الجمعة 20 رمضان 1445 هـ :: 29 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

07- شرح حديث (يأتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ..)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نص الحديث السابع

00:00:02

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:  يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته [رواه البخاري: 3276، ومسلم: 134].

شرح الحديث السابع

00:00:22

مرة أخرى نذكر هذا الموضوع موضوع "عظمة رب العالمين" مهم جدا في عصر الإلحاد هذا، شباب يتعرضون اليوم لغزو يتعرضون اليوم لأنواع من التلويث الدماغي، في الأذهان الأدمغة، في النفوس، في القلوب، لا بد من التصدي.

وفي عندنا نصوص كبيرة نصوص جليلة نتصدى بها لهذا، كل بواعث الإلحاد من الشياطين شياطين الإنس أو شياطين الجن أشياء يعني أفكار قديمة، وأفكار جديدة، كله يمكن التصدي له، وهذا مثال:  يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ قال: فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته [رواه البخاري: 3276، ومسلم: 134].

هذه فيها علاجات لا بد ننتبه، علاجات للأسئلة الشيطانية وللوساوس، وما أكثر الوساوس اليوم.

وفي رواية: لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله  [رواه مسلم: 135].

وفي رواية: إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله ، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟ فإذا أحس أحدكم بشيء من ذلك فليقل: آمنت بالله وبرسله [رواه أحمد: 8376].

وعن أنس بن مالك عن رسول الله ﷺ قال: قال الله : إن أمتكم لا يزالون يقولون: ما كذا؟ ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟  [رواه مسلم: 136].

لاحظوا -يا إخواني- أن الأسئلة الجريئة والخطيرة ما استثنيت من نصوص الشرع، يعني ما غطيت وغمغمت.

عرض أخطر سؤال يقال لصاحب الوسوسة: هات أثخن شيء عندك؟ أيش أعظم شيء عندك؟ أخطر وساوس عندك هات؟

فسيأتيك يقول هذا: من خلق الله؟

قل له: سهلة جدا، واطمئن ترى في النصوص الشرعية مذكورة، مذكور السؤال، ومذكور الجواب، وما جئت بشيء جديد، وهذا الكابوس، وهذا الخطر، وهذا الوساوس العظيم، ترى وساوس تافه، والتصدي له سهل، لكن امش مع الشرع، امش معنا، ما هي الإجراءات التي يفعلها المسلم إذا جاءه الشيطان، وقال له: من خلق الله؟

في إجراءات، في الحديث في خطوات؟

إذن، وساوس الشيطان عن الله، ومحاولات الشيطان أن يعني يأتي إلينا في نفوسنا بأشياء عن الله، يعني أمور خطيرة وقبيحة، وما تليق بالله أبدا، هذا يعني قديم الشيطان عنده المحاولات هذه من زمان، حتى جاءت بها النصوص، وهذا أصلا غرض الشيطان إلقاء الوساوس، ما هو غرض الشيطان؟

التشكيك، إخراج الناس من الدين، الإلحاد، الزندقة، خلاص الخروج، يكفروا بالله، أن يكفروا بالله، هذا قصد الشيطان، أن يكفروا بالله.

وحدث أصلا حتى في عهد الصحابة حدث هذا، عن أبي هريرة لما روى هذا الحديث يقول الراوي: "بينما أنا في المسجد إذ جاء ناس من الأعراب" أبو هريرة يروي الحديث، أن الشيطان يأتي أحدكم يقول: من خلق الله؟ لما روى الحديث أبو هريرة يقول الراوي عن أبي هريرة: "بينما أنا في المسجد إذ جاء ناس من الأعراب، فقالوا: يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا، صدق خليلي" من توه يحدث بهذا الحديث، يقول: "صدق خليلي، لا يزال الناس يقولون: فمن خلق الله؟" قالوها، وإذا به انطبق الحديث في نفس المجلس، جاؤوا أعراب يسألون هذا السؤال، ولا يزال الشيطان يلقي الوساوس في قلوب العباد، والشبه في نفوس الناس، ومنها هذا، ولا زالت الملاحدة في كل زمن يخترعون الأسئلة على هذا المنوال، فيجي واحد يقول: هل يستطيع الله أن يخلق إلها مثله مثلا؟

تقول أول شيء جيب سؤالا صح حتى نجيبك؟ هات سؤالا صح حتى نجيبك؟

يعني الله من صفاته الأول، يعني ليس قبله شيء، كيف يخلق إلها مثله؟ إذا خلق إلها فلا بد المخلوق هذا أن يكون له بداية، فكيف تقول: هل يستطيع ربك أن يخلق إلها مثله؟

هذا السؤال خطأ أصلا، فكيف نأتي بجواب صحيح على سؤال خاطئ؟ كيف؟

أول صفة يعني الله هو الله صفة الأولية، يعني ليس قبله شيء، لم يخلقه أحد، لم يلد ولم يولد، كيف سيوجد إلها مثله؟

فإذن، هذه كلها شغل شيطاني، المقصود تشكيك العباد، أسئلة فاسدة، مغالطات، من خلق الله؟ لو في خالق خلقه، لو في فمن خلق الخالق الثاني هذا الآخر؟ ومن خلق الثالث؟ ومن خلق الرابع؟ ومن خلق؟ وسندخل في المسلسلات، وننتهي إلى ما في نتيجة، في واحد خلقه، والذي خلقه الذي خلقه خلق الذي خلق الذي خلق الذي خلقه وبعدين؟ خلاص فما في حل إلا أنك تعترف وتقر أنه هناك إله واحد، أول ليس قبله شيء، ما فين يعني لزاما وجوبا لا مفر، يقول الخطابي -رحمه الله-: الخالق يستحيل أن يكون مخلوقا، ثم لو كان السؤال يعني من خلق ربك متجها لاستلزم التسلسل من خلقه، يعني في خالق خلقه.

من خلق الخالق الذي خلقه.. هذا كلام؟ هذا شيء يعني يقوله عاقل؟

ما يمكن، قال الخطابي -رحمه الله-: "لاستسلم التسلسل وهو محال، وقد أثبت العقل أن المحدثات مفتقرة إلى محدث، فلو كان هو يعني سبحانه مفتقرا إلى محدث لكان من المحدثات، لكنه مُحدِث وليس مُحدَث، خالق وليس مخلوق سبحانه. [فتح الباري لابن حجر].

فإذن، ما يطرحونه سفسطة، وتناقض عقلي، فكل هذه الأسئلة: من خلق الله؟ هل يستطيع أن يخلق خالق مثله؟ كلها سفسطة وفلسفة أشياء لا يمكن أن تكون صحيحة، ليس سؤالا صحيحا على الإطلاق، هذا السؤال فاسد من أصله، ومصدره من الشيطان.

علاج الوسوسة المتعلقة بالله

00:08:51

لو واحد الآن جاء له الوسوسة هذه ماذا يعمل؟

الحديث دل الروايات على ثلاثة أمور، هذه أمور مهمة، ونحن الآن نتكلم في عظمة رب العالمين، ومعالجة ما ينافيها من التصورات عند البشر المنافية لعظمة الله:

أولا: النبي ﷺ قال: لينته ، وهذا إجراء مهم جدا،  لينته أيش يعني ينتهي؟ يكف، خلاص، وقف ذهنك عن هذا الخوض، انته عن هذا الخوض، لا تخض، خلاص قف، توقف.

الثاني: التعوذ من الشيطان.

والثالث: أن يتلفظ بالإيمان، قال: فليستعذ بالله ولينته، وليقل: آمنت بالله ورسله .

هذه الثلاثة الواردة في الروايات فليستعذ بالله  لو واحد جاءه الشيطان، وقال له: من خلق؟

أولا: فليستعذ بالله.

ثانيا:  ولينته .

ثالثا: وليقل: آمنت بالله ورسله .

أما الانتهاء فإنك تعلم -يا أيها الإنسان- أن لعقلك حدا ينتهي إليه؛ لأن العقل لا يدرك كل شيء، الآن أنت ترى بصرك حدك في الرؤية إلى كم؟

خمسمائة متر، كيلو، كيلوين، خمسة عشرة، في النهاية بصرك له حد في الرؤية ينتهي إليه.

سمعك أنت تسمع مثلا الصوت إلى أدنى صوت تسمعه إلى كم؟ خلاص على بعد كم، إذا كان الصوت تستطيع أن تسمعه، في النهاية سمعك له حد ينتهي إليه بعد كذا، ما يسمع بصرك بعد كذا، ما يشوف.

عقلك أيضا له حد ينتهي إليه، يعني عقلك ممكن يشتغل في عالم المحسوسات أو المشاهدات، لكن عالم الغيبيات ما يستطيع يخوض فيه، ما يستطيع، وحتى الأشياء المخلوقة الآن لو قيل للإنسان: أنت تتخيل كل شيء موجود في أعماق البحار، أنت تتخيل كل شيء موجود في النجوم البعيدة، تتخيل كل شيء، تتخيل أشكالها وألوانها وأفلاكها واتساعها والمعادن التي فيها، ومركبة، تخيل نسبة الهواء، نسبة إيش الغازات التي هناك، تخيل، تستطيع، إذا كان هذا في المخلوقات فما بالك بالأمور الغيبية؟ إذا كان هذا في المشاهدات إذا كان في الأمور التي يمكن يعني حتى لو عقلا يمكن رؤيتها يمكن يعني ولو بالآلات بالذهاب بالسفر فما بالك بالأشياء التي لا يمكن إدراكها إطلاقا غيبية؟ كيف العقل سيشتغل فيها؟

ما يمكن العقل يعمل في هذا، ولذلك ما لنا مصدر في الغيبيات إلا الوحي، من أصدق من الله قيلا، والصادق المصدوق الذي نزل عليه الوحي، خلاص هذا آمن، خلاص: وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [الأحقاف: 17].

قال:  وليقل آمنت بالله ورسله .

إذن، الانتهاء أن الواحد يتوقف عن التفكير فيما لا يمكنه الإحاطة به، والوصول إليه، ولا يحيطون به علما، لا يمكن الإحاطة بالله، ما يمكن، ولا يحيطون به علما، خلاص، أقف، والمخلوقات هذه يعني لا يعلمها كلها إلا الذي خلقها، حتى أنت لا تعلم عنها شيئا، لو قلت لك: ترى المكروبات الآن يوجد على سطح الجلد تبعك في جراثيم وفي ميكروبات، وفي.. وفي فيروسات، في.. ما تستطيع أن تراها.

كيف بالأشياء الغيبية الجنة النار الملائكة؟  فكيف بالله -تعالى-؟ ولا يحيطون به علما.

ما يمكن، ولولا أن الله يقوي أبصار المؤمنين في الجنة وإلا ما يطيقون رؤيته، ولا يستطيعون:  وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى [النجم: 42] ترى منتهى علم الأشياء وعلم الواقع وعلم الغيب وعلم الحاضر وعلم المحسوس وعلم المشاهد، وعلم غير المشاهد، كله إلى الله، وعلم الغيب الزمن الماضي والحاضر والمستقبل: وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى  [النجم: 42].

شف هذه الآية لو يذكر فيها الموسوس أي واحد يوسوس يذكر به نفسه: وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى  [النجم: 42] خلاص النهاية يسلم، فإذا وصلت العقول إلى الله وقفت وانتهت، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء .

إذن، ينتهي، هذه واحد.

-طبعا- من سبل الانتهاء: أن تشغل عقلك وذهنك وقلبك ونفسك وتفكيرك بالشيء الجائز التفكير فيه، اشغل نفسك بتفسير آية، معنى حديث، حكم مسألة فقهية، شيء عن السيرة، من قصص الأولين والآخرين التي فيها عبرة، من العلوم المفيدة، برمجة، تصميم إلكتروني، تصميم معماري، أشغل نفسك بشيء مفيد، هذه من وسائل ولينته يعني لو واحد قال: كيف أنتهي؟ توقف، لكن العقل شغال؟

نقول: خلاص أشغله بما يجوز له الاشتغال به، ولماذا تفكر أنت، تريد أن تتخيل؟

يقول: لازم أتخيل شيء يتعلق بالله لن تستطيع: قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا [الأعراف: 143].

راح الجبل خلاص وخر موسى صعقا، أصلا لولا عناية الله كان موسى مات؛ لأنه إذا تدكدك الجبل كيف سيبقى من عليه حيا؟

لولا عناية الله كان موسى مات وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ [الأعراف: 143] خلاص الواحد لا بد له حد ينتهي إليه.

ثم يستعيذ بالله من الشيطان، ومن استعاذ بالله بصدق؛ لأن الاستعاذة فيها لجوء، واحد يلجأ إلى الله، تأتيه وساوس شيطانية، تأتيه أشكال قبيحة، والشيطان يصور له أشياء قبيحة، وبعدين يقول: المؤمن سبحان الله، المؤمن يكره يقول: لا والله هذا أنا كاره الوسوسة هذه، ولا يمكن أعرف يكون هذا، لا يمكن هذا الذي يصوره الشيطان لي، لا يمكن، فالمؤمن يكره الوساوس، وكره الوساوس هذا بحد ذاته إنجاز، يعني أنت طمئن الذي يصير له وسوسة طمئنه؛ لأنه هو ممكن يقول: أنا خرجت من الدين، أنا الآن ملحد، أنا الآن كذا، ما تقبل صلاتي، والشيطان يستدرجه حتى يطلعه من الدين، وحتى يخليه يترك العبادات، فقل له: اطمئن، أجبنا عن هذا السؤال: هل هذا الشيء الذي خطر في بالك من الوساوس أنت تكرهها أو ترضى بها وتحبها؟

يقول: أعوذ بالله، أنا أكرهها.

نقول: خلاص هل أنت تعلم أن ربك بخلاف ذلك هذه الصورة القبيحة التي الشيطان الآن صورها لك؟ ويقول: الله كذا والله كذا، والله كذا، أنت تعلم وتوقن أن ربك بخلاف ذلك؟

يقول: نعم، نعم، متأكد.

نقول: خلاص اطمئن، نجوت.

الاستعاذة أن الواحد يتحصن بالله من الشيطان.

ولذلك الكثير من الناس يقولون: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يعرفون معناها، ولا يحققونها.

والوسوسة هذه حصلت للصحابة ما هي جديدة يعني، نقول هذا الآن ابتلاء في أعداد كبيرة من المسلمين ذكورا وإناثا وصغارا وكبارا قد ابتلوا به هذا الوسواس الذي يتعلق بذات الله وصفات الله، فنقول لهم: ترى حصلت للصحابة من هو أفضل منكم، قالوا: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء يعني القبيح؛ لأن يكون حممة، فحما يحترق حتى يصير فحما أحب إليه من أن يتكلم به؟ يا رسول الله تأتينا أشياء في نفوسنا من الوساوس والأشياء القبيحة البشعة عن الله، الشيطان يصورها لنا لو واحد يخر من جبل ولا أنه يتكلم فيها؟ لو واحد يحترق ويصير فحمة ولا يتكلم فيها ولا يقولها من بشاعتها؟

وجاء في رواية: إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إليَّ من أن أتكلم به؟ فقال النبي ﷺ لما سمع هذا منهم: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر وهذا طبعا التكبير عند إيش؟ إذا أعجبه الشيء: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة [رواه أبو داود: 5112، وأحمد: 2097، وهو حديث صحيح].

يعني الحمد لله الذي جعل غاية الشيطان منكم بس وسواس، أنه ما استطاع أكثر من ذلك، غاية ما قدر عليه الشيطان بس هذه الوسوسة التي خرج منكم به هذه الوسوسة، وهذا حديث عظيم.

وجاء في رواية: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان [رواه مسلم: 132].

أين صريح الإيمان في الموضوع؟

الاستبشاع، الكراهية، كراهيتك -يا مؤمن- لهذه الوسوسة واستبشاعك لهذه التي ألقاها الشيطان؛ هذا صريح الإيمان، هذا يدل على أنك مؤمن؛ لأنك ما رضيت به، ما أمنت عليه، ما قبلته، ما أعجبك، هذا صريح الإيمان، ترى هذا والله من فهم هذا الكلام تهون عليه أشياء كثيرة جدا مما يلقيه الشيطان.

الأمر الثالث الذي ورد في الحديث: أن يدفعه بما يضاده من الإيمان بالله ورسله، فيتلفظ العبد يقول: آمنت بالله ورسله.

إذن:

أولا: ينته، يتوقف وينشغل بالمفيد.

ثانيا: يستعيذ بالله من الشيطان.

ثالثا: يقول: آمنت بالله ورسله، كما قال ﷺ  آمنت بالله  أعرف ربي بأسمائه وصفاته ليس هذا الذي يصوره الشيطان قطعا، فتندفع الأباطيل.

وهذه الأشياء الثلاثة جماع الأسباب الدافعة لكل شبهة تعارض الإيمان، ما هو فقط ما يتعلق بذات الله، لو جاءتك أي شبهة عن حد شرعي، عن حكم فقهي شرعي، عن شيء، عن آية، عن حديث، أي حاجة عن الملائكة تدفعه بهذا، الله -عز وجل- ورسله أخبروا عن ربهم، الله أخبر عن نفسه ورسله أخبروا عنه، الإيمان آمنت بالله، الإيمان الصادق اليقيني الذي يدفع كل الوساوس، وكل الشبهات، وكل الأباطيل، هذا الانتهاء قطع للشر، هذه الاستعاذة قطع السبب الذي مصدر الشر، والإيمان الإعلان به، الاعتقاد، إعلان الاعتقاد الحقيقي اليقيني، وقد لخص الشيخ الألباني -رحمه الله- ما جاء في السنة لمن وسوس إليه الشيطان بقوله: من خلق الله؟ فقال: وخلاصتها أن يقول: الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم يتفل عن يساره ثلاثا، ويستعيذ بالله من الشيطان، وينتهي عن الانسياق وراء الوسوسة.

هذه لخصها الشيخ -رحمه الله- في مقاومة الشيطان فيما يلقيه، قال رحمه الله: وأعتقد أن من فعل ذلك طاعة لله ورسوله مخلصا في ذلك أنه لا بد أن تذهب الوسوسة عنه، ويندحر شيطانه؛ لقوله ﷺ: فإن ذلك يذهب عنه [سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1/ 236] يعني الحديث نفسه أن من فعل هذه الأشياء يذهب عنه الوساوس، فهذا وعد، والوعد من الله ورسوله لا يتخلف، فلا بد أن يذهب عنه إذا فعل ذلك حقا، قال رحمه الله: وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية" الحين يمكن لو يأتيك واحد يشتكي يقول: أنا جاءني وسواس كذا وكذا وكذا؟

فبعض الدعاة ممكن يقول له: تعال أناقشك هذا فاسد؛ لأنه كذا وهذا غير، يقول الشيخ الألباني: إن الإجراءات المذكورة في الحديث أنفع من المناقشة العقلية.

لا مانع من الجمع بين الأمرين.

لا مانع تجي تقول: تعال الشيطان يقول لك: من خلق الله؟ لو في خالق في خالق خلق الله؟ من خلق الثاني واحد ثالث؟ من خلق الثالث واحد رابع؟ وما راح نخلص.

إذن، هذا سؤال فاسد باطل، هذه مناقشة عقلية، يقول الشيخ الألباني: وهذا التعليم النبوي الكريم الذي هو: ينتهي، ويستعيذ بالله من الشيطان، ويقول: آمنت بالله ورسله، الله أحد، الله الصمد لم يلد ولم يولد، يقول: أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية.

ومن المؤسف: أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم، فتنبهوا -أيها المسلمون- وتعرفوا إلى سنة نبيكم، واعملوا بها فإن فيها شفاءكم وعزكم، هذا كان ما ذكره الشيخ -رحمه الله- في شرح الحديث في السلسلة الصحيحة.