراط مفيدٌ فيه بما لا يعود على الاعتكاف بالنقض، ويتنافى معه، ولذلك لا يجيز العلماء الاشتراط أن يخرج للعمل؛ لأن الخروج للعمل طويل يتنافى مع حقيقة الاعتكاف وشرط الاعتكاف، فإذا حصل له أثناء الاعتكاف ما يوجب خروجه من مرض شديد يحتاج إلى مداواة ونحو ذلك فإنه يخرج لأجل هذه الضرورة.

عباد الله: إن كثرة النوم بالنهار، وتضييع الصلوات ليست من الدين، والاعتكاف يساعد على الالتزام بأوقات الصلوات الخمس، وليس من مقصوده أبداً إحضار ما هو خارج المسجد إلى داخل المسجد بالجوالات، والأجهزة، بل تفرغ وامتناع عن فضول الكلام، هو في الحقيقة رباط؛ لأنك تدرك به صلاة بعد صلاة في المسجد.

أحكام زكاة الفطر

00:32:18

وفي هذه العشر يخرج الناس في نهايتها زكاة الفطر طهرة للصائم، عبادة عظيمة شرعها لنا ربنا رفقاً بالفقراء، وإغناءً لهم عن السؤال يوم العيد، وكذلك فإنه لا يخلو صوم الصائم من خرق لغو، ورفث، وغيبة، وكذب، ووزر، وإيذاء فكيف يرقعه؟ بهذه العبادة، زكاة الفطر، فرضها رسول الله ﷺ، فكل من عنده زيادة على نفقته، ونفقة أهله يوم العيد يلزمه أن يخرج زكاة الفطر، فيخرجها الإنسان عن نفسه، وعن من ينفق عليهم من الزوجات والأقارب، فلا يدخل فيهم الموظفون، والسائقون، والخدم؛ لأنهم مستقلون برواتب، ولهم نفقاتهم، فإذا أراد أن يخرج عن أحدٍ استأذنه، فإن وافق أخرج عنه، وهو مأجور، وقد أجزأت عن المخرج عنه، سواء كان مستغنياً، وسواء كان فقيراً، فإنه لا حرج في ذلك، أما من تلزمك نفقتهم شرعاً فإن إخراج الزكاة عنهم أمر واجب.

وعندما حصل كلام في قضية إخراج الزكاة من النقود أو من الأطعمة، ورجعنا إلى السنة، ووجدنا أن النص فيها قد جاء على الطعام، روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نعطيها في زمان النبي ﷺ صاعاً من طعام.[رواه البخاري1506] وفي الحديث الآخر: فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعاً من طعام.[رواه البخاري1503]، ولما صارت قضية ارتفاع الأسعار في السلع عرفنا جزءً من فائدة إخراج الطعام، فالنقود تزيد وتنقص، وتختلف التقديرات فيها، لكن الطعام موجود أمامك، وعندما ترتفع الأسعار فأنت تخرج من الطعام بصاع النبي ﷺ عن الذكر والأنثى، والكبير والصغير، فإذا قال إنسان: هل يجوز أن ننتقل من الأغلى إلى الأرخص من الرز إلى القمح؟

الجواب: نعم. يجوز ما دام من طعام الآدميين، وليس رديئاً لا تقبله النفوس، وكلما كان أغلى وأعلى كان عند الله أطيب وأكثر أجراً، كلما كان الصنف المخرج منه أرغب للفقراء والمحتاجين، وأنفس عند أهله؛ كان أجرك في إخراجه أعلى وأكثر عند رب العالمين.

وتؤدى قبل صلاة العيد، وليحرص المسلم على إخراجها، ومعرفة مكان الفقير ليذهب بها إليه، وهو خارج صلاة العيد ليصيب السنة التي كادت تنقرض، ولا حرج أن يوكل بها أحداً سواء أعطاه بها مالاً ليشتري، أو أعطاه الطعام ليوصله، وبعض الناس لا يحب التعب، ويريد أن يرمي بالمهمات على الآخرين، لكن هذا التعب له أجر فليحرص عليه، وينتهي وقت الجواز بصلاة العيد، فلابد من إخراجها قبل، وبعض الناس ينسى، ويوكل مهملاً، فلا يجوز توكيل المهمل المضيع.

صلاة العيد وأحكام يوم العيد

00:36:09

عباد الله: وإن مما يختم به هذا الشهر تلك الشعيرة العظيمة بعده، وهي صلاة العيد، يوم المسلمين العظيم، والجمع المبارك، اليوم المشهود البركة، التي أوصى النبي ﷺ بإخراج النساء من أجلها، يشهدن الخير، ودعوة المسلمين، هذا اليوم الذي يحرم صومه، ومالنا إلا عيدان في السنة كلها، عيدان فقط عيد الفطر وعيد الأضحى، وإذا وافق العيد يوم جمعة، كما هو متوقع هذه السنة، فإن حضور العيد يسقط وجوب الجمعة، ولكن من أراد المستحب والأكثر أجراً والأفضل فإنه يحضرهما معاً، ولكن لما حضر الجمع الأكبر صار ذلك مسقط لوجوب الجمع الأقل، وبعض العبادات تغني عن بعض، ولكن لا تسقط صلاة الظهر بحال؛ لأن الله فرض في اليوم خمس صلوات، فلا يمكن أن يقل عدد الصلوات عنها في اليوم والليلة، وإذا حصل شيء من الاختلاف فقالوا: اقدروا له قدره، فلا بد من أداء هذه الصلوات الخمس.

وإنَّ تواصينا بالاغتسال، والأكل قبل الخروج لصلاة العيد، والحرص على أن تكون النساء بالحجاب الكامل غير متعطرات، ويخرجن غير متجملات، بخلاف الرجال فإنه يشرع لهم التجمل في الخروج لصلاة العيد، والتكبير، ويبدأ بغروب شمس ليلة العيد، إذا غربت شمس آخر يوم من رمضان، وينبغي أن نحرص على أن نكون لله في طاعة باستمرار في العيد وفي غير العيد، فإن بعض الناس إذا جاء العيد كأنما فكت أبواب المحرمات عندهم، ورفعت المحظورات والحدود، فصاروا يغشونها في كل وقت، بل العجب ممن يخطط للمعصية في العيد، في أيام العشر الأواخر من رمضان يخطط لذلك، وقد عرفنا أن التوبة النصوح هي حذف هذه المنكرات، ومسح هذه المعاصي، وليست عميلة تأجيل؛ لأن بعض الناس ينظر إليها على أنها عملية تأجيل المعاصي مؤجلة لما بعد العيد، كلا والله، بل إنها محرمة في كل أيام السنة.

نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وألا يدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفره، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واقض ديوننا، اللهم ارفع عنا العنت، اللهم اكفنا شر كل ذي شر، أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، وارزقنا الفقه في الدين، واتباع سنة سيد المرسلين، اللهم نسألك الأمن في البلد، والعافية في الجسد، وصلاح الذرية والولد، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، اللهم إنا نسألك أن تقسم لنا من كل خير أنزلته في هذه الليالي يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تخرجنا من ذنوبنا كيوم ولدتنا أمهاتنا، أعتق رقابنا من النار، يا غفار اللهم أنت تغفر الذنوب وتستر العيوب وتكشف الكروب اغفر ذنوبنا، وتقبل توبتنا، وثبت حجتنا، وطهر قلوبنا، وسدد ألسنتا، اللهم إنا نسألك أن تعافينا في ديننا، ودنيانا، وأهلنا، وأموالنا، وأجسادنا يا رب العالمين، اللهم حفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم انصر الإسلام وأهله على الشرك والبدعة وأهل الصليب واليهود وأعداء الدين، اللهم اجعل نصرهم مؤزرا على هؤلاء الكافرين، اللهم إنا نسألك فرجاً قريباً لهذه الأمة فقد تكالب عليها أعداؤها وأنت القوي العزيز الجبار القهار لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم اهزم عدونا شتت شمله فرق جمعه، رد كيده في نحره، اللهم اجعل ما قام به وبالاً عليه، اللهم إنا نسألك أن ترد إلينا المسجد الأقصى يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان في الأرض، في فلسطين وغيرها يا أرحم الراحمين اللهم ارحم ضعفهم، وفك حصارهم، وثبت أقدامهم ، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم إنا نسألك لهم الصبر والأجر، اللهم إنا نسألك في ساعتنا في مقامنا هذا أن تغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۝ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

1 - رواه البخاري 13 ومسلم 45
2 - رواه البخاري2957 ومسلم 1841
3 - رواه البخاري2024
4 - رواه البخاري35 ومسلم760
5 - رواه البخاري2020 
6 - رواه البخاري2017
7 - رواه البخاري2015 ومسلم 1165
8 - رواه مسلم 1165
9 - رواه الترمذي806 وصححه الألباني في الجامع الصغير2417 
10 - رواه مسلم 1256 
11 - رواه البخاري1773
12 - رواه البخاري660 ومسلم 1031 
13 - رواه البخاري1506 
14 - رواه البخاري1503