السبت 12 شوّال 1445 هـ :: 20 أبريل 2024 م
مناشط الشيخ
  • يتم بث جميع البرامج عبر قناة زاد واليوتيوب

مآسي من الظلم الاجتماعي


عناصر المادة
التحذير من الظلم
بعض صور الظلم
ظلم الأزواج للزوجات
ظلم الزوجات للأزواج
الأبناء للآباء والأمهات
ظلم الآباء للأولاد
مآسي من الظلم الواقع على المسلمين في فلسطين
القيام بواجب النصرة للمسلمين
شكر النعمة
كن قدوة

رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [البقرة: 126].

أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتحية اشتياق من أخ لإخوانه في هذه الليلة، أسأل عز وجل أن يجعل مجلسنا مجلساً نافعاً وبركة وخيراً علينا جميعاً.

التحذير من الظلم

00:00:37

أيها الإخوة: كلما ابتعد الناس عن دين الله كلما كثر ظلمهم وزادت معاصيهم وحصل من وراء ذلك زيادة في الشقاء والتعاسة: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124] هذه المعيشة الضنك التي تكون لكل من حاد عن منهج الله ولم يطبق دين الله وخرج عن طاعته سبحانه وتعالى.

والظلم أمر شنيع، وخطب فظيع، ولذلك حرمه الله -سبحانه- على نفسه فقال في الحديث القدسي:إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا[رواه مسلم: 2577].

والظلم من طبيعة الإنسان:  إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب: 72]،  إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ  [إبراهيم: 34].

وعاقبته وخيمة يوم الدين:  الظلم ظلمات يوم القيامة  [رواه البخاري: 2447، ومسلم: 2579].

 وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا  [طه: 111].

إن الظلم عاقبته في الدنيا أيضاً: إن الله -عز وجل- يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ رسول الله ﷺ:  وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود: 102] [رواه البخاري: 4686 ومسلم: 2583].

والله -تعالى- يسلط الظالمين على الظالمين: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام: 129].

قال ابن كثير -رحمه الله-: "نسلط بعضهم على بعض، ونهلك بعضهم ببعض، وننتقم ببعضهم من بعض، جزاء على ظلمهم وبغيهم [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: 3/ 304]، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ  [الأنعام: 146].

وإن النبي ﷺ كان يخشى الظلم جداً، وقد قال: وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس لأحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال [رواه ابن ماجه: 2200].

الظلم يمنع الناس من العبادة: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا [البقرة: 114].

تتعدى به الحدود الشرعية، لا يجوز أن يظلم المسلم أخاه المسلم، والنبي ﷺ قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه [رواه البخاري: 2442 ومسلم: 2580].

بعض صور الظلم

00:03:19

تأخير رد الدين ظلم، النبي ﷺ قال:مطل الغني ظلم  [رواه مسلم: 1564].

إذا أخذت شبراً من أرض جارك ظلم من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه من سبع أرضين [رواه البخاري: 2453 ومسلم: 1612] يوم القيامة ... حتى يبلغ آخر سبع أرض من الشبر هذا سحب ثم يطوق به في عنقه يوم القيامة.

وأكل مال اليتيم ظلم: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا  [النساء: 10].

وتحريف الوصية ظلم، وحبس الأجرة ظلم، والحلف ليأخذ مال أخيه المسلم وهو كاذب ظلم، وأخذ الشريك حق شريكه ظلم: قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ  [ص: 24].

وكذلك قطع الأشجار للإضرار بالناس ظلم؛ كما قال ﷺ:  من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار  سئل أبو داود -رحمه الله- عن معنى هذا الحديث فقال: "من قطع سدرة في فلاة يستظل فيها أهل السبيل والبهائم عبثاً وظلماً قطعه بغير حق .. صوب الله رأسه في النار" [رواه أبو داود: 5239].

ظلم الأخ المسلم في تفسير مواقف إخوانه، وهذه يحتاج إليها الإخوة في الله يمكن أن يفسر بعضهم مواقف أصحابه وإخوانه بطريقة جائرة، وقد قال ﷺ: أما خالد فإنكم تظلمون خالداً قد احتبس أدرعه وأعتاده في سبيل الله [رواه البخاري: 1468 ومسلم: 983] لما قالوا: خالد منع الزكاة، خالد ما عنده زكاة ما عليه زكاة، كل ماله جعله وقفاً في سبيل الله للجهاد.

ظلم الأزواج للزوجات

00:05:17

أيها الإخوة: إن مسألة الظلم شيء شنيع جداً وإن له في حياة الناس أنواع متعددة وكثيرة وخطيرة؛ إننا نرى على سبيل المثال من ظلم الأزواج لزوجاتهم، نسمع قصصاً عجيبة عن أزواج لا يخافون الله، يظلمون زوجاتهم في قضية التدين فيقف عائقاً في طريق تدينها هو قد لا يصلي ولا يصوم، وربما يريد إتيانها في نهار رمضان، يهين زوجته ولا ينفق عليها، ثم إذا نصحته يقول: مالك دخل ربي يحاسبني، يطلق في  كل حين، تبكي تمشي في بيتها ودمعتها على خدها وهي تظن أنها تعيش معه حرام في حرام، وإذا رأى واحد من هؤلاء زوجته تدعو، قال: ما عندك إلا الشحاذة فهو حتى يستهين بها في دعائها، وربما يضرب الواحد زوجته حتى يؤدي إلى إسقاط الجنين أو يدخل مخموراً يظلم نفسه بالخمر، ويظلم أولاده ويضربهم ويطلق وهو سكران، ويسب الدين، يحرم الزوجة ويقول للمسكينة: اذهبي واشتكي.

كذلك إذا كانت تتحجب قال لها: أنت مثل القرد، ما هذه الخيشة التي عليك، هذه الخيمة السوداء أنت قبيحة، أنت كبيرة في السن، ولذلك تتحجبين لأنه ليس عندك مسحة من جمال، وهكذا لا يزال يغويها في قضية الحجاب ويصدها عن سبيل الله .

تصوروا من ظلم بعض الأزواج في قضية تمسك زوجاتهم بالدين أنه قد أعطاها مهلة ثلاثة أيام لتكشف على أخيها وتصافح إخوانه؛ لأنها رفضت وهي متدينة أن تصافحهم تقول تلك الأخرى المسكينة: كان يخفي أنه يسكر قبل الزواج، فلما تزوج بدأ يأتي إلى البيت وقد لعبت الخمر في رأسه ثم صار يجبرها أن تسكب له، يسأل الولد الصغير أمه: ما هذا؟ فتستحي أن تقول له، ما هذا، فتقول: هذا ماء، فيقول مستغرباً: أبي يكثر من شرب الماء!

الظلم ظلمات يوم القيامة.

الظلم عندما يكون من ذلك المنحرف الذي يريد أن يعطي زوجته أعطاها حبة مخدر أول ليلة لما دخل بها ظلم، قطع لزوجته كتبها التي تقرأ فيها وكسر أشرطتها ليمنعها من طلب العلم، لو قالت: أذهب إلى حفلة راقصة لسمح لها، وإذا قالت: أذهب إلى تحفيظ القرآن؟ قال: لا، ومنعها، يمنعها مما يفيدها، ويسمح لها فيما يضرها.

وهكذا يوجد كثير من هؤلاء الظلمة الذين يريدون غرس الرياء في نفوس زوجاتهم العابدات، وكلما رآها تصلي أو تفعل طاعة أو تقرأ القرآن قال: أنت مرائية وتفعلين ذلك لكي يراك الأولاد والخادمة، وهكذا..

ثم بعد ذلك يرفضون القيام لصلاة الفجر وربما منعها من إقامة أولاده.

ظلم الزوجات للأزواج

00:09:33

وفي الزوجات ظلم أيضاً فهي تظلم نفسها بعدم الحجاب، لما جاءها رجل الهيئة، قال لها: يا أمة الله تحجبي، قالت: خذوا خيشتكم، وهكذا بكل وقاحة وصفاقة ترد الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، تظلم نفسها.

وكذلك تظهر بهذه الملابس شبه العارية في مجتمعات الناس ولو كان عند النساء، فإن كثيراً ممن ملابسهن حرام لا يجوز . إننا نعاني أنواعاً من الظلم وخصوصاً ظلم اللسان؛ الغيبة، البهتان، الكذب، السخرية، الاستهزاء، الشتم، والسباب، إذا كانت لا تنجب؛ لأن الله لم يكتب لها الإنجاب فما ذنبها أن يقال لها: أنت فيك كذا وكذا، ويعيرها بشيء لا يد لها فيها يلعن وجهها وقفاها، ويقول: اقلبي هذا الوجه، ويدعو الله بأن يقطع هذا الوجه، وأنت عقدة في نفسي وحياتي، ولا زال كذلك يشتمها بأنها لا تفهم وبغباء ويشبهها ببعض البهائم، وأنها بلهاء، وربما تفل عليها أمام أولادها، ظلم النبي ﷺ قال: واكسها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه ولا تضرب [رواه أبو داود: 2143، وقال الألباني: "حسن صحيح" كما في صحيح أبي داود: 1860]، وهذا يقبح الوجه ويلعن الوجه، ويلعن الساعة التي رآها فيها.

وهكذا ضرب عجيب، إنه يوجد بعض القضايا في المحاكم من ضرب الأزواج للزوجات ظلم عجيب، كسر في الأنف، وجروح في الوجه، في حالة من الحالات كسور في الظهر، نزيف من جراء الضرب على البطن، ركل بالقدم، رضوض في الجسم، شق في الوجه، كسر في الذراع، كسر في الرجل، وهكذا تتوالى التقارير الطبية من المستشفيات إلى المحاكم لماذا؟ لماذا يحدث ذلك والظلم ظلمات يوم القيامة؟

وهي كذلك عندما تظلم زوجها، فتقصر في حقه، وتمنعه من الفراش، وتتأبى عليه.

وكذلك لا تهتم بأمر أولادها، وكأنهم أولاد لا علاقة لهم بها.

منع الحقوق ظلم، هناك حقوق للزوج، وحقوق للزوجة، وحقوق للأولاد، وحقوق لأهل الزوج، وحقوق لأهل الزوجة، المنع من الحقوق ظلم.

الأبناء للآباء والأمهات

00:12:49

فاتقوا الله -يا عباد الله - يوجد من الظلم أيضاً عقوق الآباء والأمهات بطريقة عجيبة، يطبق الباب في وجه أبيه وأمه يصفقه صفقاً عنيفاً مظهراً صدوده عمن كان سبباً في وجوده في أبيه وأمه، بل وصلت القضية إلى الضرب، كنت أتكلم يوماً من الأيام مع شخص تأتي إليه بعض القضايا يشتكي إليه بعض الناس يقول: تصور أنه يريدون أن يرموا أباهم من الدور الرابع عشر؛ لأنهم اختلفوا معه في قضية، وأولاد آخرون رفعوا دعوة على أمهم في المحكمة في قضية إرث، هكذا صارت الخلافات مؤدية إلى رفع اليد على الأب، وإلى رفع شكوى على الأم في المحكمة.

وهكذا ظلم هذا يحدث العقوق، أين قول الله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا [الإسراء: 23]؟

يقول أحد الذين يعملون في الإسعاف أو مراكز رعاية المسنين: جاءنا بلاغ على أساس أن هناك شخص كبير في السن مريض جداً ذهبنا إلى البيت فإذا فيلا كبيرة، دخلنا، مساحة كبيرة، حديقة للفيلا كبيرة، فسرنا خلف الشخص الذي استدعانا بالهاتف ليأخذنا إلى والده المريض الذي اتصل بنا من أجله وكم كانت المفاجأة عندما رأينا أن هذا البيت بكل سعته لم يتسع في صدر صاحبه أن يعطي منه لأبيه شيئاً يكرمه به فوضعه في غرفة هي بالتأكيد مستودع مخزن متر ونصف يوجد بها غسالة أرضية غير مغطاة بشيء.

إذاً، هذا الشيخ المسن يقف على ماذا وينام على ماذا؟

وبعد الحديث مع الابن تبين الكارثة الكبرى بأن هذا قاسي القلب هذا الرجل الخبيث الدنيء يحضر عمالاً بالأجرة لكي ينظفوا غرفة هذا المسن من وقت لآخر، وهكذا أدخل شخص آخر والده إلى المستشفى وهو بحاجة إلى رعاية صحية ونفسية لتقدمه في السن يحتاج إلى حنان وإلى عطف، هذا الحنان نعمة من الله.

والله آتى نبياً من أنبيائه قدراً عظيماً: وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً  [مريم: 13] هذا الحنان الذي يحتاجه الأب إذا كبر كما يحتاجه الطفل إذا كان صغيراً، أدخل المستشفى هذا الأب وفي إحدى المرات كان بحاجة إلى تغيير ملابسه وتنظيف فراشه؛ لأنه كان قد تغوط فجاء هذا الابن الذي معه ينادي أحد العمال: تعال، لماذا؟ قال: هذا يحتاج إلى تنظيف، فقال: لماذا لا تنظفه أنت؟ فقال: لا، لا جعله الله يتنظف، وماذا أعمل له ما لي دخل فيه؟ فقال العامل: إذاً أعطني أجرة وأنا سأقوم بتنظيفه، فأعطاه مالاً فأخذه وباشر العمل، تنظيف وحمام إلى آخره، وبعد أن أنهى العمل قال للابن: ادخل الآن انتهيت من العمل، فقال الابن: يعطيك العافية، فقال: الله لا يعافيك، وأخرج المال ومزقه أمامه، أنه أخذه منه بالبداية لكي يلقنه درساً.

في وقت الفجر صادف أحد الذين يخرجون للصلاة قبل الأذان امرأة مسنة تستغيث من شباك ضيق، فقام إليها مسرعاً فصعد فإذا عجوز تعاني من أمراض سكري، أمراض القلب، تعبت وتريد المساعدة في تلك الليلة، فطلب لها المساعدة الطبية، بحثوا عن أهلها، بحثوا عن أولادها، فكانت الدهشة والفاجعة أن أولادها عندهم بيت بعيد عنها وضعوها في هذا المكان الضيق البعيد عنهم كي يتخلصوا منها ومن همومها.

شاب يرمي أباه أمام أحد البنوك بعدما أرسله مع سائق لكي يضعه أمام باب البنك قبل أن يفتح ويمشي، وهكذا يأتي الموظفون ويبلغون الدورية عن هذا الشخص الملقى أمام البوابة وبعد الحضور والكشف تبين أن الدماء كانت تنزف من قدميه لفترة ليست بالقليلة بعد أن جفت -أيها الإخوة- هذا الظلم الذي يقع على الآباء والأمهات من أولادهم والله الذي لا إله إلا هو إن عاقبته وخيمة، أين قول الله -تعالى-: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا  [لقمان: 15]؟

كبير السن يحتاج إلى رعاية السمع، يصبح ثقيلاً، لا بد من إعادة الكلمات عدة مرات، وهذا يحتاج أن يفهم، وكذلك يتحمل فتضيق نفسه حتى صوت طقم الأسنان وهو يمضغ به الطعام قد يضايقه، وقد يتقزز بعض الموجودين لكن الإنسان يتحمل: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا [الإسراء: 23] يصبح كبير السن نزقاً عصبياً يثور بسرعة لا بد أن يجد أغراضه موجودة باستمرار وفي مكانها والأكل في موعده ومع ذلك فلا بد أن يتحمل لأنه أب لأنه جد لأنها جدة أناس احتسبوا الأجر في هذا الأمر، يقول هذا الذي قطعت قدم أمه: كنت أحملها إلى الحمام وأغلق النور ثم أقوم بتغسيلها لأنه لا يوجد أحد آخر، لو رأيت أن أباك بدأ يخرف ويهرم وينسى فلا تتضايق من إعادة الكلام عليه، قد تأخذه إلى المسجد فيقول لك ماذا أقرأ في صلاة الجنازة في الركعة الأولى بعد التكبيرة الأولى؟ ماذا أقرأ في صلاة الجنازة؟ تقول: الفاتحة والثانية الصلاة على النبي ﷺ والثالثة الدعاء للميت، صلاة الجنازة التي بعدها يسألك نفس السؤال وصلاة الجنازة التي بعدها يسألك نفس السؤال ينسى بسرعة نحن على الطريق سائرون، لكننا نسأل الله أن يحفظنا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقيتنا.

إن هناك ألوان من التعاسة والشقاء موجودة في البيوت نتيجة الظلم والبعد عن شريعة الله -سبحانه وتعالى- هذه البيوت التي من المفترض أن تكون سكناً للإنسان سكناً معنوياً وسكناً مادياً: وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ [الأنبياء: 89 - 90].

هذه أسرة مسلمة عظيمة: كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ  [الأنبياء: 90].

هكذا البيت المسلم زوج صالح، زوجة صالحة، ولد صالح، يدعون الله رغباً ورهباً بخشوع هذه حياتهم، هكذا ينبغي أن تكون بيوتنا فيها دين وعلم وإيمان، إذا دخلت البيت تستريح نفسياً، نفسك ترتاح لهذا البيت؛ لأن فيه بركة وسكينة وخير؛ لأن فيه ذكر لله وبيوت أخرى موحشة بالرغم مما فيها من الزخارف والثريات لكن نفوس أهلها ضاقت ونفوس أهلها صارت منكمشة بمعصيتها لله ، بيوت حطمها الظلم بالسحر، عمل السحر: يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ  [البقرة: 102] يجلبونه من آخر الدنيا يسافرون شرقاً وغرباً من أجل جلب السحر وعقد السحر.

وهكذا لما صارت العقيدة في خطر لما صارت الأمور المضادة للتوحيد في قضية السحر المنتشر ظلم بعضهم بعضاً به، فهذا يعقده لهذا، وهذا يريد أن ينتقم من  هذا، وهكذا، وقلت الأذكار الشرعية والتحصين بها فصار الناس في كثير من البيوت، يعيشون أوضاعاً صعبة نتيجة لهذا السحر المعشش في بيوتهم، بيوت لا حنان فيها ولا عطف، الأم إذا أخذت الولد يبكي، والخادمة إذا أخذته يسكت، ما معنى هذا؟

لأن الأم خرجت خارج البيت فصارت غريبة عن الولد صار الولد يألف الخادمة أكثر مما يألف الأم، ولذلك  لما انشغلت بالموضات والأزياء والسهرات صار الولد مفتقداً لأمه، في نفسه فراغ، يناقش الأب المشغول أيضاً يقول: أيش ناقص أولادي أكلهم أحسن أكل لبسهم أحسن لبس، عيشتهم أحسن معيشة، أدوات مدرسية من النوع الفاخر الممتازة، ألعاب جبنا لهم ألعاب ماذا بقي؟

أنا أقول لك ماذا بقي؟ بقي أنت، أنت الذي بقيت، أين أنت؟ كل شيء متوفر بزعمك لكن أنت غير متوفر.

الأم غير متوفرة، كيف دخلت هذه المخدرات على الناس؟

ظلم الآباء للأولاد

00:25:17

مآسي في الظلم الاجتماعي، مخدرات دخلت على الناس حطمت حياتهم، حطمت الحياة الزوجية، حطمت الأبوة، حطمت البنوة، حطمت أشياء كثيرة.

هذا إنسان مدمن مخدرات، لكن عنده زوجة صالحة، وهذا حال عدد من الناس، وعدد من الأسر، وعندهم بنات المفترض أن يكون الأب قائماً على بناته، لكن ليس هناك أحد، يتعرضن للأخطار أين أبوهن؟ المدرسة تتصل على الأب أين أبوك لا يأتي، لا يتكلم، لا يتصل؟

الأم مستحية أن تقول: إن الأب مدمن.

إدارة المدرسة تتصل على بيت الولد: هات ولي أمرك؟ أين أبوك؟ هات أباك؟

لا جواب، لماذا؟ يستحي يقول: أبي مدمن، هذا جواب، وزوجته المسكينة مع فقرها تأخذ من أهلها ومن الناس وتسدد ديون الزوج، ولما مات بالمخدرات حجت عنه بالرغم من الظلم الواقع عليها، لكن هذا عند الله لا يضيع، إنما الذي ضيع نفسه هو الذي يضيع يوم القيامة.

إذا كانت البنات داخل البيوت غير آمنات على أنفسهن من إخوانهن وأشقائهن؛ لأنهم يتعاطون مسكراً أو مخدراً، ولا يستطعن الخروج من الغرفة التي يغلقنها على أنفسهن إلا بعد التأكد من شق الباب أنه لا يوجد أحد؛ هل هذه عيشة؟ هل هذه حياة؟

 وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي  [طه: 124] إعراض عن دين الله، يأتي بالمصائب العظيمة، يأتي بالشرور الكثيرة.

يقول الولد الصغير: أين أبي؟ لماذا لا يأتي معي كبقية الأولاد؟

طلق أمها وعمرها شهرين، والآن عمرها ثمانية وعشرين سنة، لم تر أباها إلا مرة واحة في زيارة عارضة، لا سؤال، ولا نفقة.

ظلم، النفقة على الأب حتى تتزوج البنت، ويدخل زوجها بها يستلمها، فتنتقل النفقة إلى الزوج، ولكن هي عند أبيها لا ينفق انتقلت البنت إلى بيت آخر، الأب طردها من البيت، زوجة أبيها طردتها من البيت، من الذي ينفق عليها؟ لا أحد ، يعيش أناس على صدقات الآخرين بأي سبب؟

الظلم في منع النفقة، الظلم في الطرد من البيت، ثم هذا الإنسان المطرود ماذا سيكون؟

ستكون نهايته مخدرات جرائم، ثم نقول: من أين الجرائم؟

هذه حالة من الحالات: التحق بالمدرسة الابتدائية تزوج أبوه من امرأة غير أمه اكتشف الأب أن الولد غاب بعض الأيام أخذه وضربه ضرباً شديداً حتى فقد الوعي، ربطه بعمود بسلسلة من حديد منع الأب، وأهان أمه أمامه، قسوة متناهية توتر الجو.

الإهانات مستمرةو، ادعت زوجة الأب: أن الولد سرق منها مالاً، والولد راح يعمل في سوق الخضرة حتى يجلب مالاً لأمه التي لا ينفق عليها أبوه بعد زواجه من الثانية.

زوجة الأب الظالمة ادعت زوراً لإحداث مزيد من الشروخ في بيت ضرتها: أن هذا ولدك من زوجتك الأولى سرق مني وراح أعطى أمه مع أن الولد أخذها من كده لما اشتغل في سوق الخضرة أخذه فضربه وأخذ المال، ثم بعد ذلك طرده من منزله ماذا كانت النتيجة؟ ليس الولد دائماً متديناً ويجد إخواناً في الله حتى يؤوه لو طرده أباه، وعنده إخوة في الله ذهب إليهم، وشكى أمره إليهم، قال: يا جماعة أبي طردني من البيت آووني لآووه وبالمعروف ودلوه على الخير، ورققوا قلبه على أبيه، بالرغم مما حصل، لكن عندما لا يكون الولد ذاك إلى أين سيتجه؟

قرين سوء سيؤويه فيضمه إليه، ويأخذه معه في شلة مخدرات، في شرب خمر، بدأ يسافر معهم، وبدأ ينهج نهج الشلة، ودخل السجن لأول مرة، وهكذا المسلسل يبدأ.

وعندما وجد عملاً والتحق بالعمل واستطاع أن يتزوج، المخدرات لا تركت له زوجة ولا وظيفة مع استمرار التغيب عن العمل والتأخر طرد من العمل وزوجته قالت: أنفق عليه من أين؟ أنا أخذتك على أنك رجل إذا بك مدمن وما عندك وظيفة، وديني عند أهلي، يعيش الآن في مستشفى للأمراض النفسية، هذه النتيجة.

ومن هذا كثير، هذه ليست حالة ولا ثنتين ولا ثلاثة ولا عشرة.

السبب عدم مراعاة أحكام الشريعة، ترك حدود الله، تعدي حدود الله، وترك تطبيق أحكام هذا الدين، المعاصي، هذا الظلم.

الظلم الذي يؤدي إلى حلقة ظلم يمشي على طول من فلان إلى فلان، من الأب إلى الابن، من الابن إلى زميله، من هذا إلى زوجته، من الزوجة إلى الولد، حلقة أمور متسلسلة.

إن المسألة خطيرة جداً والله أن تبقى هكذا يهمل الأولاد، أولاد قد يكون فيهم معوقون، الإيجار طاف عليهم تسعة أشهر، صاحب البيت يشتكي، الأب هارب، وإذا أعطى أهل الخير للزوجة مساعدات يأتي هو كل شهرين ماذا حوشت المرأة من المساعدات؟ يستولي عليها ويذهب لعربدته.

نحن في حاجة إلى إصلاح هذا في بيوتنا وأنفسنا، أن ندعوا أنفسنا للوقوف، أن نقوم لله ، أن نقوم لله -سبحانه وتعالى- حقيقة، نقوم لله ، ونراقب أنفسنا، ونقول: لماذا يحدث هذا؟ لماذا لا نعود إلى ديننا؟ لماذا لا نعلن التوبة؟ لماذا لا نتفقه في الدين؟ لماذا لا نعتني بتربية الأولاد؟

الوضع يحتاج إلى إنقاذ، والإنقاذ بعد الله بسبب المصلحين والدعاة إلى الله ، نريد دعاة  لإنقاذ الناس، الناس عليهم التوبة والأوبة، والدعاة إلى الله عليهم أن يسرعوا في العمل لإنقاذ هؤلاء الغرقى، دعاة يتمثل فيهم جانب العبادة والإيمان، عندهم صلة قوية بالله تعينهم على أداء عملهم على مواجهة الواقع، على التدخل للإصلاح، عندهم حكمة يتدخلون بها، عندهم كذلك روية وتفطن، وعندهم حسن خلق، يحتاج الأمر إلى تكافل، أن يخرج هؤلاء الدعاة، برامج تكافل لكن عن طريق أئمة المساجد والجمعيات الخيرية، جمعيات البر، توصل المساعدات إلى المستحقين الحقيقيين، لما جاء واحد يطلب مساعدة من إنسان يقوم على جمعية خيرية، قال: نحن نسدد فواتير، قال: هذه فاتورة الكهرباء، الكهرباء مقطوعة، ورينا البيت؟ هذا البيت، قال: هذا فيه دش، قال: إيه نعم، قال: أنا عندي أموال زكاة أسدد فيها فواتير كهرباء تبغاني أعطيك من أموال الزكاة أصرف على الدش تبعك من أموال الزكاة، أول شيء تطلع الدش ثم أسدد لك فاتورة الكهرباء، فأخرجه، وهكذا.. كان إيصال الزكوات والصدقات بطريقة فيها إزالة شر تؤدي إلى إزالة منكر، أو تؤدي إلى إيقاع خير وحصول خير في البيت.

إننا نحتاج حقاً أن نقوم بالواجب في البيوت، أنت أخ أكبر عليك مسؤولية أكبر، أنت أحد إخوانك عليك مسؤولية تجاههم، أنت تجمعهم أنت تضمهم أنت تحافظ عليهم، وإذا لم تكن تستطيع أن تحافظ على من هو أكبر منك فاشتغل بالصغار ولك أجر عظيم، يعجبني شاب في المسجد عندنا كلما دخل المسجد وجدت معه أخاه الأصغر يمشي معه كظله أينما ذهب يمشي معه بهدوء ولا إزعاج ولا صياح، هذا الكبير بالتأكيد ملك قلب أخيه الصغير، ولذلك فهو يتعاهده بالصلاة، يأخذه لا يذهب مع الشباب ويترك إخوانه بدون أمرهم بالصلاة؛ لأن الأقربين أولى بالمعروف.

هل تحضر درساً وتفوت إيقاظ أهلك للصلاة؟ لا.

توقظ أهلك أولاً، ثم تحضر الدرس، هناك أولويات في الشريعة ينبغي أن نفقهها.

إن كثيراً من الناس ينقصهم الفقه في الشريعة، ومعرفة الأحكام الشرعية، أنت إذا عرفته بوجوب النفقة عليه، أنت إذا عرفته ماذا يجب عليه شرعاً لربما أدى ذلك إلى تحسن الأحوال، ربما نعين بأشياء من التوعية، حتى بأمور نأخذها من الأطباء، ومن بعض النفسانيين، معلومات عن أثر ابتعاد الأبوين عن الولد، ماذا يحدث في نفس الولد؟ ربما يكون إيراد شيء من هذا الكلام مساعداً على حل المشكلة.

الدعوة مهمة في هذا المجال للشباب جداً؛ لأن كثيراً من البيوت تئن بوجود أولاد عصاة يسرق من السوبر ماركت، يرفض أمر أمه له بالصلاة، ألفاظ بذيئة، أمام أخواته الفاحشة، ضرب الأم، تصلي جالسة لأن ابنها ضربها لا تستطيع أن تصلي قائمة مدة من الزمن، ترويج مخدرات، اختلاط بأصحاب الفواحش، ولا تدري ماذا يكون على سطح البيت، هل سمعت بالوحشية عندما يضع كواية الملابس على يد أحد إخوانه الصغار؟ لأنه أخذ له شيئاً، لما من الله على عدد من أنبيائه بالولد الصالح كانت تلك نعمة عظيمة: وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى  [الأنبياء: 90]،  يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ  [مريم: 12].

 إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا [مريم: 7].

ولد صالح، لماذا يريد زكريا؟

 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ  [مريم: 6].

ماذا يرث؟ مالاً، كلا، يرث العلم، يرث النبوة، الأنبياء ما خلفوا ديناراً ولا درهماً، ما ورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم.

نحتاج إلى حركة دعوة داخل البيوت لإنقاذ الشباب هؤلاء، لربما تدعو لك أمه بدعوة عظيمة عندما ترى كيف تغير ولدها وانقلب، لما صار يمشي مع الأولاد الصالحين مع الشباب الصالحين ومع الصحبة الطيبة.

يوجد من الظلم في المجتمع ما يجب إيقاف صاحبه عند حده، بالشرع نأتيه، من باب الشرع في قضية أخذ أموال الزوجات والبنات، يتركها تعمل ثم يأخذ راتبها، وربما لا يكون يعمل، وربما يعمل لكن يتوسع من مال زوجته، أي الدناءة مثل هذه؟ دناءة يتوسع من راتب الزوجة يتركها تعمل وتشتغل وتتعب ثم يأخذ منها المال، تقول المسكينة: حتى ريالات أشتري فيها إفطار في المدرسة ما يتركها، طيب أبغى أتصدق، جاءت قضية فلسطين أبغى أتصدق، ما ترك لي شيئاً، يأخذ الراتب كله، وإذا ما سلمته الراتب فالويل والثبور وعظائم الأمور والتهديد بالطلاق والإهانة والضرب وإيذاء أهلي، ولعن وشتم ومكفهر، ويصب غضبه على الأولاد حتى أسلمه الراتب، ما هذه الدناءة؟ من الذي عليه النفقة؟

 الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ  [النساء: 34].

فلماذا تجبر المسكينة على العمل لتأخذ أنت المال وتتوسع به، وربما يسافر به ويريد أن ينفق هنا وهنا، ثم بعد ذلك يتزوج بأخرى، ويلقي هذه ولا يكترث لها، والمال مدفوع المهر ممن؟ من راتب الأولى، مأخوذ هكذا القهر.

طيب إذا كانت هذه الزوجة التي ستتزوج عليها تحتاج إلى مراعاة مشاعر لأجل الضرة، الآن مراعاة مشاعر تكون بأن تؤخذ أموالها لتتزوج بها عليها؟ أين مراعاة المشاعر إذاً؟

إن بعض من لا يخاف الله يترك بناته يعملن يمنعهن من الزواج لكي يأخذ الأموال هو، إنه يستميت لكي تكمل دراستها ويستميت لكي تعمل، وربما يقبل بدفع الرشاوى إذا عملت أخذ الأموال يجبرها على العمل، فإذا جاء نصيبها ، جاء زوج، جاء لها حظ من الدنيا من الأزواج رفض، لماذا؟

قال: أخاف إذا تزوجت الزوج يأخذ الراتب، أنا أريده لي، فيرد الناس عنها، هذا نوع من الظلم الاجتماعي: وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ [النساء: 19]، فهذا عضلها  ومنعها من الزواج، لماذا؟ لكي يأخذ راتبها يجعلها تعمل ويأخذ هو المال، هناك أمور قد تكون غائبة شرعاً عند هؤلاء، فينبغي توجيه النصح إليهم.

ولربما كان قطع النفقة عن بعض الأولاد والبنات، اسمعوا معي ربما يكون قطع النفقة عن بعض الأولاد والبنات سبب في انحرافهم، وأنها تذهب في الحرام لتحصل مالاً؛ لأنها لا تعطى مالاً تشتري به لنفسها شيئا تلبسه، ونحو ذلك؛ إن من الظلم أيضاً أن نوقع الشراسة والاعتداءات على الخدم، وهناك حالات متعددة وصلت إلى المستشفيات وإلى المحاكم من بعض هؤلاء الناس الذين لم يتقوا الله في الخدم، وجدت هذه الخادمة المسكينة محبوسة حتى الموت، وأخرى ضربت على رأسها حتى الموت، وأخرى سكب عليها الماء المغلي، وأخرى تؤدب بكاوية الملابس أيضاً، لماذا؟ لماذا يقع هذا الظلم؟ الظلم ظلمات يوم القيامة، إخوانكم الذين جعلهم الله تحت أيديكم، ينبغي الإحسان إليهم.

من التواضع لعباد الله: الإحسان إلى الخلق، هذه امرأة كبيرة في السن لما حست بدنو الأجل وزعت ذهبها كله، أعطيت مالاً من بعض أولادها فلما صارت في نزع أشار وهي لا تستطيع الكلام إلى الخادمة، فجاءت فأعطتها ما بقي، ثم ماتت.

الإحسان إلى الخدم ينبغي أن يكون ديدناً، إنه دليل على التواضع.

مآسي من الظلم الواقع على المسلمين في فلسطين

00:47:16

وختاماً: أريد أن أختم بهذه الفقرة ونحن نتكلم عن الظلم الاجتماعي فإننا لا ننسى حال إخواننا المسلمين المظلومين في أرض فلسطين الذين يقع عليهم من أنواع الظلم ما الله به عليم؛ دماء تسيل، وأزيز الرصاص يسمع في كل مكان، وقوافل القتلى تسير بعجلات دون كوابح، المواجهة مستمرة، الناس بين بقايا أثاث محطم من جراء قصف المروحيات، وهذا الزجاج المتناثر والأبواب المخلعة، والمنازل التي تحولت أطلالاً، وصراخ الأطفال من الرعب إذا زعقت الطائرة، ودوى الرصاص، وتطاير شظايا المتفجرة، حالات الاختناق من جراء الغازات السامة، وحالات الإغماء بين الأطفال، ليست الغازات التي يطلقها اليهود على اجتماعات المسلمين هناك، ليست غازات مسيلة للدموع ولا لتفريق المظاهرات، وإنما هي غازات سامة، لم تنتبه إحدى الأمهات وهي تحمل ولدها الرضيع في الثلاث والعشرين يوماً لهذه القضية، فلما رجعت إلى البيت وضعت ولدها فظنته نائماً فأطال الرقاد، فلما أرادت أن توقظه لم يستيقظ؛ لأن استنشاقه من ذلك الغاز كان فيه هلاكه.

المستوطنون اليهود يهاجمون طلاب المدارس الابتدائية من المسلمين، وإحراق المساجد، ويستهدفون الأطفال بالرصاص وفي أعينهم بالذات، يقول والد أحد الأطفال: لم أستطع إبلاغ الولد الراقد على السرير مضمد العين بأنه قد فقدها، إني لا أجرؤ على إخباره بفجيعته.

أغلقت أبواب اثنين وثلاثين مدرسة، وحرم اثنا عشر ألف طالب وطالبة من الدراسة، وحولت عدد من المدارس إلى ثكنات عسكرية، وحطمت مقاعد دراسة وأثاث مدارس ووضعت متاريس، تحول بين الطلاب وبعض المدارس.

وهكذا يمنع الجنود اليهود عمال النظافة المسلمين من رفع الزبالة من الشوارع، وتتكدس القمامة لتنتشر الأمراض المنذرة بالأخطار الداهمة.

كان الأطفال من الضحايا الأوائل، أكثر من أربعمائة طفل أصيب في الأسابيع الأولى للمواجهات.

إنهم يستخدمون رصاصاً يحفر في الجسد ثم ينفجر، ليس ينفجر أولاً، لكنه يحفر ثم ينفجر، لقد وجد في دماغ أحد الأطفال عشر شطايا انشطرت من هذه الرصاصة التي حفرت دماغه ثم انفجرت داخله، تقول أمل: كنا نجلس في غرفة واحدة عندما كانت عقارب الساعة تقترب من الساعة التاسعة ليلاً حيث اخترقت أولى الرصاصات زجاج شرفة المنزل، فقال أبي: ادخلوا جميعاً إلى المطبخ، فدخلنا ثم رن جهاز الهاتف بالصالة، فقام أبي ليرد على الهاتف، ثم سمعنا صوت انفجار فأسرعنا إلى الصالة بعدما نادينا ولم يجب، لنجده يركض في بركة من الدماء أسندت رأس أبي إلى صدري، كان رأسه مهشماً ومفتتاً وقد تطاير دماغه وعظم رأسه، وعندما أضاءت أمي النور ازداد القصف فأغلقته فوراً، ولما حاول أخي الإتيان بعربة الإسعاف لاحقوه بالرصاص في الشارع وهو يركض للإتيان بعربة الإسعاف.

يطلقون النار على إطارات سيارات الإسعاف، فهذه إطاراتها الأربعة قد أفرغ فيها الرصاص ولا تستطيع أن تصل، وأخرى قد مات المسعف الذي يريد أن ينقل الطفل محمد جمال الدرة، ثم جرح المسعف الذي بعده، ومنع سيارة إسعاف تريد أن تنقل امرأة على وشك الوضع من الوصول إلى المستشفى لتلد في السيارة.

وهكذا حالات الموت السريري المتزايدة، تقول هذه الطفلة الصغيرة: حرام عليهم أبي كان يحكي لنا قصص وحكايات أنا أحبه، لماذا قتلوه؟

الطفل الذي يرقد في المستشفى مصاباً برصاصات يقول الأطباء: إن استخراج الشظايا من الرأس والصدر في غاية الصعوبة، هل سمعتم بالرصاص بالأجنحة؟ رصاص فيه أجنحة معدنية يركب على جسم الرصاصة أجنحة معدنية؟ لماذا؟ حتى إذا لم تقتله فإن هذه الحفرة الكبيرة الغائرة التي حفرتها الرصاصة بأجنحتها المعدنية كافية لإحداث النزيف الذي سيقتله في الطريق إلى المستشفى.

هكذا يطلقون الرصاص على المسعفين لمنعهم من الاقتراب من الذين ينزفون في الشوارع حتى يموتوا، ويأخذ المستوطنون شاباً مسلماً لكي يدقوا جممته عظمة عظمة، فيهشموه ليلقوه جثة مشوهة لم يستطع أهله أن يتعرفوا عليه.

إن هذه القنابل التي يرمونها ويخيل لمن يراها أنها مستعملة انفجرت إذا لمسها، انفجرت فيه حقيقة، حتى قنابل تبدو مستخدمة ألقيت كما ألقي ألعاب الأطفال وهي الحقيقة متفجرات.

إبادة مزارع المسلمين، وقلع أشجارهم، وجرد الأرض والتربة.

قلع أعمدة الإنارة، منع قطف محصول الزيتون الذي يقتات عليه الناس طيلة العام.

الإزعاج المنهجي، ما هو الإزعاج المنهجي؟ قالوا: طائرات ينبغي أن تستمر تحلق على ارتفاعات منخفضة، وكذلك المروحيات قريبة من العمائر وتشتغل الدبابات في الشوارع تهذر باستمرار فوق رؤوس المسلمين هدير الدبابات.

وكذلك أصوات الطائرات هذا اسمه إزعاج منهجي، هكذا يمنع المسلمون من الذهاب إلى أعمالهم حتى صارت كثير من العوائل المسلمة بدون دخل تقتات منه، اقتاد عدد من المسلمين جماعة عمال مسلمين إلى منطقة مهجورة ثلاثة مسلمين وضربوهم، وسكبوا عليهم المياه الحارة على أقدامهم، ثم وضع التراب في أفواههم وربطوهم في الأشجار وهددوهم بقطع الرؤوس.

اعتقل حرس حدود اليهود عاملاً مسلماً واقتادوه مع اثنين آخرين حيث قاموا بضربهم ومزقوا بطاقاتهم وأجبروهم على الوقوف على الزجاج المكسور.

ولما رأى اليهود هؤلاء المسلمين في فلسطين يكثر نسلهم الآن في هذه الأيام، صار فيه تعادل بالرغم من أن اليهود جلبوا أعداداً من خارج إسرائيل إلى فلسطين، لكن بسبب تكاثر المسلمين صار عدد اليهود مساوٍ لعدد الفلسطينيين، أربعة مليون ومائتين ألف لكل من الطرفين، وإذا استمر التناسل للمسلمين سيكبرون ويكونون ديموغرافياً أكثر من اليهود، لذلك عمل اليهود إلى وضع المواد الكيميائية التي تصيب النساء المسلمات بالعقم، وضعوها في خزانات المياه التي يشرب منها المسلمون من سكان المخيمات في فلسطين، وهكذا فعلوا عندما قلت المؤن الموجودة بسبب الحصار، شح المياه، وشح المؤن والمواد الغذائية، فدخلوا عليهم مواد غذائية معالجة كيمياوياً مسرطنة تسبب السرطان، لا يجد غيرها الناس يشترونها في البقالات والمحلات ليأكلونها لتصيبهم بالسرطان.

وهكذا عبثوا في المناهج الدراسية قبل عام 67، وهكذا عبثوا بالمقررات الدراسية التي يدرسها المسلمون فحذفوا منها الآيات التي تتحدث عن اليهود، وكذلك حذفوا من مقرر التاريخ الإسلامي الغزوات التي فيها ذكر حرب النبي ﷺ لليهود كخيبر وبني النضير وبني قينقاع، وحذف من مقرر الثقافة الإسلامية موضوعاً عن الحرب والجندية في الإسلام، وكذلك عبثوا في المناهج الاجتماعية وشوهوا تاريخنا فعنونوا على  فتح الفتوحات الإسلامية عنوان العدوان الإسلامي، وصار ما فعله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره من الخلفاء المسلمين والقادة العظماء صار عدواناً بزعمهم، وهكذا في كتاب الجغرافيا عنونوا إسرائيل جغرافياً، وموطن الحدود الطبيعية لإسرائيل من الفرات إلى النيل، وهكذا أيضاً امتدت أيديهم لتعبث في كل شيء يمكن أن ينبه الناشئة إلى عداوة المسلمين لهم.

لو سألنا أنفسنا سؤالاً: لماذا نكره اليهود؟

فالجواب قبل أن نكرههم؛ لأنهم احتلوا أرض أو هتكوا عرضاً او يتموا طفلاً أو رملوا بنتاً وامرأة، إننا نكرههم لأنهم سبوا ربنا، لأنهم قالوا عن الله: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: 64].

لأنهم قالوا: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181].

سمعها ولد عمره خمس سنوات، سمع الآية عن قول اليهود: إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181]، فقال على البديهة: فمن أغناهم إذا كان الله فقيراً؟

هؤلاء الذين يقولون: عزير ابن الله، تقوله طائفة من اليهود، لم يتخذ ولداً سبحانه ولم يكن له شريك في الملك يقولون في تلمودهم الذي جعلوه بديلاً للتوراة: إن الله يلعب ثلاث ساعات في اليوم.

يقول الله: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء: 16 - 18].

هؤلاء الذين يقولون بكل وقاحة: إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء -تعالى الله عما يقول هؤلاء اليهود علواً كبيراً- إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  [يس: 82].

تسبح له السموات السبع والأرض وما فيهن.

هؤلاء الذين يقولون في تلمودهم: إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر الله طبعاً أليس قد قال الله عنهم: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة: 31]؟ فهم يصدقون ما يقوله ربنا عنهم في تلمودهم، ويقدمون الدليل تلو الدليل على أنهم كذبة وكفرة وفجرة.

فإذا تساءلت معي -يا أخي-: لماذا يفعلون كل هذا الظلم بالمسلمين؟ لماذا يفعلون كل ذلك؟

إن هناك أسباب عقدية وراء هذه القضية، إنهم يقولون: نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات.

إنهم يقولون: الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة.

إنهم يقولون: إن أراوح غير اليهود أرواح شيطانية.

إنهم يقولون: اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية ولو كانت متزوجة، لماذا؟

انظر إلى هذه الفلسفة التي يفلسفون بها القضية يقولون: كل عقد زواج بين غير اليهود باطل؛ لأن أطرافه حيوانات بهائم، وعقد الزوج بين البهائم لا يصح عقدها غير صحيح، فيجوز لليهودي أن يزني بها، وأن يفجر بها.

ينصون على أن لليهود الحق في اغتصاب النساء غير اليهوديات.

أليس الله قد قال في كتابه العزيز: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 75]؟

ألم يقل الكلب "عوفاد يايوسف" الحاخام الكبير عندهم اليوم: إن الله ندم على خلق الفلسطينيين؟!

ناس يسبون الله صباح مساء ويطعنون في ربهم، لماذا لا نكرههم ونبغضهم؟

بل نبغضهم حتى العظم، ونكرههم حتى النخاع ، ونتمنى ذبحهم ولو بسكين مطبخ.

وإننا نسأل الله أن يرينا يوماً قريباً بيننا وبينهم، معركة ننتصر فيها عليهم، ويشفي الله فيها صدور قوم مؤمنين.

هم الذين قتلوا أنبياء الله وسبوهم وشتموهم، وقالوا عن عيسى: ولد زنا، وأن أمه حملت به في فترة حيض، وأنهم صلبوه، وأنه مدفون في نار جهنم في ماء يغلي منتن؛ أن محمداً صدق بالكذاب فهو كذاب مثله، ويجب أن نقاتل الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول، ولذلك وضعوا السم في هذه الشاة المصلية التي قدموها له يوم خيبر، ونبينا ﷺ لم يمت ميتة طبيعية، والذي لا يعرف هذا فليعرف، نبينا ﷺ مات من أثر السم.

وهو قال لعائشة: يا عائشة لا زالت أكلة خيبر تعاودني  لما ضرب اليهود قال:  فهذا أوان انقطاع أبهري  وهو عرق بين القلب والظهر إذا انقطع مات الإنسان، مات نبينا نتيجة السم، نتيجة السم صارت تنتابه نوبات من الحمى، قال: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان  هذا قاله عند الموت  انقطاع أبهري  [رواه البخاري: 4428].

دليل على ما فعلوه بنبينا ﷺ.

فإذاً، نحن نعاديهم قبل أن يحتلوا أرضاً، ويهتكوا عرضاً، ويقتلوا طفلاً.

هؤلاء الذين قطعوا رأس خنزير ولفوه في ورق مصحف وكتبوا عليه: محمد، وألقوه في ساحة المسجد الأقصى، ورسموا خنزيراً على  جدار كتبوا عليه اسم نبينا ﷺ، ووقعوا بالنجمة السداسية، يحفرون الأنفاق تلو الأنفاق تحت المسجد الأقصى ليسقط من أدنى هزة ليبنوا هيكلهم، ويقولون: ما نحن أسقطناه، سقط من تلقاء نفسه.

والخطة عندهم معروفة، والرسومات التي فيها المسجد وموجودة عندهم.

إن الله قادر على أن يبعث في هذه الأمة بعثاً يحملون دينه ويقاتلون عنه وينشرونه، ويقمعون أهل الزيغ وأهل الشرك والكفر.

وإننا نتفاءل بهذه الأحداث، نتفاءل بمستقبل مشرق للمسلمين، ونحن نرى حتى الأطفال عندهم من الجرأة والشجاعة أن يقفوا أمام الدبابات، وأن يرموا اليهود بالحجارة، بل إنهم يظهرون أمامهم غير آبهين بكل أسلحتهم.

وكذلك فإن هؤلاء الشبان الذين يخرجون لمواجهة اليهود يخرجون وقد توضؤوا وصلوا الصلاة وهم صائمون، حتى إذا لقي الواحد منهم ربه لقيه على عمل صالح، هذا على أقل حال.

بعضهم توصيه أمه قبل أن يخرج بإحسان النية، ولما تخاف على الولد يقول: أريد أن أذهب شهيداً، لماذا أنت تقلقين علي؟

لماذا يوجد ولد مسلم خارج من المدرسة إلى مكان المواجهة عند الحواجز مع اليهود معه شنطة مدرسية على ظهره؟ فيقول له شخص: لماذا تحمل الشنطة وهي تعيقك عن رمي الحجر فينزل الشنطة يفتحها له ليراها مليئة بالحجارة يجمعونها، وهكذا..

حصل التحام من المسلمين، حصل مفهوم الجسد الواحد، تحقق جزء لا بأس به من هذا المفهوم.

تصدق مسلمون بالأموال.

خدامة تضع مائتين ريال، ربما تكون هي كل ما تملكه.

عجوز تأتي وتقول: هذا كل ذهبي، أنا ماذا أفعل به؟ أنا على حافة القبر، أعطوها لإخواني المسلمين في فلسطين.

عندما ينادي المسلمون: خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود.

هذا أشد شيء على اليهود.

ولذلك يقول واحد منهم الآن من كبار مفكريهم: إن هذا النداء ليس معناه أنه ينادون بعضهم داخل حدود فلسطين، بل إنهم ينادون كل واحد يقدس محمداً لكي يأتي وينصرهم، النداء للجميع، أي لجمع المسلمين.

القيام بواجب النصرة للمسلمين

01:07:50

إننا ينبغي علينا أن نقوم لله -تعالى- بالواجب، وأن ننصر هذا الدين، وأن ندعوا إليه.

نحن مقبلون على شهر رمضان، شهر عظيم، شهر فضيل، شهر مبارك، شهر القرآن، بل وكان فيه مواقع جهادية للمسلمين في بدر وفتح مكة وغيرها.

إنه يذكرنا بأشياء كثيرة، الذي منا عنده ذنوب يتوب، والذي منا عنده تقصير فعليه أن يسير على هدى من ربه.

والذي منا عنده إهمال بجانب من الجوانب سواء كان عبادة من العبادات، أو علماً قصر في تعلمه، أو براً قصر فيه أو مع أقاربه من زوجته أو أهله وأبويه أو مع إخوانه في الله، أو قصر في الدعوة، أو قصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ عليه أن يستدرك الأمر الآن.

في هذه الأيام المباركة نحن نقنت فيها على اليهود، وسيتواصل قنوتنا في رمضان عليهم إن شاء الله عندما يقنت المسلمون في صلاة التراويح لن ينسوا الدعاء عليهم.

كان حديثنا عن الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، وتذكرنا بهذه المناسبة الظلم الذي وقع على إخواننا.

شكر النعمة

01:09:20

وأختم كلامي إليكم بالتذكير بنعم الله علينا، إذا كنا نأكل فهناك من لا يأكل، إذا كنا نلبس فهناك من لا يستطيع أن يلبس، إذا كنا نتعلم في مدارس فهناك من لا يستطيع أن يتعلم، وشكر النعمة ليس بإنفاقها في المعصية وإنما بإنفاقها في طاعة الله.

كن قدوة

01:09:46

فكن -يا أخي- قدوة.

كن رجلاً صالحاً.

كن عبداً خيراً.

كن أنموذجاً يحتذى.

نريد قدوات، لا يمكن أن يصلح الحال إلا بقدوات، لا بد أن يكون قوم أناجلهم في صدورهم مثل ما ورد في صفة الأمة هذه في الكتب المقدسة أناجيلهم في صدورهم، حفظة كتاب الله، الحفظة الذين يقومون بهذا القرآن، وهناك عدد فأين أخلاق القرآن في سيرة حفظته؟

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.