الخميس 19 رمضان 1445 هـ :: 28 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

09- الأربعون القلبية 9، شرح حديث (وَأَعُوذُ بِكَ .. مِنْ شَرِّ قَلْبِي)


عناصر المادة
نص الحديث
شرح الحديث
المقصود بقوله:  قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي
المقصود بقوله:  ومن شر بصري
المقصود بقوله: ومن شر لساني
المقصود بقوله: ومن شر ما قلبي
المقصود بقوله: ومن شر منيي

نص الحديث

00:00:01

 الحديث التاسع:
عن شَكَل بن حُميد. معرفة أسماء الصحابة مهم لطالب العلم، وفيها مصنفات هذه أسماء الصحابة، مثل كتاب: "الإصابة في تمييز الصحابة"، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب".
عن شَكَل بن حُميد قال: "أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به؟" -لما الواحد يشعر أنه مهاجم والأعداء والشيطان، يريد تحصينًا.
فجاء هذا الصحابي شَكَل بن حُميد يقول: يا رسول الله، علمني تعوذًا أتعوذ به؟ قال: فأخذ بكفي" -أسلوب تعليم فيه رعاية، اهتمام بالمتعلم الذي يطلب الخير- "فأخذ بكفي، وقال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي يعني فرجه، إذًا خمسة [رواه الترمذي: 3492، وأبو داود: 1553، والنسائي: 5455، وهو حديث صحيح].

شرح الحديث

00:01:41

قوله: "يا رسول الله علمني تعوذًا أتعوذ به؟" يريد دعاءً جامعًا نافعًا، فيه تحصين.
قال: "فأخذ بكفي".

المقصود بقوله:  قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي

00:02:00

 وقد ثبت عن النبي ﷺ أخذ اليد في التعليم في عدد من الأحاديث، اعتناءً واهتمامًا بالمتعلم، فقال: قل اللهم -طبعًا- هي أصلها: يا الله، حذفت ياء النداء، واعتيض عنها بالميم الجمع هذه، كأنه يجمع القلب على الرب في المخاطبة: اللهم يعني يا الله، إني أعوذ بك من شر سمعي السمع هذا يسمع كل شيء، كفرًا، إلحادا، غيبة، معصية، غناءً، يسمع ألحانًا، يسمع كل شيء، من الأصوات، أيًا ما كانت صوت بشر، صوت آلة، يسمع،ومن المسموعات ما هو شر، الآن في ناس تسمع في القنوات، مقاطع اليوتيوب، الشبكات، يسمعون، لكن ماذا يسمعون؟! بعضهم -والعياذ بالله- يسمع كفرًا، وإلحادًا، وزندقة، وشبهات، يروح يفتح لك على مقطع دجال من الدجاجلة، يمكن يكون لسانه عسل، لكن عقيدته من أسوأ ما يمكن، ويسمع -والله- أحيانا تتألم شباب مساكين، غض طري، لكن ما في خلفية علمية، ولا تحصين ولا قواعد، يعني تقول: هذا بنيت في نفسه قواعد الشريعة، وإلا عنده -مثلاً- تحصين؟
يسمع لدجال من الدجاجلة، يشككه في صحيح البخاري، والأحاديث المتفق عليها، والنصوص المتواترة، يطلعه في الأخير، النصوص ما لها حرمة، البخاري، الصحيحين، المتواتر، خلاص، ما لها قيمة، وزرع شبهات.
كذا واحد -مثلاً- يمسك ماذر بورد، وفيها تشيبس هذه إلكترون، يعني: تصير قلوب الشباب هؤلاء عند هؤلاء المنحرفين الدجاجلة أرباب البدع والانحرافات، مثل الذي يمسك لوحة إلكترونية كذا ماذر بورد ويغرس فيها الشرائح هذه الإلكترونية، يعني كيف؟! يعني يبرمجونهم برمجة، تلقى كلام كذا: إسقاط هيبة النص، التشكيك في النص، تحريف معنى النص، تقديم العقل على النص، ويشتغلوهم شغلاً، إيش يطلع الشاب نتيجة ذلك؟ ذكر أنثى، وحتى من كبار السن. يطلع واحد: القرآن والسنة ما لها هيبة في نفسه، النصوص غير معظمة، فهم الصحابة مش لازم، كل واحد يفهم على كيفه، كل عصر له فهمه، الربا من زمان حرام الآن ضرورة اقتصادية، وخلاص.

ورح -طبعًا- الطعن في الصحابة يمسكوه من أول، يبدأ بمعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة، الذي بعده، يطلع شباب ما عنده تعظيم للصحابة أصلاً، كاره بعض الصحابة، كره يعني ناقم على ويجئ يقول: هذه أخطاء تاريخية يجب تصحيحها.
الآن هو يريد يصحح -هذا القزم الصغير- أخطاء في التاريخ، تصحح ماذا؟ كيف تصحح؟ تريد تمد يدك إلى أين على شان تصحح أنت؟ سترجع بالزمن لوراء؟ يعني: يطلع ناقم على عثمان، عائشة، أبي هريرة، معاوية، عمروبن العاص، خلاص، وما في كبير، البخاري، أحمد، أبو حنيفة، الترمذي، الشافعي، ما فيه كبير!
لا قيمة للأئمة، ولا فهم الأئمة، هذا الدجال الذي يسمع منه الذي فتنه خلاص هذا أكبر شيء هو، لا يسمع فيه صرفًا ولا عدلا، لا يقبل فيه كلامًا، ولا تحذيرًا خلاص، فتن به، خلاص مفتون: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي هذا السماع لكلام الزنادقة والملاحدة الآن يعني الدجالين -والله شيء مؤلم يا جماعة- يجئ دجال مثل: عدنان إبراهيم، يطلع شباب وفتيات منحرفين، ما يعترف بالبخاري، ولا أحاديث نزول عيسى، ولا يأجوج ومأجوج، ويطعن في أبي هريرة، ويطعن في عائشة، ويطعن في معاوية، يجئ لأنه فصيح، وفاهم في الفلك، وفاهم في الطب، وعنده كلمتين شوية في اللغة العربية، يعني شيء مذهل.
يأتيك دجال آخر يقول لهم: قانون الجذب، ركز ذبذبات عقلك على الثراء، يتحد معها يطلع الثراء.

يأتي واحد ثالث يسوي دورة البرمجة اللغوية العصبية، ويطلع لهم تأليه العقل الباطن، والطاقة والعلاج بالأهرامات، والشكل الهرمي، والعلاج بالأحجار الكريمة.
ادخل في مدري إيش، الخروج من الجسد، أشياء تجي تشوف شيء وثنيات الشرق على إلحاديات الغرب، عقيدة وحدة الوجود، هو أصلاً يبغى يطلعوا أناسا ما تؤمن بالله، أنت تؤمن بالطاقة، اتحد مع الشكرات.
تقول: ما هذا؟ إيش الجيل الذي طالع؟ خلاص بعدين إقناع، إنه أغمض عينيك، استرخ، ركز، -طيب- وبعدين تخيل معي أنه في طاقة في الكون الآن يوجد اتحد معه، سوي كذا، و-طبعًا- مخالفة توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والقضاء والقدر ومخالفات وراء بعض، مخالفة عقيدة أنه لا ينفع ولا يضر إلا الله، مخالفة الأسباب، يعني: الله جعل في القضاء والقدر في أسباب شرعية وأسباب قدرية، كل ذلك ينسف عقيدة الإسلام في الأسباب تنسف عبر دورات تبرمج عقول الشباب والفتيات.
وهؤلاء يسمعوا، يحضر يسمع، افتح مقطعا، إيش أنت درست التوحيد؟ درست أركان الإيمان الستة وأركان الإسلام ومعنى الشهادتين؟ درست عقيدة القضاء والقدر؟ درست كلام أهل السنة في الصحابة؟ درست عدالة الصحابة؟ إيش درست؟ إيش عرفت؟
ويسمع تأجير العقل إلى الدجاجلة! يقول كلامه حلو، كلامه مقنع، أسلوبه جذاب، يخاطب عقلك، يا أخي -طيب- أنتأول شيء لازم واحد يربي نفسه صح، يعني على الكتاب والسنة، روح شف ما قال ابن عباس، وابن مسعود في الآيات؟

لا، لا، كلام الصحابة إحنا لسنا ملزمين، نحن الآن في القرن الحادي والعشرين ما لنا وللصحابة؟! كل واحد له فهم خاص، أنا عندي فهم جديد في الآية، وخلاص، وينفتح باب التأويلات الباطنية.
-طيب- ما مشكلة الرافضة؟
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ [الرحمن: 19]علي وفاطمة!
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ [الرحمن: 22]الحسن والحسين!
يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ [النساء: 51]أبو بكر وعمر!
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً [البقرة: 67] عائشة! إلخ..! خلاص ما دام ما إحنا ملزمين بتفسير الصحابة، إذا جاؤوا ناس الآن وفسروا هذا ليش لا؟ خلاص ما في ضوابط، كل واحد يفسر على كيفه، وأنا آت أفسر لك بالإعجاز العلمي وأطلع أشياء ما لها دخل ولا  لها علاقة بالتفسير، بغير ما أراد الله، يعني على غير مراد الله من كتابه، خلاص، يرسل طَيْرًا أَبَابِيلَ ۝ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ [الفيل: 3-4] خلاص واضح الناس طَيْرًا أَبَابِيلَ مجموعات، طيران، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ [الفيل: 4]، حجارة! لا، هذا ما يدخل العقل، -طيب- ما هو؟ جراثيم، مرض الجدري، يعني هذا الذي يدخل العقل؟! ملائكة؟ ما يدخل العقل، الجن، ما يدخل العقل! وإيش هو الجن أرواح وكلام! يا سبحان الله!
على أية حال: اللهم إني أعوذ بك من شري سمعيهذا واحد -طبعًا- من شر السمع -طبعًا- خل قضية الشبهات الآن، قضية الشهوات، يعني الآن ما الذي يحرك الغريزة في نفوس الناس؟ ما الذي يثير الشهوات؟ أليس سماع الغناء غناء النساء -مثلاً- غناء النساء؟! اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي غناء النساء، ما أثر غناء النساء على نفوس الرجال؟
وما أثر غناء الرجال الشباب المتزينين على الفتيات؟ وبرامج الواقع تبكي، طالع من المسابقة، ماتقول؟! يعني مأساة فتحت، اليهود استولوا على.. أشد -والله- لو صارت مذبحة والله ما تبكي! ذبح في الشام كذا! خرج هذا من المسابقة بكاء وعويل، البطل، مدري المعجب، تبعها.
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي الأذنان زناهما الاستماع؛ كما جاء في صحيح مسلم، الاستماع إلى ما يهيج شهوة الزنا! هذا لما يقول: أعوذ بك من شر سمعي.
لما يروح يسوي علاقة مع امرأة، ويقعد يتكلم معها، هذا الآن الكلام كلام الشاب مع الفتاة الأجنبية؛ لأن ما هي زوجة، أجنبية، كلام واسترسال وعواطف ومشاعر، إيش أثره هذا على القلب؟! موضوعنا الآن القلب إيش أثره؟!

المقصود بقوله:  ومن شر بصري

00:14:48

ومن شر بصري -طبعًا- خلاص البصر تشوف صور عارية، تبرج النساء، ينظر في مفاتنها وتنظر في مفاتنه، قال: ومن شر بصري العينان زناهما النظر، كما جاء في صحيح مسلم، وهذا يؤدي إلى ذاك، يعني زنا البصر يؤدي إلى زنا الفرج في النهاية.
هو كيف  يقع في الفاحشة؟! ما في مقدمات؟! فجأة كذا زنا، وقع عليها؟! ما في علاقات قبل؟! يعني ما في تعارف وابتسامة، فكلام فحب فموعد فلقاء فغرام، في مقدمات للفاحشة، شف يا جاءت من السمع، يا جاءت من البصر، يا جاءت من إشغال القلب بالعشق والعلاقة.
لما رأى النبي ﷺ رجلاً ينظر صرف بصره، و لك الأولى وليست لك الآخرة[رواه أبو داود: 2151، والترمذي: 2777، وأحمد: 23041، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود: 1865].
من سرح ناظره، أتعب خاطره، ومن كثر لحظاته، دامت حسراته، وضاعت أوقاته، وفاضت عبراته، والبكاء في النهاية بكاء أليم.

نظر العيون إلى العيون هو الذي جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلاً

ما زالت اللحظات تغزو قلبه اللحظات النظرات وراء بعض، وراء بعض يعني.

ما زالت اللحظات تغزو قلبه حتى تشحط بينهن قتيلاً

-طبعًا- من شرور البصر: النظر في الكتب المحرمة، وكتب أهل البدع والكفر والإلحاد والسحر.

المقصود بقوله: ومن شر لساني

00:16:43

قال: ومن شر لسانينطق محرم، غيبة، بهتان، كذب، تحريش بين المسلمين، افتراء، إفساد الزوجة على الزوج، تخبيب، شر اللسان الذي فيه الكلام القبيح، أو الفاحش يعني، هو إثارة الشهوة بالكلام، أصوات أحيان تصير تأوهات! تصير الشهوات، واللسان زناه الكلام.
واللسان ممكن يتكلم يفري في الأعراض، ممكن يكذب، يعني آفات اللسان كثيرة جداً.
اللسان آفاته إما كلام بالباطل أو سكوت عن الحق، كان لازم يتكلم بكذا، والرسول ﷺ قال لمعاذ لما سأله: هل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم [رواه الترمذي: 2616،وأحمد: 22069، وقال الألباني: "صحيح لغيره"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب: 2866].

المقصود بقوله: ومن شر ما قلبي

00:17:43

قال: ومن شر ما قلبي وهذا هو الشاهد، موضوعنا.
القلب سلطان البدن، وعنه يتولد كل سوء، وكل بلاء ومحنة، فأمر بحفظه حتى لا يفسد؛ لأنه إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله.
يقول ابن القيم -رحمه الله- من أطباء القلوب: أن مفسدات القلب خمسة: كثرة الخلطة، والتمني.
يعني واحد يقول: قدامك العمر كله، ويمكن يموت بكرة، يعني أماني، أمامك الزمن مفتوحا، يعني أحيانًا يجيء واحد يقول لك: شف هذه البضاعة الأثاث، هذا الخشب لك وللزمن.
يا أخي فهمنا: أنا لي فقط، الزمن إيش نستفيد؟ إلا إن تذهب لوارث، فيقول: مفسدات القلب خمسة: كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام [ينظر: مدارج السالكين: 1/453].
يعني: كثرة النوم، فهذه خمسة من أكبر مفسدات القلب، قال بعد شر القلب والاستعاذة من شر القلب؛ لأن شر القلب فيه سوء الظن، وفيه الحسد والحقد، القلب فيه نفاق ورياء، شر القلب؛ لأن القلب فيه سوء ظن بالله، شر القلب، آفات القلب عظيمة من شر قلبي من شر قلبي -مثلاً- بغض المؤمنين: رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَاا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا[الحشر: 10].

المقصود بقوله: ومن شر منيي

00:19:39

 قال: ومن شر منيي يعني شر الشهوة، يعني الزنا -مثلاً-.
وأيضاً من شر النطفة التي تطلع منك، يمكن يطلع ولد سيء، من شر منيي ممكن يطلع من هذه النطفة من هذه المني ولد مصيبة، يعني على عاق! يعني على عاص!
قال: ومن شر منيي ما يدري الواحد ما يطلع من ظهره، ما يطلع منه ولد! يطلعيمكن ولد مصيبة عليه وعلى الأمة. قال: ومن شر منيي هذه النطفة؛ لأنه الله أعلم ما يطلع منها! فيستعيذ بالله من شر المنيي!
قال بعضهم: الفرج ؛ لأنه -طبعا- الزنا واضحة.
قال بعضهم -طبعًا معنى بس نذكره لأنه ذكر وليس هو الراجح- قالوا: منيي، جمع المنية التي هي الموت، يعني من شر الموت [ينظر: عون المعبود شرح سنن أبي داود: 4/409].
وقال بعض العلماء: المني جمع المنية، وهي طول الأمل.
تعقب علي ملا القاري قال: والظاهر أنه غير صحيح؛ لأن المني بفتح الميم، إنما هي بمعنى الموت، وبمعنى المني أيضاً، وأما منية، فهي بالضم والكسرة، منية، وكذلك منية، بالضم والكسر، قال ابن حجر: وقيل هو جمع المنية، أي من شر الموت أي قبض روحه عل عمل قبيح.

ومن أدلة عدم صحة هذا القول -يعني أنه منيي جمع المنية التي هي الموت-: أنه يعني إذا كانت جمع الموت -طيب- كيف أنا أستعيذ من شر الموتات؟ هو كم مرة الواحد راح يموت؟
فليس هذا المعنى راجحًا، ولذلك قال في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": إنه لا معنى لجمع الموت بالنسبة لمتكلم واحد؛ لأنه ما راح يجيه الموت إلا موت واحد، ولذلك الأظهر والأنسب في الشرح تفسير سعد بن أوس نفسه أحد الرواة، وتفسيره مقدم على تفسير غيره: أن المراد به الفرج، والمني الماء، والمعنى واحد، هذا يؤدي إلى هذا، والنبي ﷺ قال في الحديث الآخر: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا -يعني إلى الحرام- والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه [رواه مسلم: 6925].
-طبعًا- هذه الحواس: وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[النحل: 78]، في المقابل: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَايعني الحق وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَايعني الحق ودلائل الحق وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا الحق وحجج الحق أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179].