السبت 12 شوّال 1445 هـ :: 20 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

يشترط الجهر بخطبة الجمعة وكونها بالعربية


فلو خطب سرًا لم تصح خطبته، فلا بد أن يسمعه على الأقل العدد الذي تنعقد به الجمعة؛ لأن المقصود من الخطبة وعظ الناس وتذكيرهم، وهذا لا يحصل إلا مع الجهر بها.

خامسًا: أن تكون باللغة العربية؛ اتفق الفقهاء على أن الأولى أن تكون الخطبة باللغة العربية، واختلفوا في اشتراط ذلك:

فقيل: يشترط أن تكون بالعربية للقادر عليها، إلا إذا كان السامعون جميعًا لا يعرفون اللغة العربية، فإنه يخطب بلغتهم؛ هذا قول الشافعية. [المجموع: 4/522].

وقيل: يشترط أن تكون بالعربية للقادر عليها، ولو كان السامعون لا يعرفون العربية؛ وهذا قول المالكية، والحنابلة. [شرح مختصر خليل: 2/78]، [المغني: 1/335].

وقيل: يُستحب أن تكون باللغة العربية، ولا يشترط ذلك؛ وهذا قول الحنفية. [بدائع الصنائع: 2/161].

وأوسط الأقوال قول الشافعية؛ قالوا: يشترط أن تكون باللغة العربية، إلا إذا كان الحاضرون جميعًا لا يفقهون العربية فإنه يخطب بلغتهم، واختاره من المعاصرين الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.

وسألت شيخنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- عن ترجمة الخطبة متى يكون؟

فقال: الأمر واسع.

يعني إن جعلها أثناء الخطبة فلا بأس، إن جعلها في الخطبة الأولى فلا بأس، إن جعلها في الخطبة الثانية فلا بأس، إن ترجم لهم بعد الصلاة فلا بأس.

وهنا أريد أن أقول هذا الكلام: بالنسبة لإخواننا الذين يخطبون في الخارج في بلاد الأعاجم أو في بلاد الأقليات الإسلامية، إذا كان الحاضرون لا يعرفون العربية وإذا سردت الخطبة بالعربية ثم ترجمتها طوّلت عليهم بلا فائدة لهم؛ فإنني أرى -والله أعلم- أن تكون شروط الخطبة بالعربية ثم بقية الموضوع بلغة القوم، يعني بعض الفقهاء هذا ليس عند الجميع، بعض الفقهاء يقولون: يشترط الحمد، والشهادتان، والصلاة على النبي ﷺ، والأمر بتقوى الله، والدعاء للمؤمنين مثلًا، فأنت ماذا يمكن أن تفعل لو ذهبت إلى الخارج وطلبوا منك الخطبة وكلهم لا يعرفون العربية، يمكن أن تقول: الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وتأتي بالموضوع بلغة القوم، ثم تجلس ثم تقوم، فتقول: الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلّوا على نبيكم، اللهم صلّ على محمد، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وتذكر لهم ما بقي من الخطبة وتنزل، وبهذا نكون قد أتينا بشروط الخطبة التي لابد منها عند بعض الفقهاء، أتينا بها باللغة العربية التي لابد منها عند بعض الفقهاء، وأتينا بالموضوع بلغة القوم، فما طولّنا عليهم، ولا أخللنا بالشروط التي اشترطها بعض الفقهاء في الموضوع، فيكون قد جمعنا بين الأحوط، وبين مراعاة مصلحة الحاضرين، وقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء، وفي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- أن الإمام يأتي بها باللغة العربية ثم يأتي بها بلغتهم، وأن في هذا خروجًا من الخلاف، وتحقيق المقصود.