الخميس 19 رمضان 1445 هـ :: 28 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

الموعد مع الله في أرض المحشر


عناصر المادة
الخطبة الأولى
كيف يأتي الله تعالى يوم القيامة للقاء العباد؟
إذا جاء الله تعالى يوم القيامة من الذي يراه؟
سؤال الله تعالى للرسل والأمم يوم القيامة.
المناجاة بين الله وبين عبده المؤمن يوم القيامة.
الخطبة الثانية
ما هو العرض؟ وكيف يكون العرض على الله يوم القيامة؟

الخطبة الأولى

00:00:08

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ سورة آل عمران 102.  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا سورة النساء 1.  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا سورة الأحزاب 70-71.

أما بعد:

كيف يأتي الله تعالى يوم القيامة للقاء العباد؟

00:01:17

فإن بيننا وبين الله موعد، فما هو الموعد الذي بيننا وبين الله، وماذا سيكون في ذلك الموعد الذي بيننا وبين الله؟ إنه موعد جدير بالتأمل والتفكر، إنه إذا لم نتفكر في هذا الموعد لا تنصلح قلوبنا، ولا تستقيم أعمالنا، لقد وعدنا الله موعداً، فقال : إنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ۝ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ۝ وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ۝ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ۝ وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ۝ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ۝ لِيَوْمِ الْفَصْلِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ سورة المرسلات 7-13. هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ سورة المرسلات 38.

سيكون هناك بيننا وبين الله موعد حدثنا عنه فيه كتابه، وحدثنا عنه نبيه ﷺ، يوم نلاقي فيه الله، فماذا سيحدث بيننا وبين الله؟ تعالوا عباد الله نستعرض شيئاً نحيي به قلوبنا، ونزيل به ران المعاصي.

أولاً: سنحشر جميعاً يوم القيامة، ثم سيأتي الله تعالى للقائنا، إنه سيلاقينا كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ۝ وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا سورة الفجر 22. يجيء الله تعالى والملائكة صفوفاً صفاً بعد صف، لماذا يأتي الله؟ يأتي للفصل بين الخلائق، ينزل ربنا، ويأتي للفصل بين الخلائق، وعند ذلك يستشفع الناس إلى الأنبياء من أولهم -من آدم -إلى آخرهم محمد ﷺ، يسألون أولي العزم من الرسل، واحداً بعد واحد، كلهم يقول: لست بصاحب ذاكم، حتى تنتهي النوبة إلى محمد ﷺ فيقول: أنا لها[رواه البخاري 7510]. وأدلة مجيء الله في القرآن والسنة متوافرة، قال الله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ سيأتي الله في ظلل، كما قال ابن عباس: في طاقات من الغمام، والملائكة معه، إتيان الجنود مع الملك إتياناً تنخلع له القلوب، سيأتي الله في ظلل من الغمام والملائكة، وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ سورة البقرة 210. وإذا جاء الله وليس مجيؤه كمجيء ملك، ولا أعظم ملك؛ لأنه ملك الملوك، فإذا جاء ملك الملوك انخلعت القلوب، وتزلزلت أفئدة الناس، إتيان الله تعالى إتيانٌ عظيم، عند ذلك يبلس المفلسون المجرمون، ويسقط في أيديهم، وإذا جاء الله وكانت السماوات والأرض قد أظلمت، ليس هناك شمس ولا قمر ينير، ولا نجوم تضيء، كلها قد كسفت، وطمست، ولم يبق لها نور، وبقي الناس في ظلمة عظيمة، فإذا جاء الله أشرقت الأرض بنور ربها، قال الله : وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ۝ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ سورة الزمر 70. وقال النبي ﷺ: إذا كان يوم القيامة ينزل الله إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية[رواه الترمذي 2382]. يجمعهم جميعاً مؤمنهم وكافرهم، حرهم وعبدهم، صغيرهم وكبيرهم، إنسهم وجنهم، ووحشهم وطيرهم، حتى الذر والنمل وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا سورة الكهف 47. تتناثر النجوم، وينطمس ضوء الشمس والقمر، وتشتد الظلمة، ويعظم الأمر، ثم تنشق السماء على غلظها وصلابتها، فتسمع الخلائق لانشقاقها صوتاً عظيماً، فظيعاً مدهشاً، تندهش لهوله الألباب، وتخضع لهيبته الرقاب، ثم ينظرون إلى الملائكة هابطين من السماء يحيطون بأرض المحشر، التي مدت مد الأديم، وجمع الخلائق فيها بصعيد واحد، وأهل السماء أكثر من أهل الأرض أضعافاً مضاعفة، ينقضون عليهم، ويتقاطرون من أقطار السماوات إلى أرض المحشر، يحيطونهم إحاطة بعد إحاطة، صفوف الملائكة تحيط بالناس في أرض المحشر، والإنس والجن والخلق يفزعون إلى الملائكة، كلما جاء فوج يسألونهم: أفيكم ربنا، أفيكم ربنا؟ وهكذا حتى يأتي الله تعالى مع الفوج الأخير من الملائكة، مع الفوج الأخير من الملائكة، هذه الإحاطة العظيمة إذا رآها الناس ندوا، نفروا وهربوا، فلا يأتون قطراً من أقطار الأرض إلا وجدوا صفوف الملائكة، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه، فذلك قول الله: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ۝ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ سورة غافر 33. ويقول الله تعالى متحدياً للناس أن يهربوا من أرض المحشر: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍسورة الرحمن 33. وليس هناك سلطان إلا سلطان الله تعالى، يأتي الله في ظلل من الغمام ليجازي كل عامل بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وتشرق الأرض، ويبرز الرحمن لفصل القضاء بين الخلق، يأتيهم الله بنفسه ، يأتيهم ليفصل بينهم، ولا يفصل بينهم إلا هو .

إذا جاء الله تعالى يوم القيامة من الذي يراه؟

00:09:56

فإذا جاء من الذي يراه؟ يراه أهل المحشر، يراه أهل المحشر، ثم يحجب عن الكفار، فيشعرون بأشد الحسرة والندم أن حجبوا عن الرب، وأما المؤمنون فإن وجوههم يومئذٍ وجوه ناضرة إلى ربها ناظرة، وقال الله: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ سورة يونس 26. لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌسورة ق 35. هذه الآيات في رؤية الرب ، وكذلك أخبرنا الله عن لقائه فقال: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ سورة البقرة 46. وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ سورة البقرة 223. قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً سورة البقرة 249. اللقاء حتم ولا بد، ثم سينظر المؤمنون إلى وجه الرب  وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌسورة القيامة 22. من النعيم، وما لها لا تحصل لها النضرة وهم ينظرون إلى وجه ربهم، ينظرون إلى وجه الله تعالى وهي الزيادة التي فسرها النبي ﷺ في قوله لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ سورة يونس 26. فقد روى مسلم في صحيحه عن صهيب أنه قال: قرأ رسول الله ﷺ: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا عن النار، فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة.[رواه مسلم 181 وابن ماجه 187 واللفظ لابن ماجه]. والنظر إلى الله تعالى ورؤيته يكون كما قال النبي ﷺ عن يوم القيامة: يقال للعباد: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يبعد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت – من البشر وغير البشر يتبعون- الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها، فيأتيهم الله تعالى [رواه البخاري 7437]. يأتيهم الله تعالى في هذا الإتيان يرون الله، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه أبو سعيد: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً؟ قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذٍ إلا كما تضارون في رؤيتهما لا نظلم، ولا ننقص، ولا هناك حجب عندئذٍ، مثلما نرى الشمس والقمر في الليلة الصافية، يشبه ليقرب الوضوح إلى الأذهان، قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذٍ إلا كما تضارون في رؤيتهما ثم قال: ينادي منادٍ: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغُبّرات من أهل الكتاب، البقايا من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون – كلهم – في جهنم، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر، فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم، ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا سمعنا منادياً ينادي ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه  لا شبيه له لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ سورة الشورى 11. فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياءً وسمعه، فيذهب كيما يسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً [رواه البخاري 7439]. كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، فهنيئاً للمخلصين في ذلك اليوم؛ لأنهم يسجدون إذا رأوا الله تعالى، يأتيهم على صورته، ويكشف ربنا عن ساقه فيسجدون لله ، فإذا حصل المجيء، وحصل النزول، وحصلت الرؤية، حصل اللقاء، فعند ذلك يحصل الكلام، يكلمهم الله ، من تفاصيل ذلكم اللقاء الكلام الذي يكون بيننا وبين الله .

سؤال الله تعالى للرسل والأمم يوم القيامة.

00:16:55

يقول الله: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ۝ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ سورة الأعراف 6-7. يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ سورة المائدة 109. فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ ۝ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة الحجر 92-93. فيسأل الله الرسل، ويسأل المرسل إليهم، فيسأل الرسل هل بلغتم رسالاتي؟ هل أديتم الأمانة التي كلفتم بها من الوحي؟ أم قصرتم ولم تبلغوا؟ فيشهدون أنهم قد بلغوا جميعاً، يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ماذا أجبتم؟ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ الخطاب إلى الرسل، والخطاب إلى الأمم، ماذا أجابت الأمم؟ ستسأل يا عبد الله ما أجبت نبيك محمداً ﷺ حين دعاك لكل ما أمرت به؟ ماذا أجبته؟ هل سمعت وأطعت أم لا؟ وفي تلك المسائل والكلام والحوار الذي يحصل تُسأل الملائكة أيضاً: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ كما كانت العرب تعبدهم وتقول: بنات الله قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ سورة سبأ 40-41. وما أكثر الذين يذهبون إلى العرافين والكهان الذين معهم الجن ويصدقونهم وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ۝ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًاسورة الفرقان 17-18. ويدور سؤال وجواب بين الله وبين عيسى: وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ۝ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ۝ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ سورة المائدة 116-119. الكلام الذي يكون من الله معنا والناس جموع هائلة وحشود، كل الخلق، كيف يسمعونه؟ وهنالك القريب، وهنالك البعيد، يقول النبي ﷺ: يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب نفس الصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان[رواه أحمد 16042]. هذا النداء، الصوت الذي يسمعونه أنا الملك أنا الديان الذي يحاسب، فإذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يهزهن ثم يقول: أنا الملك أنا الملك وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ سورة الزمر 67. [رواه البخاري 7513]. وبالإضافة للكلام مع الأنبياء والكلام مع أهل المحشر جميعاً سيكون هناك كلام شخصي، فردي مع كل واحد منا بشخصه، يقول النبي ﷺ: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه كل واحد فينا سيكلمه الله كلاماً موجهاً له بالذات، كلاماً فردياً معه بالذات، كلاماً شخصياً، حديث مباشر ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان انظر إلى الرؤساء في جلساتهم، بينهم مترجم، أما الله فإذا كلم كل واحد منا فليس بينه وبين عبده مترجم، كلام مباشر ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر– أي العبد – أيمن منه فلا يرى إلا مقدم من عمله، وينظر أشأم منه– ذات الشمال – فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة[رواه البخاري 7512]. رواه البخاري، فاتقوا النار ولو بشق تمرة؛ لأن الكلام سؤال وحساب، ليس إلا ما قدمنا، ولذلك جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه[رواه مسلم 2577].

المناجاة بين الله وبين عبده المؤمن يوم القيامة.

00:23:12

ويكون هناك مناجاة بين الله وبين عبده المؤمن، مناجاة، قال النبي ﷺ: يدنو أحدكم من ربه، حتى يضع كنفه عليه يعني: ستره، ويستره فيقول: أعملت كذا وكذا، فيقول: نعم لا يملك العبد إلا الاعتراف، ومن الذي يتجرأ على الإنكار بين يدي الله؟ أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، عملت كذا وكذا؟فيقول: نعم، فيقرره  يقرره على الذنوب واحداً واحداً، واحداً واحداً، غيبة، كذب، نميمة، رشوة، مال حرام، نظرة محرمة، سماع محرم، قطيعة، واحداً تلو الآخر، الذي زادت حسناته على سيئاته، وأراد الله به خيراً يستر الله عليه ذنوبه، يستره بكنفه، ثم يقول له بعد تقريره على ذنوبه: إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم[رواه البخاري 7514]. اللهم اجعلنا من أهل سترك يا ستير، يا ستير استرنا في يوم العرض يا رب العالمين. إذن دنو يدنيه منه، ويقرره بالذنوب واحداً واحداً، وهكذا أنصت الله لنا منذ خلقنا إلى يوم القيامة، وذلك اليوم نحن سننصت له، أنصت الله لنا منذ خلقنا إلى أن متنا، أنصت، وجاء دورنا في الإنصات، يوم القيامة ننصت لما سيقول الرب : أنا الملك، أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من أهل النار، أن يدخل النار، وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى أقصه منه، حتى اللطمة قلنا، يقول الصحابة للنبي ﷺ وهو يحدثهم: كيف وإنما نأتي الله بهماً، ما معنا شيء، حفاة، عراة، ملابس ما معنا، نعال ما معنا، لو معنا ملابس افتدينا بها، وأعطينا بدل اللطمة لنسكته لمن يطالب ونعوضه، لكن ما معنا ملابس ولا حتى أحذية، كيف وإنما نأتي الله بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات[رواه أحمد 16042]. وهكذا يكون الجزاء بالحسنات والسيئات.

ويكون هناك كلام من الله مع بعض خلقه بخصوصهم، تشريفاً لهم وإظهاراً لمكانتهم، ومن أمثلة ذلك: يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار[رواه البخاري 7483]أخرج بعث النار قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين-إلى النار وواحد إلى الجنة- فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد[رواه مسلم 222]. وكلام أيضاً إلى النبي ﷺ: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطى، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، النبي المشفق أول ما يتذكر وينادي ويناجي لمصلحة أمته ﷺ، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل[رواه البخاري 7510].

وهناك كلام من الله تعالى مع أهل الجنة، لما يقول لهم: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبداً[رواه الترمذي 2555]. ويوم يقول لهم إنه سيعطيهم المزيد، فيكشف لهم عن وجهه، فما أعطوا شيئاً من اللذة، من كل الجنة، أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم الكريم، وبعض الناس سيحرمون من كلام الله معهم، الكلام الذي يدل على الرضا والسرور، ويوبخون بكلام الحساب، والتشديد عليهم، فعندما يكرم المؤمنون بالكلام معهم، لا يتكلم الله مع الكفرة والفجرة إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة البقرة 174. قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ سورة المؤمنون 108.وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُيعني: الكلام الذي يدل على رضاه، وإنما يكون قبل ذلك كلام توبيخ وتقريع، فإذن الكلام الذي هو توبيخ وتقريع يقال لهم، وكلام الرضا لا يقال لهم.

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطي بها أكثر مما أعطي، وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم، ورجل منع فضل ماء، فيقول الله يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك[رواه البخاري 2369].

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل المسبل إزاره، والمنان الذي إذا أعطى شيئاً منّه، وذكّر به، والمنفّق سلعته بالحلف الكاذب [رواه مسلم 106].

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زانٍ، وملك كذَّاب، وعائل مستكبر[رواه مسلم 107]. هذه الأحاديث الصحيحة التي رواها البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى تدل على أن الله يقاطع هؤلاء ولا يكلمهم، لا يكلمهم كلاماً، كلام رضاً أبداً، ولا كلام رحمة، وإنما يكلم الكفار والفجرة كلام التوبيخ والتقريع.

نسأل الله أن يجعلنا من أهل السعادة في ذلك اليوم، اللهم بيّض وجوهنا، وثقّل موازيننا، اللهم ارض عنا يوم نلقاك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وافسحوا لإخوانكم يفسح الله لكم.

الخطبة الثانية

00:30:08

الحمد لله رب العالمين، مالك الملك، أشهد أنه الحي القيوم، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، وهو ديان يوم الدين، والقائم على كل نفس بما كسبت، وهو الله الواحد القهار، خلق خلقه وهو أعلم بهم، وسيحاسبهم وهو خبير بهم ، وأشهد أن محمداً رسول الله، الرحمة المهداة، والبشير النذير، والسراج المنير، وإمام الأنبياء، وقائد الغر المحجلين، والشفيع يوم الدين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

ما هو العرض؟ وكيف يكون العرض على الله يوم القيامة؟

00:30:56

عباد الله: ينزل الله ويأتي ويتكلم، وينظرون إليه، ويكون العرض عليه، فما هو العرض؟

العرض: هو عرض الخلائق كلهم على ربهم ، بادية له صفحاتهم، لا تخفى عليه منهم خافية، من يحاسب ومن لا يحاسب، وعرض آخر هو عرض معاصي المؤمنين عليهم ليقررهم بها ثم يسترها عليهم، وعرض آخر وهو عرض الحساب والمناقشة، ومن نوقش الحساب عذب، الذي يصل إلى مرحلة المناقشة فهو معذب، أما صاحب الحساب اليسير فهو الناجي في ذلك اليوم، العرض على الله قال الله فيه: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ سورة الحاقة 18. وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ سورة الكهف 48. أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ سورة هود 18. وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ سورة إبراهيم 21. يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِسورة إبراهيم 48يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ سورة غافر 16. فإذن سيبرزون جميعاً ويعرضون على الله، قال ﷺ: أما إنكم ستعرضون على ربكم[رواه مسلم 633]. وقال أيضاً: يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله[رواه الترمذي 2425]. فالعرض على الله حاصلٌ حاصل، سيستعرض الله تعالى الخلق كلهم استعراضاً، يستعرضهم سبحانه، ويعرضون عليه واحداً واحداً، هل رأيت كيف يعرض الجنود على الملك، وكيف يستعرض الرؤساء الحرس، فإن استعراض الله للخلق أعظم من ذلك، سيعرضون عليه واحداً واحداً، ويوم يعرضون على الله، سيعرضون على الله، كيف سيعرضون عليه؟ قال الله تعالى: وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا سورة الكهف 48. يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ سورة النبأ 38. وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا سورة الفجر 22. قال بعض العلماء: يعرض الخلائق صفاً واحداً، وقال بعضهم: يعرضون صفوفاً، يجمع الله الأولين والآخرين من بطون الفلوات وقعور البحار، ويجمعهم بعدما تفرقوا، ويعيدهم بعدما تمزقوا خلقاً جديداً، فيعرضون عليه صفاً ليستعرضهم، وينظر في أعمالهم، ويحكم فيهم بحكمه العدل الذي لا جور فيه ولا ظلم، كل واحد يعرض، ثم يحكم فيه ، عرض وحكم، فيعرض المؤمن على ربه في أحسن حال وألطفه، يقرره تعالى بذنبه ثم يستره عليه، ويعرض الكافر والفاجر في أتعس حال وأشقاه، ويعدد عليه جرائمه، ويفضحه الله على رؤوس الأشهاد، وتلعنهم الملائكة: هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ سورة هود18.

ولا تخفى خافية في ذلك العرض يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌسورة الحاقة 18. وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ سورة هود 18. فيكون اللعن من الأولين والآخرين لأهل الخزي والفجور والكفر، نسأل الله السلامة والعافية.

هذا شيء -أيها الإخوة- من القصة الحقيقية التي ستكون واقعة يوم الدين، شيء مما أخبرنا الله به، استعرضنا شيئاً مما يكون بيننا وبين الله يوم الدين، ماذا يحدث بيننا وبين الله يوم القيامة، قد جاءت في النصوص الشرعية، لكي نخشى ذلك اليوم، ولو أننا ذكرناه فعلاً لما تجرأ إنسان على الوقوع في معصية.

اللهم اجعلنا ممن يخافك ويتقيك، اللهم اجعلنا ممن كتبت لهم النجاة يوم الدين، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من السعداء، اللهم اجعلنا من السعداء، ولا تجعلنا من الأشقياء، اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا، وأن تكفر عنا سيئاتنا، وأن تدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم أدخلنا دار السلام، اللهم أدخلنا دار السلام، اللهم أدخلنا دار السلام، وقنا عذاب جهنم يا أرحم الراحمين، اللهم انصر الإسلام وأهله، وأذل الكفر وأهله، اللهم اهتك أستار المنافقين، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم أهلك اليهود والنصارى والمجرمين، أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم اجعل جرافات اليهود تحفر قبورهم، اللهم اجعل جرافات اليهود تحفر قبورهم، اللهم اجعل جرافات اليهود تحفر قبورهم، اللهم أخزهم واكبتهم وانصرنا عليهم، يا رب العالمين عجل فرجنا وفرج المسلمين، عجل فرجنا وفرج المسلمين، عجل فرجنا وفرج المسلمين يا أرحم الراحمين. وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1 - رواه البخاري 7510
2 - رواه الترمذي 2382
3 - رواه مسلم 181 وابن ماجه 187 واللفظ لابن ماجه
4 - رواه البخاري 7437
5 - رواه البخاري 7439
6 - رواه أحمد 16042
7 - رواه البخاري 7513
8 - رواه البخاري 7512
9 - رواه مسلم 2577
10 - رواه البخاري 7514
11 - رواه أحمد 16042
12 - رواه البخاري 7483
13 - رواه مسلم 222
14 - رواه البخاري 7510
15 - رواه الترمذي 2555
16 - رواه البخاري 2369
17 - رواه مسلم 106
18 - رواه مسلم 107
19 - رواه مسلم 633
20 - رواه الترمذي 2425