الخميس 19 رمضان 1445 هـ :: 28 مارس 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

61- الماكروبايوتكس في ميزان الشريعة


عناصر المادة
لماذا كانت بعض هذه الدَّورات الحديثة مخالفةٌ لعقيدة التَّوحيد
احتواء الطاقة والريكي على عقائد باطنية
خطر دعوى أسلمة هذه الدَّروات الحديثة
ما هو نظام الماكروبايوتكس
اشتقاق الماكروبايوتكس، وأوَّل من استعمله
الماكروبايوتكس وارتباطه بالإلحاد
الأدلة على ارتباط طريقة الماكروبايوتكس بوحدة الوجود
مصادمة الاستشفاء بالطَّاقة والماكروبايوتكس للتوحيد
نماذجٌ من الأفكار التي يروِّجها مدرِّبوا هذه الدَّورات
الماكروبايوتك والطِّب الحديث
حقيقة نظام الماكروبايوتك
الماكروبايوتك فلسفةٌ شاملةٌ تحوي أنواعاً من الشِّرك
فرضية في الرَّد على أدعياء نظام الماكروبايوتكس
العلاج بالأحجار الكريمة
معالم الشِّرك في العلاج بالأحجار الكريمة

الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

لماذا كانت بعض هذه الدَّورات الحديثة مخالفةٌ لعقيدة التَّوحيد

00:00:17

فقد سبق الحديث في الدَّرس الماضي عن أمور مُتعلِّقة ببعض طُرق العلاج والاستشفاء من خلال الدَّورات الحديثة، وعرفنا أنَّ بعض هذه الطُّرق مخالفةٌ لعقيدة التَّوحيد ودين الإسلام من أساسها، وأنَّها مخالفةٌ لتوحيد الرُّبوبية، وهذه الطُّرق التي تعتمد على اعتقاد أنَّ هنالك كلياً يفيض بطاقات على مراكز متعلقةٍ بالجسم الأثيري الذي يسمُّونه للإنسان، وأنَّ هذه الأشياء التي تُناسب من خلال مساراتٍ للطَّاقة: هي التي تُشفي وتُجلب السَّعادة، وتطيل العمر وتحمي الإنسان ونحو ذلك، وقلنا: إنَّ في هذا منازعةٌ واضحةٌ لتوحيد الرُّبوبية، فإنَّ الله هو الذي يُشفي وهو الذي ينفع سبحانه، وأنَّ الزَّعم: بأنَّ هنالك طاقاتٌ أو طاقةٌ تُشفى أو كُليٌّ أو طاو أو غير ذلك مما يُسمُّونه من هذه الأشياء، وأنَّها تُجلب السَّعادة وتُطيل العمر ونحو ذلك، هذا اعتقادٌ شركيٌّ خطيرٌ.

وقلنا: إنَّ هذه الدَّورات القائمة على ما يُسمى بالريكي والبرامج التَّدريبية والتَّطبيقات العلاجية المعتمدة على استخدام الطَّاقة الكونية الكي مع تأثيرها على الجسم الأثيري الذي يتصل بالشركات وتُقدَّم من خلالها دوراتٌ لمرضى، وأيضاً دوراتٌ لمتدرِّبين يزعمون أنَّها تكسبهم القدرة على الشِّفاء بالنَّقرات وباللَّمس تارةً.
وذكرنا: أنَّ مؤسس هذه الطَّريقة ميكاو يسوي، هذا الرَّجل الذي درس عقائد النَّصرانية والبوذية، وأنَّه صام واحدًا وعشرين يومًا وخرج بعدها على النَّاس بطاقةِ الإبراء الكونية التي افتراها، وأنَّ هذا الريكي المكوَّن من شقِّين: ريٌّ، بمعنى الرُّوح، طاقة قوة الحياة في الجسم، الموجودة في جهاز الطَّاقة في الجسم الأثيري، والكي الكونية: الطَّاقة الكونية طاقة الإبراء، فهذه مصادمةٌ لصميم اعتقاد المسلمين أنَّ الله هو الشَّافي، وحيث أنَّ من أسمائه الشافي وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80].

فلا يُشفي إلَّا الله، وأنَّ الذين حاولوا الالتفات على هذه العقيدة الكفرية بطلاءٍ إسلاميٍّ؛ قالوا: إنَّ هذه أسبابٌ ليست تُشفي لكنها دواءٌ، نقول: من جعل ما ليس بسببٍ سببًا فقد أشرك، فإنَّ اعتقد أنَّه يضرُّ وينفع بذاته فشركٌ أكبرٌ، وإن اعتقد أنَّه ينفع، يعني: أنَّه سببٌ وأنَّ الأمر بيد الله، وهذا سببٌ ولم يجعله الشَّرع سببًا لا بدليلٍ ولا بقدرٍ واقع؛ فيكون شركاً أصغراً.
وذكرنا: أنَّ الاعتقاد بوجود طاقةٍ كونيةٍ بيدها الشِّفاء، ومنح الصِّحة: هو كفرٌ بالله العظيم، وشركٌ بالرُّبوبية، وأنَّ ممارسة الطَّقوس: من إغماض العينين، والتَّأمُّل، والتَّركيز، والتوجه، واستحضار أشياءٍ معينةٍ: هي في الحقيقة تشبُّهٌ بعباداتٍ بوذيةٍ ووثنيةٍ للشَّرقيين، وقد قال النَّبي ﷺ: من تشبَّه بقومٍ فهو منهم [رواه أبو داود: 4031، وصححه الألباني في الجامع الصغير: 11094].
فبعض ما يُمارَس في هذه الدَّورات عبارةٌ عن طقوس وثنية، والذي يقوم بها متشبِّهٌ بالكفرة.

احتواء الطاقة والريكي على عقائد باطنية

00:04:30

وذكرنا أنَّ من الانحرافات الموجودة فيما يسمُّونه بالطَّاقة والريكي: الاحتواء على عقائد باطنية فاسدة، مثل" تناسخ الأرواح، وعقيدة وحدة الوجود، وتأليهُ الطَّبيعة، وتأليه الوجود، وتأليه الذات، ومحو مسألة الافتقار إلى الله، والاعتقاد بأسبابٍ وهميةٍ مزعومةٍ لا تزيد النَّاس إلا وهماً، لم يدلُّ عليها كتابٌ ولا سُنَّةٌ ولا قدرٌ ولا تجربةٌ من الواقع، ولا دراساتٌ علميةٌ صحيحةٌ.
وذكرنا أنَّ من المساوئ العظيمة: الاعتماد على ما يسمُّونه بالريكي والاستعانة والاستغاثة الشِّركية لطلب حضور الطَّاقة الكونية؛ لأنَّ بعض ما  يُمارَس عبارةٌ عن استحضار تركيز وطلب استجلاب هذه الطَّاقة، وتختَم الجلسات العلاجية بشكر الطَّاقة الكونية على حضورها.

خطر دعوى أسلمة هذه الدَّروات الحديثة

00:05:38

وذكرنا خطر دعوى الأسلمة وصبغ هذه الدَّورات بطلاءٍ إسلاميٍّ، وأنَّ من أسباب انتشار مثل هذه الأشياء: أنَّها وسيلةٌ استرزاق، فبعض النَّاس دخله المالي يقوم عليها، إمَّا أنَّه مدرِّبٌ أو تابعُ جهةٍ تروِّج لهذا أو تسوِّق أو أنَّ له نسبةٌ مثلاً، ودخولها تحت اسم التَّنمية البشرية، أو تحت سوق الدَّورات: هو دخولٌ خطرٌ جدا، وذكرنا أنَّه كما دخل الباطل على المسلمين في القديم في حركة التَّرجمة غير المنضبطة التي حصلت في عصر من عصور الدَّولة العباسية؛ كذلك دخل الباطل على المسلمين من خلال دوراتٍ باطلةٍ، غير الدَّورات الصِّحيحة المفيدة التي فيها تنميةُ مهارات واكتساب مهاراتٍ إداريةٍ أو اجتماعية، ودورات في الاستثمار وفي تربية الأبناء، ودورات في الاتصال بالجمهور، دورات في الخطابة ودوراتٌ في ميزانية الأسرة دوراتٌ في اتخاذ القرار ووضع الاستراتجيات لتحقيق الأهداف، فهناك دوراتٌ كثيرةٌ مفيدةٌ للموظفين وغير الموظفين ليس لها علاقة بهذه الأشياء، لكن هذه شركياتٌ دخلت تحت اسم الدَّورات، وهو ما يجب على المسلمين التَّصدي له غيرةً لله وعلى دينه وعلى إخوانهم المسلمين، وذكرنا من أنَّ ضمن الطِّلاء الذي يحاول بعضهم أن يُأسلم هذه الأشياء: أن يقول بأنَّ الريكي هو رقية شرعيةٌ، ولكن هذا كذبٌ واضحٌ جداً.

ما هو نظام الماكروبايوتكس

00:07:29

من الوسائل التي يستعملها هؤلاء في الاستشفاء وفيها دوراتٌ علاجية الماكروبايوتكس: نظام الماكروبايوتكس له علاقةٌ بنظام الطَّاقة، والمعالج بالطَّاقة يتمُّ تشجيعه على اتِّباع نظام تغذيةٍ نباتيٍّ مع الإكثار من الألياف وتقليل الدُّهون للتَّحكم بالطَّاقة، هنا نأتي إلى مسألةٍ خطيرة وهي: مدخلٌ صحيحٌ لعقيدة باطلة، مدخلٌ مفيدٌ صحيٌّ وراءه وثنيةٌ شرقيةٌ معها إلحادٌ غربيٌّ، حتى هذا المدخل يجب تنقيحه على ضوء الخبراء في الطِّب والتَّغذية؛ لأنَّه أحيانًا يتمُّ عمل مدخل لكن المدخل هذا وإن ظهر فيه من المخارج أنَّه حميةٌ أو نظامٌ غذائيٌّ متوازنٌ، لكن نحن نريد أن نعرف ماذا وراءه؟ ومعلومٌ أنَّ الباطل لا يُروَّج إلا بغطاء من الحقِّ، والحرام لا يروج على كثيرٍ من النَّاس إلا بغطاءٍ من المباح وهذا ما يحدث، هم يزعمون أنَّ زيادة تناول اللُّحوم تؤدِّي إلى فقدان التَّحكم بالطَّاقة، ولذلك يريدون نظاماً نباتياً لأجل الوصول إلى قضية استمداد الطَّاقة.

اشتقاق الماكروبايوتكس، وأوَّل من استعمله

00:09:09

الماكروبايوتكس: مصطلحٌ مكونٌ من كلماتٍ يونانيةٍ: ماكرو: الكبير، بايوس: الحياة، فيكون معناه: الحياةُ الكبيرة، أو النَّظرةُ الكبرى للحياة، ويُعدُّ أساوا الياباني في أربعينيات القرن العشرين أوَّل من استعمل هذا المصطلح، وهو نظامٌ شاملٌ مبنيٌّ على الفلسفة الإلحادية للكون والحياة، ويروِّجون على أنَّك تحصل بواسطته على حياةٍ طويلةٍ صافيةٍ نقيةٍ بعيدةٍ عن الآلام والأمراض، وتتحكَّم في الطَّاقة الكامنة في جسمك، وتستمدُّ وهذه المسارات التي تدخل بالطَّاقة إلى جسمك، وأنَّها تُسبب نقاء وتصفية وصحة بدن ونحو ذلك، قلنا: إنَّ هناك جزءٌ من الموضوع قد يظهر أنَّه برئٌ هو مجرَّدُ نظامٍ غذائيٍّ قد يكون الأمر مقبولاً إذا كانت المسألة مُجرَّد حمية، ونحن أصلاً لا نحتاج هذا؛ لأنَّ الحمية موجودةٌ في الشَّرع والطِّب، فلا تحتاج إلى دوراتٍ استشفائيةٍ بالطَّاقة، وممكن أن تصِل إلى فوائدٍ صحيةٍ من خلال اتِّباع أنظمةٍ غذائيةٍ متوازنةٍ صادرةٍ عن خبرةٍ وتجربةٍ، مثلاً: إذا قالوا أكثِر من الألياف ومن تناوُل البقول والفواكه ذات النُّسب السُّكر المتدنية: كالفراولة والأناناس، وحاوِل أن تأكل هذه الحبوب ذات القشرة الكامنة: كالنُّخالة مثلاً: قمح شوفان ذرة إلخ، وقلِّل من اللُّحوم الحمراء، وأكثر من السَّمك، وابتعد عن الدُّهون والمقليات فهذا أيُّ نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ، أو نظامٍ غذائي طبيٍّ سيُعطيك هذه المسائل، وإذا جئت –مثلاً- إلى نصوص الشَّرع التي فيها بحسب ابن آدم لُقيماتٍ يقمن صلبه فإن كان لا بُدَّ فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنَفَسِه [رواه الترمذي: 2554، والنسائي: 6768، وأحمد: 17225، وابن حبان: 674، والحاكم: 7139، والطبراني: 17035، وصححه الألباني في الصحيحة: 2265].
فهذا موجودٌ في الشَّرع، فأنت لا تحتاج إلى عالم الخُزعبلات والوثنيات لكي يدلُّك عليه، وموجود في الواقع في عالم الطِّب وعند خبراء التَّغذية فلا تحتاج الماكروبايوتكس ولا إلى ريكي ولا إلى الطَّاقة لتدلُّك عليه، ولكن عندما تخلط أنظمةُ الحمية أو الأنظمة الغذائية التي يمكن أن تكون ظاهرها رحمةٌ وفي باطنها عذابٌ وشركياتٌ وكفرياتٌ واعتقاداتٌ باطلةٌ، فربطوا العناية بالصِّحة في الظَّاهر وأنظمة الحمية جعلوها من الخارج وربطوها بالفلسفات الباطنية الباطلة من الدَّاخل، وعلمًا بأنَّ بعض هذه الطُّرق الموجودة في الماكروبايوتكس قد لا تكون حتى في عالم التَّغذية السَّليمة ولا يكون مقِرَّاً بها، فقد يمنعون بالكُلية تناول اللُّحوم الحمراء والدَّواجن والبيض والألبان، يعني: شيءٌ يشبه صيام النَّصارى؛ لأنَّ النَّصارى صيامهم قائمٌ على الامتناع عن المشتقات الحيوانية مدةً معينةً، فيصومون ويزعمون أنَّ صيامهم هذا وقد يحتاج الجسم بعض هذه الأشياء، وكذلك تلزم بعض هذه الطُّرق المتعلِّقة بالماكروبايوتكس هذه، فمثلاً: مضغ الطَّعام لأربعين أو ستين مرةً قبل بلعه، والمريض يمضغ مائتين مرةً: هل يحتاج الأمر إلى هذا؟ يعني: بعضها فيها مبالغاتٌ غير مقبولة حتى عقلاً.

الماكروبايوتكس وارتباطه بالإلحاد

00:13:42

فالتَّعاليم الموجودة في الدِّيانة الطَّاوية وفي الفلسفة الإغريقية القديمة وبوذية زن، التي تعتقد بوجود كُلِّيٍّ  يفيض على الموجودات مثل: الفلاسفة الذين يعتقدون بالعقل الكُلِّي الذي يفيض على الموجودات أو على العقول، وأنَّ من أراد أن يتصل بالعقل الكلي أو يتصل بالطَّاو هذا حسب الدِّيانة الصِّينية الوثنية، وأنَّ هذا الكُلِّي يتعامل بشكلٍ ثنائيٍّ متناغمٍ مع الين واليانج، وتقوم على أساس فهم الفلسفة هذه، واضطراد الين واليانج في سائر الموجودات وأهمية الوصول للتَّناغم معها؛ ليكون الكل واحدًا، أيُّ: في اندماجٍ بين الكُلِّي وبينك يا أيُّها الإنسان، وهذا ربطُ الموضوع بوحدة الوجود، ولذلك إذا حصل الاندماج -وهو الغاية عندهم- الوصول للاندماج بالكلِّي فهو في النَّهاية الذي لا يُفرِّق بين خالقٍ ومخلوقٍ وعابدٍ ومعبودٍ والإنسان والحيوان والنبات والجماد، حتى أنَّه لا يُفرِّق بين جنسٍ وجنسٍ ودين ودين؛ لأنَّه يقول: إنه لا بُدَّ من التَّناغم بين الين واليانج من أجل وحدةٍ عالميةٍ، إذًا فلسفة الماكروبايوتكس ليست هي مفصولةٌ عن نوع من الكفر في التَّسوية بين الحقِّ والباطل، الماكرو هو نفسه الطَّاقة الكونية التي يعتقدها هؤلاء، وتقوم على أساس وحدة الأديان ووحدة الوجود، وحدة الوجود كما قلنا: أنَّه لا فرق بين خالقٍ ومخلوقٍ فكُلُّه واحدٌ، وكُلُّ ما ترى بعينك فهو الله، من هو الله عندهم؟ هذا الكون والسَّماء والأرض هو الله، والإنسان هو الله والجدار، وكُلُّه عقيدة وحدة الوجود.

الأدلة على ارتباط طريقة الماكروبايوتكس بوحدة الوجود

00:15:46

ومن الأدلَّة على ارتباط هذه الطَّريقة بوحدة الوجود: نصوصٌ مذكورةٌ في كُتب مؤسسي وروَّاد هذا المذهب، ومن كلام هذا الرَّجل الياباني مؤسس أو واضع هذه النَّظرية، أو من وكلائها أو من روَّاد مدرسته من الشَّرقيين أو الغربيين أو العرب، يقول أساوا في كتابه الدَّعوة إلى الصِّحة والسَّعادة في صفحة14: إنَّ هدفي في إصدار هذا الكتاب أن أدلَّك على طريقة اغتذاء واختيار أطعمة ستقودك في آخر الأمر إلى الحقيقة والسَّعادة الأبدية، فهو لا يقول تقودك مثلاً إلى تخفيض الوزن أو إلى صحة أفضل أو إلى قوَّة جسمٍ لا، بل يقول إلى الحقيقة والسَّعادة الأبدية، فكلمة السَّعادة الأبديَّة ماذا تعني؟ فليس المقصود مجرَّد حفظ الصِّحة؛ لأنَّ الإسلام يدعو إلى حفظ الصِّحة، وجاء الإسلام بمبادئٍ لحفظ الصِّحة، ولكن وراء المسألة فلسفاتٌ تصوفية ووثنية، يقول أحدُهم وسمَّى نفسه أو كتب على غلاف الكتاب: حكمُ الزَّمان حمرة في كتابه أسرار الطَّاقة: إنَّ الله طلب منا منح هذا الحبّ بالمقدار الذي منحه لنا دون تحديدٍ الجنس أو اللون أو العرق أو الدِّين أو الانتماء، فكُلُّنا نتدَّرج تحت اسم أحباب الله، وسيأتي ما معنى كُلُّنا؟ ليست المسألة مجرَّد تذويب دهونٍ أو تخلُّصٍ من شحومٍ أو أشياء ضارَّة في الجسم، وإن كان المدخل مدخلاً صحياً، لكن للوصول إلى ما نحتاجه في الصِّحة، لا نحتاج هذا الكلام كُلَّه، يقول جورج أساوا واضع نظام الماكروبايوتك متحدثًا عن الطَّريق إلى السَّعادة: إذا كان على وجه الأرض إنسانٌ واحدٌ أو شيءٌ واحدٌ لا تحبه فلن تكون سعيدًا أبداً، إذًا يجب أن تحبَّ الجميع كُلَّ من على وجه الأرض، كُلَّ مخلوقٍ موجودٍ ما معناه؟ يهوديٌّ نصرانيٌّ بوذيٌّ هندوسيٌّ مجوسيٌّ ملحدٌ فأيُّ واحدٍ، وإذا ما حبيت كُلَّ النَّاس على وجه الأرض فلن تستفيد من العلاج.

مصادمة الاستشفاء بالطَّاقة والماكروبايوتكس للتوحيد

00:18:53

فهذا مصادمٌ مصادمةً واضحةً للآيات والأحاديث: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ [المجادلة: 22].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة: 1]. والله  هدَّد من يتولَّى بأن يأتي بقومٍ يحبُّهم ويحبُّونه أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين، والنَّبي ﷺ قال: إنَّ أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله [رواه أحمد: 18723، وحسن الألباني في الجامع الصغير: 3772].
فواضعُ طريقة الطَّاقة والاستشفاء بالطَّاقة والماكروبايوتكس وإلى آخره واضحٌ جداً أنَّ طريقته مصادمةٌ للإيمان والتَّوحيد بل وقاضيةٌ على عقيدة البغض في الله؛ لأنَّها تنصُّ على أنَّه ممنوع البغض ولو أبغضت أو كرهت أحدًا أو دينًا أو مذهبًا فلن تستفيد من العلاج بالطَّاقة، وبعض المدرِّبين ومنهم كما قلنا الزِّنديق أحمد عمارة يقول بالنَّص: مِن أتباع التَّوراة والإنجيل أمةٌ مقتصدةٌ، فهو لا يقصد بالأتباع مثلاً: حواري عيسى والمسلمين من بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى، بل يقصد اليهود والنَّصارى الموجودين الآن، يقول: ليسوا كُلُّهم كفارًا، كمن يقول: من لا يعلمون، وهذا لا يمنع أنَّ كثيرًا منهم ساء ما يعملون، لكن ليسوا كفارًا، فأحمد عمارة لا يُكفِّر أحداً، ويقول تحت عنوان الدِّيانات السَّماوية نظرةٌ نفسيةٌ متعمقة مدعمَّةٌ بالأدلَّة هذا الكلام السَّابق، وله كلامٌ خطيرٌ أيضاً سيأتي ويتبين من خلاله أنَّ الرُّجل زنديقٌ، فقد قال: إنَّ القرآن محرَّفٌ، وسيأتي نصُّ كلامه في  إثبات تحريف القرآن عنده، فهو يُقرُّ ويعتقد أنَّ القرآن محرَّفٌ؛ لأنَّه يوجد نصوصٌ في القرآن ضدُّ عقيدة هذا الرَّجل جورج أساوا واضع النَّظام، يقول بالنَّص: إنَّ من يشعر بالكون الحقيقي في كيانه لا ينتمي إلى أيِّ دينٍ أو طائفةٍ.

يعني: إذا أردت أن تدخل في هذه الطَّريقة التي جاء بها فمن الضَّروري أنَّ لا يكون عندك أيُّ دينٍ ولا انتماءٍ لأيِّ دينٍ ولا لأيِّ طائفةٍ، قال: إن من يشعر بالكون الحقيقيِّ في كيانه لا ينتمي إلى أيِّ دينٍ أو أيِّ طائفةٍ، إنَّ المريدين والأتباع هم الذين يأتون بالدِّيانات والطَّوائف، ويخسرون على الدَّوام الرُّوح الحقيقية للأنا الصَّغير والعالم الخفي للأنا الكبير، هذا في كتاب المبدأ الفريد لجورج أساوا صفحة67.
مرَّةً أخرى: ليست القضية أنظمةٌ غذائيةٌ، وإن كان في بدايتها وفي ظاهر بعض ذلك؛ لكن وراءها ما وراءها، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتكلَّم على الباطنية ووحدة الوجود: "فإذا دخل معهم الطَّالب وخاطبوه بما تنفر عنه فطرته فأخذ يعترض عليهم قالوا له: أنت لا تفهم، وهذا لا يصلح لك" يعني: هذا فوق مستواك، "فيبقى ما في النُّفوس من الأنفة والحمية يحملها على أن تسلم تلك الأمور قبل تحقيقها عنده وعلى ترك الاعتراض عليها؛ خشية أن ينسبوه إلى نقص العلم والعقل" فينهزم نفسياً ويتبعهم؛ لأنَّه إذا اعترض سيقولوا أنت غبيٌّ لا تفهم ونسبوه إلى الجهل ونقص العقل، قال شيخ الإسلام: "ونقلوا النَّاس في مخاطبتهم درجاتٍ كما ينقل إخوانُهم القرامطة المستجيبين لهم درجة حتى يوصلهم إلى البلاغ الأكبر والنَّاموس الأعظم الذي مضمونه جحد الصَّانع وتكذيب رسله وجحد شرائعه وفساد العقل والدِّين والدُّخول في غاية الإلحاد المشتمل على غاية الفساد في المبدأ والمعاد". كلام شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل 1/295.

نماذجٌ من الأفكار التي يروِّجها مدرِّبوا هذه الدَّورات

00:23:35

ومن ضمن الموجودين الآن الذين يبثون هذه الأفكار أحمد عمارة الذي يقول بالنَّص: أريد أن أخبركم شيئًا صادمًا، هذه تهيئةٌ نفسيةٌ قبل أن تسمع الفرقعة التي سيأتي بها، أريد أن أخبركم شيئًا صادمًا: كُلُّ الكتب السَّماوية بلا استثناء تمَّ تحريفها، وهذا ينطبق على الجميع بما فيها القرآن، هذا كلام أحمد عمارة فإذًا: لا حلال ولا حرام فالقرآن هذا غير معتمد فهو محرَّف، ومن ثُمَّ سيترك الشَّاب الذي يتبعهم في دوراتهم المتقدِّمة مثلاً يتخلَّى عن دينه، والمرأة تتخلَّى عن دينها، بل يفقد المسلم عزته بإسلامه وثقته بالقرآن، يقول أحمد عمارة بالنَّص: واليوم يكرِّر المسلمون أيضاً نفس الخطأ النَّفسي الذي وقع فيه بعض أصحاب الكتب السَّماوية الأخرى، ولعب الشَّيطان معهم نفس اللعبة، فبدؤوا يقولون: ما هو الخطأ الكبير الذي يكرِّره المسلمون؟ يقولون: لن يدخل الجنَّة إلا من كان مسلمًا مثل ما قالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى، فهل يعني: أنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام لما أخبر أنَّه لن يدخل الجنة إلَّا من قال لا إله إلا الله هذا خطأ؟ قال: وهذا في حدِّ ذاته يشعر المسلم بالتَّعالي والكبر، فانظر الآن إلى المدخل: أنَّه أنت يا مسلم يا من تقول لن يدخل الجنَّة إلا مسلمٌ هذا يقود للكبر، فتصير متكبراً؛ لأنَّك ترى أنَّ اليهود والنصارى يدخلوا النَّار! قال: وفي حدِّ ذاته يشعر المسلم بالتَّعالي والكبر على غيره، ويدفعه تلقائيًا للتَّعامل معهم بدونية، طبعاً معنى ذلك: أنَّ أحكام أهل الذِّمة الموجودة في الكتاب والسُّنَّة هي دونية هذه خطأ؛ لأنَّها تدفع إلى الكبر بزعمه، يقول: وهنا المصيبة التي يريد الشَّيطان أن يوقع فيها الشَّخص؛ لأنَّ هذه الطَّريقة الوحيدة التي ستنفر النَّاس كُلَّها من الدِّين بالعناد والمكابرة، أيضاً هذا كلام أحمد عمارة في كتابه الدِّيانات السَّماوية نظرةٌ نفسيةٌ متعمقةٌ مدعَّمةٌ بالأدلَّة.
مع الأسف أنَّ الماكروبايوتك هذه تقوم دوراتها في بلاد المسلمين في صورة دورات توعية غذائية تُنبِّه على نظام الكون وفلسفة النَّقيضين: الين واليانج، مع محاولة أسلمة هذا الفكر الفلسفي بطلاءاتٍ لا تسمن ولا تغني، فيزعم بعض المدرِّبين في سوق الطَّاقة هذا، وياليته طاقةُ النَّفط أو طاقة الكهرباء أو طاقة الإشعاع أو طاقة الرِّياح أو الطَّاقة الشَّمسية، وليته طاقةٌ مفيدةٌ لكان استفدنا منهم وأخذنا منها ما نشغِّل به الأجهزة ونوفِّر المصاريف، لكن طاقةٌ غير مختلفة تمامًا مثل الأسلمة الوهمية أو الأسلمة الكاذبة التي هي عبارةٌ عن تلبيس: لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ  [آل عمران: 71]، فالين واليانج اعتقادٌ وثنيٌّ، يقولون: الين واليانج هو المذكور في قوله تعالى:  وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ  [الذاريات: 51].  

فهذا تقريبٌ مثل الذي يقول عقيدة المجوس صحيحةٌ: إلهُ الخير وإلهُ الشَّرِّ، وإلهُ النُّور وإلهُ الظُّلمة، مذكورةٌ في قوله تعالى: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ فهناك نورٌ وظلمةٌ تُركِّب هذه على هذه، فهذه مشكلة خداع الأسلمة الوهمية الموجودة اليوم، وإذا كان الله خلق في الحيوانات: ذكرٌ وأنثى، وخلق في الكهرباء: موجبٌ وسالبٌ وخلق في الألوان: أبيضٌ وأسودٌ، وخلق في الأجواء: حارٌ وباردٌ ورطبٌ ويابسٌ، فهذا لا يعني دخول هذه الكفريات الشَّرقية في هذا الذي أخبر الله عنه، هذا تلبيس؛ لأنَّ الين واليانج مدبِّران للكون عندهم، فكيف تدخل في قوله: وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ؟ فهذا شركُ في الرُّبوبية: الاعتقاد في الين واليانج، قال ابن القيم رحمه الله: "وإذا انضافت الأقوال الباطلة إلى الظُّنون الكاذبة وأعانتها الأهواء الغالبة فلا تسل عن تبديل الدِّين بعد ذلك، والخروج عن جملة الشَّرائع بالكُلِّية". [إغاثة اللهفان: 2/146]. إغاثة اللهفان.

الماكروبايوتك والطِّب الحديث

00:28:53

ومن النَّاحية المادية البحتة: إذا عرضت بعض الأنظمة الغذائية لهؤلاء على الطِّب وخبراء  الطِّب، فإنَّهم يقولون إنَّها غير مبنيةٍ على دراساتٍ معتمدةٍ؛ لأنَّها تعتمد في الاختيار على اللُّون والشَّكل والوزن والحجم والطَّعم والقوام ودرجة الحرارة والحموضة، ومحتوى الأطعمة وطريقة الطَّهي وطريقة التَّناول، ونظام الماكروبايوتك يفتقر إلى مبدأين مهمِّين من مبادئ الأغذية الصِّحية وهما: التَّنوع والتَّوازن، يعني: حتى من النَّاحية الطَّبية: فالماكروبايوتك عليه اعتراضٌ من الكُفَّار أنفسهم ومن أطباء الغرب والشَّرق، ومن النَّاحية المادية؛ وأنَّ الاعتراضات من جهة التَّنوع؛ لأنَّ النَّظام هذا يمنع تناول الحليب واللُّحوم الحمراء والبيض واللبن، وبعض الخضروات التي تمثِّل ثلاثًا من مجموعات الخمسة التي يتكوَّن من هرم الدَّليل الغذائي المتوازن من العناصر الغذائية في الغذاء اليومي، أمَّا فقدان التَّوازن: فإنَّ هذا النَّظام يُفرض بإفراط تناول ألياف بدون بروتينات ودهون وسوائل، وهذا يؤدي إلى الجفاف، ويمثِّل خطورةً على الصِّحة.
من الدَّجل الموجود في الماكروبايوتكس: أنَّهم يزعمون أنَّ هذا النَّظام يشفي من السَّرطان، وطبقًا للجمعية الأمريكية للسَّرطان: لا توجد أيُّ دلائلٍ علميةٍ على أنَّ نظام الماكروبايوتكس يعالج السَّرطان، وحذَّرت الأكاديمية الأمريكية للأطفال من اتِّباع هذا النَّظام الماكروبايوتكس من قبل الأطفال؛ لأنَّه سيؤدِّي إلى نقص في الكالسيوم وفيتامن د الموجود في الحليب، حيث أنَّ الماكروبايوتكس يمنع من تناول الحليب، وبالتَّالي سيؤدِّي إلى لين العظام والكُساح لدى الأطفال، ونظرًا لانخفاض نسبة البروتينات والسُّعرات الحرارية قد يؤدِّي عند الأطفال أيضاً إلى سوء التَّغذية نتيجة نقص البروتينات والسُّعرات الحرارية اللَّازمة للأطفال، بالنُّسبة للبالغين طبياً أيضاً: لا ينصح به؛ لأنَّه يفتقر إلى عناصر غذائية مهمة مثل: فيتامين C وDوB12 والحديد، بالإضافة إلى الدُّهون فالاستمرار عليه ممكن يؤدِّي إلى مشاكل صحية من النَّاحية الصِّحية، أيضاً القواعد العلمية تُفيد أنَّ أيَّ ادِّعاءات صحيةٍ لا بُدَّ أن تُثبت وتُبرهن من خلال دراسات، ويعلن عنها وتعتمدها هيئاتٌ عالمية معتبرةٌ، أمَّا ما هو موجودٌ لديهم فمجرَّد دعاوى لن تثبت من النَّاحية العلمية، وبالتَّالي عند الجهات العالمية كمنظمة الصِّحة العالمية أقرَّت هذا العلاج بالطَّاقة والماكروبايوتكس مثلاً فهي عبارةٌ عن ترويج بالمال ومصدر للكسب وأكل المال بالباطل،وبالنُّسبة محلياً: فعلى الأقلِّ من الأطباء الموجودين لدينا: أعضاء الجمعية السُّعودية للغذاء يؤكِّدون ضعف دلائل فاعلية نظام الماكروبايوتك في علاج السَّرطان.

حقيقة نظام الماكروبايوتك

00:32:45

فنظام الماكروبايوتك ليس كما قلنا أنَّه مسألة حفظ الصِّحة أو أنَّه قضية الأكل، بالإضافة إلى النَّظام الغذائي فهناك تمارين التَّنفُّس التَّحولي وتمارين الاسترخاء والتَّأمُّل التَّجاوزي، فممكن أنَّ يضحك به على الجهلة المساكين، يدعو لتعلُّم مهارات وتدريبات التَّعامل مع جهاز الطَّاقة والشُّكرات من خلال الريكي والتشي كونج واليوجا، والاهتمام بالخصائص الرَّوحانية لجميع الموجودات، فمثلاً: الشُّموع تجلب المحبَّة: فما العلاقة بين الشُّموع والمحبَّة؟ يعني: الشُّموع موجودةٌ عند النَّصارى في بعض طقوسهم، وعند بعض الوثنيين أيضاً، والآن صارت الشُّموع جالبة المحبَّة علامة استفهام: حجر الكهرمان يجلب الثَّقة بالنَّفس فما علاقته هذا اللون الأخضر أنَّه يشفي مرض القصور في الكُلية المانترا أوم؟ فهذ اسم طاغوت هندوسي معروف في اللغة السنسكريتية، وهذا يعني: بالنُّسبة للإلهي الهندوسي هذا عندهم إذا قال للرَّجل كن مريضاً فيكون مريضاً، أو يقول له: كن معافاً فيصبح معافاً، هذه منازعة لله في ربوبيته.

الماكروبايوتك فلسفةٌ شاملةٌ تحوي أنواعاً من الشِّرك

00:34:31

من التَّوصيات التي تقدِّم للمعالجين المتقدِّمين في الطَّاقة: عدم الجهر بهذا أمام المبتدئين؛ لأنَّ المبتدئ سينفر، يعني: المسلم العادي لما يسمع هذه التَّمتمات: أوم أوم أوم فسيقول: هؤلاء نفس الدَّجَّالين والمشعوذين ونفس الطَّريقة، فيقولون كما قال صاحب كتاب الوجوه الأربعة للطَّاقة رفاه وجمان السَّيد تقول: يكتفي المعالج بذكرها في نفسه من غير صوتٍ مسموعٍ، فهذه عقائدُ الباطنية مبنيةٌ على السِّريَّة؛ لأنَّهم يخشون من النُّفور حال الانكشاف، أول ما تدخل في الموضوع تسمع أشياء غريبةً تقول: دجَّالون مشعوذون، فيا أيُّها المدرِّبون ويا أيُّها المعالجون: لا تتكلَّم بصوتٍ مرتفعٍ بل تمتم بها في نفسك، إذًا الماكروبايوتك في حقيقته ليس مجرَّد نظامٍ غذائيٍّ؛ بل هو فلسفةٌ شاملةٌ فيها من أنواع الشِّرك والوثنية والدَّجل ويروِّج لها.
والمؤسف أنَّ بعض الذين دخلوا في هذا المجال للاسترزاق والمال، فلما يُقال مدرِّبٌ يكون لها جاذبية من النَّاحية الوجاهيَّة، ويدخل على الدَّورة ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف وعلى الشَّخص أن يدفع رسوماً معينةً، فهذه تجلب المال، وإذا جاء شخصٌ يتسمُّ بالالتزام أو كان شكله متديناً ودخل في الموضوع سواءً انطلت عليه الخدع أو أنَّه صاحب هوى أو يريد الاسترزاق بالمال، فسيصبح مفتونًا بذلك ويروِّج لها، وأنا أُريد أن أقول أنَّ أصحاب الدَّورات هذه الكفرية الشِّركية الوثنية البدعة الضَّالة الفاسدة المفسدة: يهمهم جداً أن يكون من المدرِّبين أصحابُ لحى، حتى يكون لها قبولاً، وهذا مع الأسف شيءٌ لا بُدَّ أن نذكِّره أنَّه ليس من أدلَّة الحقِّ وجودُ لحية، كارل ماركس كان عنده لحيةٌ وممكن يأتي ملتحيٌّ يعرض لك دورةً وهي في الحقيقة دورةٌ فيها كفرٌ وشركياتٌ لكن وهو مفتونٌ، يعني: إذا أردنا أن نقول: لا هذا ليس تعمُّقاً في الزَّندقة، لا فهو مسلمٌ لكن لماذا دخل؟ دخل استرزاقًا، أو لأنَّ فيها شهرةٌ، كذلك على أحسن الأحوال أنَّه افتن بذلك، أو أنَّه انطلت عليه تحت الأسلمة الوهمية فصار بوقاً ومن دعاة هذه الطُّرق المنحرفة، ومحاولة بعض الذين دخلوا فيها قالوا: نحن سنعمل عملية تنقية، فأنت تقول: الآن أنَّ هناك أشياء وثنية فنحن نأخذ الماكروبايوتكس هذه وننقِّيها من الوثنيات، في الحقيقة أنَّ بعض هذه الأشياء ما يمكن تفصلها تماماً عن جذورها؛ لأنَّه ستصبح شيئاً آخراً.

فرضية في الرَّد على أدعياء نظام الماكروبايوتكس

00:38:44

خذوا مثلاً: نظام غذائي افرض أنَّ شخصاً قال: أنتم عندكم المشكلة: تمارين التَّنفس التَّحولي وتمارين الاسترخاء والتَّأمُّل التَّجاوزي، فسنلغيها ونلغي إغماض العينين والتَّأمُّل والتَّركيز، ومسألة أنَّك لازمٌ تحبُّ كُلَّ المخاليق فلا نقول إنَّك تحاول تتصل بالطَّاقة بالكُلِّي بالطَّاو بالشَّكرات ين ويانج، فماذا سيبقى عندكم؟ نظامٌ غذائيٌّ وحميةٌ لا تحتاج تأخذه من الماكروبايوتكس، ولا من الطَّاقة واذهب إلى خبراء تغذية وخبراء طبٍّ، وخذ منها نظاماً غذائياً وسوِّقه، قل يا أيَّها النَّاس أنا أعمل لكم دورات صحية، فلماذا تأخذ الاسم الذي أنشأه أوساوا الدَّجَّال المشعوذ الوثني؟
ولماذا تدخل في نفس البوابة وتشتغل تحت نفس العنوان؟ ومن يحاول أسلمة هذه الأشياء قلنا كمن يغسل النَّجاسة يريد أن يُطهِّر النَّجاسة ذات البول والغائط لا يقبل التَّطهير، بعض النَّاس يقولون: دخلنا وجرَّبنا واستفدنا، فنقول إمَّا أنَّك استفدت لوجود بعض الأشياء الصَّحيحة، مثل شخصٌ دخل في النَّظام وما سبق أنَّه أخذ نظام حمية، فنزل عنده الكولسترول نتيجة الماكروبايوتكس، صحيح لا بُدَّ نقول نعم أنَّ الكلام هذا صحيحٌ؛ لأنَّ الماكروبايوتكس نظامٌ نباتيٌّ وطبيعيٌّ، فالذي يدخل فيه ستنزل عنده نسبة الكولسترول، لكن لو ما أخذه من الماكروبايوتكس وذهب على خبير تغذية في المستشفى، قال له: أنت عندك زيادةٌ كوليسترول فنبغى أن تقلِّل اللُّحوم الحمراء وتزوِّد السَّمك وتكثر الخضار والفواكه التي ليس فيها نسبةُ سكرٍ عالية، مثل: الفراولة والأناناس، وحاول أنَّك تأخذ نخالة خبز أسمر، فلا تحتاج ماكروبايوتكس ولا شكرات طاقة ريكي ينج يان، فالمشكلة أنَّ بعضهم يقول: نحن جرَّبنا المايكرو واستفدنا، نقول: استفدت لأنَّ هناك جزءٌ صحيحٌ بالنُّسبة لك، ولو داومت عليه فممكن يصير عندك مشاكلٌ صحيةٌ، كما قلنا سابقاً، لكن أنت أخذته مدة شهر أو شهرين أو أربعين يوماً واستفدت، نعم لازمٌ أن نُقِرَّ، لكن ليس الاستفادة لأجل أنَّها طاقاتٌ ومساراتٌ ومايكرو لا: استفدت لأنَّ هذا احتوى على جزءٍ صحيٍّ، لكن لو كملَّت ستخسر الدِّين، ويمكن تخسر أشياء من الدُّنيا أيضاً، فكونه يحتوي على بعض الحقِّ أو بعض الصَّواب أو بعض الصِّحة مثلاً: تقليل الطَّعام بتوازنٍ مع إعطاء الجسم ما يحتاجه من موادٍ غذائيةٍ، تحصل عليه من غير الماكروبايوتك، فهذا تحصل عليه من القرآن الذي قال الله فيه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ[الأعراف: 31].

وتحصل عليه من السُّنَّة: ما ملأ آدميٌّ في رواية الترمذي وفي رواية أحمد ابن آدم وعاء شرًا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات، وفي رواية: لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلثت لنفسه [رواه الترمذي: 2554، والنسائي: 6768، وأحمد: 17225، وابن حبان: 674، والحاكم: 7139، والطبراني: 17035، وصححه الألباني في الصحيحة: 2265].
وتحصل عليه من صيام رمضان وثلاثة أيَّام من كُلِّ شهر وستة من شوال وعرفة وتاسوعاء وعاشوراء، فعلم التَّغذية هو علمٌ دنيويٌّ تابعٌ للطِّب، فلا تحتاج تلك الطُّرق الضَّالة المضلَّة، وموجودٌ عندك لا يجي إلَّا بالماكروبايوتك، فما المشكلة في أنَّ تأخذ نظاماً غذائياً متوازناً؟ ولا تحرِّم فيه شيئاً من الحلال، فالماكروبايوتكس بعضه يحرِّم أشياءً من الحلال، فحتى تصل إلى: المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف: أوصل إلى ذلك، فهذا شرعًا هو يمدح المؤمن القويَّ، والنَّظام الغذائي والمشي يوصلك إلى القوة والصِّحة فلا تحتاج دورات الطَّاقة.

العلاج بالأحجار الكريمة

00:43:56

هذه من التَّطبيقات الضَّالة العلاج بطاقة الأحجار التي يسمُّونها كريمةً، فعندنا مشكلةٌ كبيرةٌ في تسميتها بالأحجار الكريمة، ماذا يعني كريمةٌ؟ وما علاقة الكرم بالياقوت والزَّمرد والزبرجد والعقيق؟ ما علاقته بالكهرمان؟ وما علاقة الكرم بهذا؟ هل تمنح وتعطي؟ هم يسمُّونها أحجاراً كريمةً لتأسيس مبدأ تأثير الأحجار في النُّفوس أنَّها تمنح وتعطي، وأنَّها تُشفي وتقوِّي وتُسعد، هذا شيءٌ وثنيٌّ وهذا اعتقاد أهل الجاهلية: أنَّ الأحجار تؤثِّر وتنفع، والحديث المكذوب: لو اعتقد أحدكم بحجر لنفعه [قال الألباني: "موضوع"، وقال ابن القيم: "هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار"، وقال ابن حجر العسقلاني: "لا أصل له" السلسلة الصحيحة450]. حديثٌ موضوعٌ مكذوبٌ في تأييد هذا المبدأ الجاهلي، ماذا كان يفعل أهل الجاهلية؟ يعبدون الأحجار ويعتقدون النَّفع فيها، ويستمدُّون منها ومن الأشجار والكواكب، فهذه عبادة كواكب وعبادة أشجار وأحجار، والآن عندنا دوراتُ العلاج بطاقة الأحجار الكريمة والكريستال، وحتى نعرف يا إخوان: أن سوق الدَّورات مخترقٌ ملعوبٌ فيه بالطُّول وبالعرض، وإلَّا فأين الدَّورات المفيدة كما قلنا مرارًا؟
أين دوراتُ مهارات الخطابة والكتابة؟ ومهارات الاتصال واتخاذ القرار ومهارات استراتيجيات؟ ومهارات ميزانية الأسرة وتربية الأطفال ومهارات العلاقة الزوجية؟ فهذه دوراتٌ مفيدةٌ، والمصيبة اُختِرق سوقُ الدَّورات بالوثنيات والشِّركيات والكفريات والإلحاديات؛ لأنَّه مجالٌ طبيعيٌّ، فانظر الآن إلى أيِّ أناسٍ عندهم مبادئٌ ضالَّةٌ، أصحاب أديان ووثنيات، يريدون اختراق النَّاس ونشر وتسويق باطلهم أو دينهم، فمن وسائلهم القنوات الفضائية، فهناك قنواتٌ فضائيةٌ للتَّبشير، وقنوات قاديانية والإلحاد، ومواقع إنترنت، وتطبيقات جوال، وكتب نشر ورقي، والدَّورات أحدُ منافذ الاختراق.

معالم الشِّرك في العلاج بالأحجار الكريمة

00:46:46

وتعتبر الأحجار التي يسمُّونها كريمةً والبلورات الكريستالية في الفلسفة الشَّرقية والمعتقدات الوثنية ذات قيمةٍ كبيرةٍ، فالوثنية دجلٌ وشعوذةٌ باطلةٌ، فالباطل هذا ليس بصور الباطل، الاعتقاد بالأحجار باعتبارها أحدُ تجليات الطَّاقة، ويمكن استخدامه عندهم لإعادة توازن الطَّاقة بالجسم، أو تمشيط سريانه فيها بحيث يحدِّد حجراً معيناً لمعالجة كُلِّ نوعٍ من الأمراض، ويتمُّ تحديد الحجر أو الأحجار المناسبة لكُلِّ شخصٍ وفقاً لبرجه وتاريخ مولده ولون هالة الطَّاقة حوله، ثُمَّ يقوم المريض بتعليقها أو التَّختم بها أو شرب نقيع مائها أو ابتلاع مسحوقها أو التدلُّك بها أو وضعها في أركان البيت؛ ليحصل على الصِّحة والشِّفاء والسَّعادة والنَّجاح، فقضية تعليق النَّاس للأحجار كارثةٌ كبرى على أنَّها مصدرُ استمدادٍ للشِّفاء والقوَّة والسَّعادة والنَّجاح، وثنيةٌ حقيقيةٌ وعودة إلى عبادة الأصنام وإلى عبادة الأحجار، ويقولون أيضاً: إنَّ هذه الأحجار فيها خصائصٌ للوقاية من الأخطار: من العين ومن لدغة الثُّعبان، فما علاقة الطَّاقة؟ وهذا عمل جورج أساوا مع الأحجار يقول: تُساعد على الاتصال بالكُلِّي، وعندهم الكُلِّي والذي يسمُّونه أحيانًا طاو الكلي، أو عند الفلسفة: العقل الكُلِّي الكامن الذي يفيض هذه الأحجار تفيد في الاتصال بالكُلِّي، فهذا شركٌ واضحٌ داخلٌ في الشِّرك من وجهين: إذا قلت أنَّه ينفع لذاته فهذا شركٌ أكبرٌ مخرجٌ عن الملَّة، وإذا قلت سببٌ والله ما جعله سببًا فهذا شركٌ أصغرٌ، ثُمَّ إنَّ هذه القضية من باب تعليق التَّمائم ومن باب الاعتقاد في أسبابٍ ما جعلها الشَّرع سبباً لا شرعًا ولا قدرًا، والنَّبي ﷺ قال في الحديث: إنَّ الرقى والتَّمائم والتَّولة الذي لا يحب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره  شرك [ رواه أبو داود: 3883، وابن ماجه: 3530، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه: 2845]. رواه أبو داود وابن ماجه وهو حديث صحيح. وقال ﷺ: من علَّق تميمةً فقد أشرك [رواه أحمد: 17458، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 492]. رواه أحمد وهو حديث صحيح.
سنكمل كلامنا غدًا بمشيئة الله في قضية ما يُمسى: بالأحجار الكريمة، والعلاج بالأحجار الكريمة والكريستال، وغيرها من صور العلاج بالطَّاقة، ونسأل الله أن يرزقنا توحيده وأن يحيينا مسلمين ويتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصَّالحين غير خزايا ولا مفتونين، وصلَّى الله وسلم على نبيِّنا محمد.